قال الرئيس التركي إن بلاده لم تشتر منظومة "إس 400" لتستعد للحرب وإنما لحماية السلام وأمنها القومي. ولفت أردوغان إلى أن ترامب يملك سلطة الإحجام عن فرض عقوبات على تركيا لشرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
إعلان
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده على أهمية صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "إس 400" الروسية، والتي ترفضها الولايات المتحدة، مؤكداً أن أثرها سيكون إيجابيا على حلف شمال الأطلسي (ناتو)
وقال أردوغان في تصريحات أدلى بها الأحد (14 يوليو/ تموز 2019) لرؤساء تحرير وسائل الإعلام الروسية، وأوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "على حلف الناتو أن يكون سعيداً لأن صفقة "إس 400" ستؤثر إيجاباً على مستقبلهم"، واصفاً الصفقة بـ"المهمة والتاريخية".
وقال الرئيس التركي إن نظيره الأمريكي دونالد ترامب يملك سلطة الإحجام عن فرض عقوبات على تركيا لشرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية وإن عليه إيجاد "حل وسط" في هذا الخلاف.
جاءت تصريحات أردوغان بعد يومين من استلام تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أول شحنة من قطع منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المتقدمة "إس 400"، رغم تحذير واشنطن من أن هذا الإجراء قد تتبعه عقوبات أمريكية.
وأوضح أردوغان لصحفيين أتراك أن ترامب "لديه سلطة الإحجام عن أو تأجيل (تطبيق) قانون مجابهة خصوم الولايات المتحدة بالعقوبات"، في إشارة إلى العقوبات الأمريكية الرامية لمنع الدول من شراء عتاد عسكري من روسيا. وأضاف أردوغان، وفقاً لموقع "خبر ترك": "بما أن هذا هو الوضع، فإن على ترامب إيجاد حل وسط".
وكان ترامب قد عبر عن تعاطفه مع الموقف التركي أثناء لقائه مع أردوغان خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان الشهر الماضي، قائلاً إن أنقرة اضطرت لشراء المنظومة من موسكو لأن الإدارة الأمريكية السابقة رفضت بيعها صواريخ "باتريوت".
وإلى جانب التهديد بالعقوبات، قال مسؤولون أمريكيون إن من المحتمل استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات "إف 35" القادرة على الإفلات من أنظمة الرادار، مما يعني أنها لن تكون جزءاً من عملية إنتاجها أو قادرة على شراء المقاتلات التي طلبتها.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن منظومة "إس 400" ربما تشكل تهديداً لهذه المقاتلات إذا كانت تعمل في المنطقة ذاتها. وقال أردوغان إن بلاده طلبت ما يزيد على 100 مقاتلة من طراز "إف 35" وإنها تتوقع أن تظل واشنطن على التزامها بهذه الصفقة.
ع.أ.ج/ ي.أ (د ب ا، رويترز)
من سيء إلى الأسوأ.. علاقات واشنطن بتركيا منذ انتخاب أردوغان
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توتراً منذ نحو سنتين، إلا أن الأمر تفاقم كثيرا بعيد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في حزيران/يونيو 2018 لعدة أسباب، فكيف تطور ولماذا؟
صورة من: Colourbox
أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا هي طريقة التعاطي مع الملف السوري، كذلك رفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن لمحاكمته بشأن دوره المزعوم في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/يوليو 2016، إلا أن النقطة الأكثر وضوحًا كانت احتجاز أنقرة القس الأمريكي أندرو برانسون.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
في 24 حزيران/يونيو 2018، فاز أردوغان في الانتخابات الرئاسية وتوسعت صلاحياته، حيث انتقلت البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي وباتت السلطة التنفيذية تتركز في يد الرئيس، وقتها علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة "تشجع تركيا على اتخاذ خطوات لتعزيز الديموقراطية".
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
في 18 تموز/يوليو اتخذت العلاقات بين البلدين منحى بإتجاه الأسوأ عندما أمرت محكمة تركية بالابقاء على القس اندرو برانسون في السجن بعد عامين من اعتقاله بتهم الإرهاب، ودعا ترامب أردوغان على تويتر إلى الإفراج عن القس، واصفاً الاستمرار في احتجازه بأنه "عار كبير"
صورة من: Reuters/Dha/Demiroren News Agency
في 20 تموز/يوليو، رفضت واشنطن اقتراحًا بتبادل غولن مع القس برانسون، وذلك قبل خمسة أيام من نقله للإقامة الجبرية، رحبت أمريكا بالخطوة لكنها لم تكن كافية، إذ طالب ترامب في وقتٍ لاحق تركيا بالإفراج عن القس "فورًا"، محذرا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض "عقوبات هائلة" على تركيا. أخذ الأمر أيام مع اردوغان ليرد بأن ترامب يفكر بعقلية "صهيونية تبشيرية".
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/E. Tazegul
في الأول من آب/ أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، بعد اتهامهما بلعب دور رئيسي في اعتقال واحتجاز القس، وبعد ثلاثة أيام رد أردوغان بأن أنقرة ستجمد أصول وزيري "العدل والداخلية" الأميركيين في تركيا دون أن يوضح من يقصد تحديدًا.
صورة من: Getty Images/C.Turkel
في العاشر من آب/ أغسطس، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم التركيين لتصل إلى 50 بالمائة للفولاذ و20 بالمائة للألمنيوم، وكتب على تويتر "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت"، بنفس اليوم هبط سعر صرف الليرة التركية وخسرت 16 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار، اعتبر أردوغان ما حدث "حربًا اقتصادية"، ودعا الأتراك لتبديل العملات الأجنبية بالليرة التركية.
صورة من: Reuters/M. Sezer
في 11 آب/أغسطس، حذر أردوغان من أن تركيا ستبحث عن "أصدقاء وحلفاء جدد .. إلا إذا بدأت واشنطن في احترام سيادة تركيا"، وقال "عار عليك، عار عليك.. أن تستبدل شريكاً استراتيجياً في حلف شمال الاطلسي بقس".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
في 12 آب/أغسطس، قال أردوغان إن انهيار الليرة هو بسبب "مؤامرة سياسية" وفي اليوم التالي اتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها تسعى لـ"طعن تركيا بالظهر".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
في الرابع عشر من آب/أغسطس، أعلن أردوغان مقاطعة المعدات الالكترونية الأمريكية، وصعّدت في اليوم التالي بزيادة كبيرة على التعريفات الجمركية على العديد من البضائع القادمة من الولايات المتحدة مثل السيارات والتبغ، البيت الأبيض اعتبر هذه الخطوة أنها "خاطئة ومؤسفة"، بينما رفضت محكمة تركية في اليوم نفسه طلبًا جديدًا للإفراج عن القس برانسون.