أردوغان: تركيا ستراجع علاقتها بأوروبا بعد استفتاء أبريل
٢٣ مارس ٢٠١٧
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاء تلفزيوني بأن العلاقات التركية الأوروبية قد تشهد تغيرا بعد استفتاء أبريل المقبل. و قال أردوغان إن كل شيء في علاقات تركيا مع أوروبا "من الألف إلى الياء" سيتم مراجعته.
إعلان
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الخميس (23 مارس/ آذار) إن تركيا سوف تستمر في علاقاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي إلا أنها ستراجع كل العلاقات السياسية والإدارية بما يشمل اتفاقا لكبح الهجرة بعد استفتاء يجرى في أبريل/ نيسان المقبل.
وفي مقابلة مع محطة (سي.إن.إن ترك) قال أردوغان إن كل شيء في علاقات تركيا مع أوروبا "من الألف إلى الياء" سيراجع بعد استفتاء 16 أبريل/ نيسان على تعديلات دستورية ستوسع من سلطاته.
وأضاف أن دولا أوروبية تسمح بفعاليات لمن يروجون لرفض التعديلات فيما تمنع مسؤولين أتراكا ممن يحشدون التأييد للموافقة عليها. واتهم ألمانيا بدعم الإرهاب وقال إن ليس لديه خطط لزيارتها قبل الاستفتاء على خلاف تقارير إعلامية صدرت في الآونة الأخيرة.
وتشهد العلاقات بين تركيا وكثير من الدول الأوروبية اضطرابات شديدة حاليا بسبب رفض ظهور ساسة أتراك في فعاليات ترويجية للتعديل الدستوري التركي، حيث استدعت هيئة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الخميس السفير التركي لدى الاتحاد على خلفية تهديدات الرئيس التركي. وقالت متحدثة اليوم في بروكسل إنه كان هناك رغبة في الحصول على تفسيرات لتصريحات أردوغان الأخيرة.
يذكر أن أردوغان حذر الأوروبيين من زيادة تصعيد الخلاف مع بلاده، وقال أمس الأربعاء في أنقرة: "إذا واصلتم التصرف على هذا النحو، لن يتسنى لأي أوروبي واحد، ولا أي غربي واحد، أن يخطو خطوة واحدة بأمن وهدوء في أي مكان بالعالم".وتابع أردوغان موجها خطابه للأوروبيين أمس: "إذا انتهجتم هذا الطريق الخطير، سوف يلحق بكم الضرر الأكبر".
ع.أ.ج (رويترز، د ب ا)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.