أردوغان "غاضب" لمنح "انقلابيين" حق اللجوء في ألمانيا
٢٧ مايو ٢٠١٧
في إشارة إلى استمرار التوتر بين البلدين، قال الرئيس التركي إنه أبلغ المستشارة الألمانية في اجتماع على هامش قمة "الناتو" في بروكسل "استياءه من منح اللجوء لانقلابيين". وتم كذلك مناقشة مسألة زيارة النواب الألمان لأنجرليك.
إعلان
أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن استيائه بسبب ما تردد عن منح ألمانيا اللجوء لأشخاص متهمين بعلاقتهم بالمحاولة الانقلابية الفاشلة العام الماضي، بحسب ما قال أردوغان في مقابلة نشرت السبت (27 أيار/ مايو 2017). وقال أردوغان: "ناقشنا مسألة الجنود الانقلابيين الذين قبلت طلباتهم للجوء، وكان رد فعلنا حازماً"، في إشارة إلى اجتماعه مع ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل الخميس. وأضاف في المقابلة مع صحيفة "حرييت": "سألنا: كيف فعلتم ذلك؟"
ومنذ المحاولة الانقلابية، سعى عشرات الدبلوماسيين والمسؤولين البارزين الأتراك إلى الحصول على اللجوء في ألمانيا وسط استمرار أنقرة في حملتها ضد من يشتبه بعلاقتهم بالداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بأنه وراء المحاولة. وذكر الإعلام الألماني هذا الشهر أن العديد من العسكريين الأتراك وعائلاتهم ممن يحملون جوازات سفر دبلوماسية حصلوا على اللجوء السياسي.
إلا أن أردوغان أكد أن ميركل أبلغته أن الموافقة على منح اللجوء "بيدها".
يشار إلى أن العلاقات توترت بين أنقرة وبرلين منذ المحاولة الانقلابية في تموز/ يوليو، إلا أنها تدهورت بسبب العديد من القضايا ومن بينها الحملة على الاستفتاء لتوسيع صلاحيات الرئيس أردوغان. كما تدهورت العلاقات بعد أن سجنت تركيا الصحافي دينيز يوجيل، الألماني-التركي الذي يعمل مع صحيفة "دي فيلت"، بعد اتهامه بالتورط في الإرهاب في شباط/ فبراير. وانتقد أردوغان "هوس ألمانيا بدينيز" وقال إنه خلال اجتماعه مع ميركل "ذكرتهم بأنه لديكم العديد من أمثال دينيز وقد قدمت لكم الوثائق". وكان يشير إلى أربعة آلاف ملف قالت تركيا سابقاً إنها قدمتها إلى برلين حول "الإرهابيين" المشتبه بهم في ألمانيا.
هذا وذكر وزير الداخلية الألماني الجمعة أن الوزارات تلقت 217 طلب لجوء من أتراك يحملون جوازات سفر دبلوماسية، إضافة إلى 220 طلباً من أشخاص يحملون جوازات سفر خاصة بموظفي الحكومة وعائلاتهم. ولا يُعرف رسمياً كم عدد من تم منحهم اللجوء وكم عدد العسكريين من بينهم.
وتابع الرئيس التركي أردوغان أنه ناقش مع ميركل كذلك مسألة السماح للنواب الألمان بزيارة الجنود الألمان المتمركزين في قاعدة أنجرليك القريبة من سوريا. وكانت أنقرة قد رفضت السماح للنواب بزيارة القاعدة هذا الشهر، فيما أوضح أردوغان أن تركيا طلبت قائمة بأسماء النواب الراغبين في زيارة القاعدة لأن بعضهم "يدعمون الإرهابيين صراحة". وألغى النواب زيارتهم، بينما حذرت برلين من أنها يمكن أن تنقل جنودها (250 جندياً) المتمركزين في القاعدة إلى موقع أخر في المنطقة وعلى الأرجح إلى الأردن.
يشار إلى أن القوات الألمانية تقوم في القاعدة بطلعات استطلاعية بطائرات تورنادو فوق سوريا وإعادة تزويد طائرات الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بالوقود.
خ.س/ ي.أ (أ ف ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.