أردوغان في طهران – لترسيخ التقارب ومحاصرة "زلزال" كردستان
٤ أكتوبر ٢٠١٧
زيارة أردوغان إلى طهران ولقائه روحاني، ليست فقط لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بل لتنسيق الرد المشترك على استفتاء إقليم كردسان العراق. فمن طهران توعد أردوغان برد أقوى على الاستفاء الذي وصفته طهران بـ "المؤامرة".
إعلان
يزداد التنسيق التركي الإيراني على أعلى المستويات للتعامل مع نتائج الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان العراق قبل أسبوع، والذي أيد فيه 92 بالمائة من الناخبين استقلال الإقليم عن بغداد. وقد وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران اليوم الأربعاء (الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2017) لبحث إمكانية الرد المشترك على الاستفتاء بعد أن أجرى البلدان مناورات عسكرية منفصلة مع حكومة بغداد، على الحدود المتاخمة لإقليم كردستان، في رسالة واضحة إلى حكومة أربيل.
وكانت تركيا وإيران هددتا بالانضمام إلى بغداد في فرض عقوبات اقتصادية على إقليم كردستان خوفا من النزعة الانفصالية بين مواطني البلدين من الأكراد. إذ أشار أردوغان اليوم في طهران، أن تركيا ستتخذ خطوات أقوى ردا على الاستفتاء وذلك بعد أن اتخذت بالفعل بعض الإجراءات بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية وإيران. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال أردوغان إن "الاستفتاء يفتقر إلى الشرعية ولم تعترف به سوى إسرائيل".
من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن "البلدين سيعملان لمواجهة تفكك العراق وسوريا لتهدئة التوتر في المنطقة". وقال روحاني "نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط... استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرة وطهران".
وفي إشارة على ترسيخ التقارب الإيراني التركي، ليس فقط بشأن التعامل مع إقليم كردستان ، بل حتي لمواجهة الضغوط الخارجية أكد أردوغان إلى أن زيادة حجم التجارة بين تركيا وإيران من 10 إلى 30 مليار دولار لا تزال على جدول الأعمال وأن التجارة بين البلدين ستكون بالعملتين التركية والإيرانية للحد من ضغوط العملات الأجنبية.
وكان إقليم كردستان العراق شبه المستقل قد أعلن أمس الثلاثاء أنه سيدعو لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الأول من نوفمبر تشرين الثاني. وردت بغداد بمزيد من الإجراءات العقابية بعد أن فرضت بالفعل عقوبات على البنوك الكردية وأوقفت تحويلات النقد الأجنبي للإقليم.
وتخشى الحكومة المركزية في العراق والدول المجاورة وبعض الدول العربية أن يؤدي استفتاء الاستقلال إلى صراع آخر أوسع نطاقا في المنطقة، التي تعاني من الحرب الدائرة في سوريا وتخشى أن يفسد ذلك الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية".
والأكراد هم رابع أكبر جماعة عرقية في المنطقة وينتشرون في إيران وتركيا وسوريا والعراق وكلها دول تعارض استقلالهم. وفي تركيا تجددت حركة تمرد كردية يشنها مسلحو حزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف لإطلاق النار قبل ما يقرب من عامين.
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز)
محطات في تاريخ الحركة الكردية بالشرق الأوسط
يشارك أكثر من خمسة ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في محافظات إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية. تعرف على أبرز محطات تاريخ الحركة الكردية في مشروعها من أجل الاستقلال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Vinogradov
اتفاقيات سلام عديدة
وقعت الحكومة العراقية مع الاكراد اتفاقيات سلام عدة، إحداها بين الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف الظاهر في الصورة والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني - يسار الصورة- بعد سلسلة من الثورات. الاتفاقية منحت للأكراد حكما ذاتيا واعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية.
صورة من: picture-alliance/dpa/United Archives/TopFoto
1974 أزمة جديدة
تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك والأكراد ينادون بثورة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1975 الانشقاق الكردي
جلال طالباني أعلن من دمشق عن تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بما مثل انشقاقا جوهريا تاريخيا وخروجا عن سلطة الملا مصطفى برزاني الذي يعده الاكراد زعيما تاريخيا.
صورة من: Reuters
1987 الوحدة القلقة
جلال طالباني (يسار) ومسعود برزاني (يمين)، نجل مصطفي برزاني، يعلنان عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد الى هزات عنيفة وشهدت حربا بين الزعيمين وحزبيهما.
صورة من: picture-alliance/dpa
1991 انتفاضة آذار
قوات كردية بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت وهزيمة القوات العراقية فيها. لكن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أخمدها بالقوة لينزح على إثرها أكثر من مليون كردي الى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
1992 انتخابات فوق خط العرض 32
عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل عاصمة الاقليم ضمن منطقة الحماية الجوية الدولية شمال خط العرض 36 ، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2 بالمئة من الاصوات فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8 بالمئة ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1994 حرب الأخوة الأعداء
اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تمتد الى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/N. Pilos//Kyriakatiki-E
2005 بداية عصر الكرد الذهبي في العراق
بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود برزاني رئيسا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/mxppp/C. P. Tesson
2009 بداية عصر النفط الكردي
بدأ الإقليم في تصدير النفط الخام إلى الخارج بمعدل 90 إلى 100 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 600 ألف برميل يوميا في 2017. وسبب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
2014 مشروع الاستفتاء
مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن اجتياح داعش لبعض القرى الكردية أجل الاستفتاء. في نفس العام، تلقت قوات البيشمركة دعم الوجستيا وعسكري امن الجيش الأمريكي للمساعدة في مواجهة داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
2017 الاستفتاء بات حقيقة
رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء شعبي نهاية شهر سبتمبر/أيلول لاستقلال الإقليم عن العراق. والحكومة في بغداد ترفض ذلك، كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.