يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الـ 29 من أيلول/ سبتمبر الجاري المسجد المركزي في كولونيا التابع لمنظمة "ديتيب" وهي أكبر رابطة إسلامية في ألمانيا وقد تعرضت لانتقادات. هذه جملة حقائق بشأنها:
إعلان
مسجد كولونيا الكبير.. الجدل لا يزال مستمراً
01:08
اتحاد مساجد مع اتصالات قوية مع تركيا
الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية "ديتيب" هو أكبر اتحاد مساجد في ألمانيا. وإلى جانب المسجد المركزي في كولونيا يوجد نحو 900 مسجد إضافي يسيرها الاتحاد المسجل كمنتدى. ويضم هذا المنتدى على مستوى ألمانيا نحو 800.000 عضواً، وله روابط قوية مع تركيا. وتقر الخدمة العلمية للبرلمان الألماني في قائمة للمنظمات الإسلامية في ألمانيا أن "ديتيب اعتمادا على النظام الأساسي مرتبط بالرئاسة الحكومية للشؤون الدينية في تركيا في أنقرة "ديانات". والأئمة الأتراك الذين ينتدبون من "ديانات" إلى مساجد ديتيب يتلقون راتبا من القنصليات التركية طوال فترة إقامتهم، و"ديانات" هي التي تحدد الخطوط العريضة الدينية لهذه المساجد.
رجال أقوياء في الخفاء في أنقرة
"ديانات" هي مؤسسة حكومية لإدارة الشؤون الدينية في تركيا، تابعة مباشرة للرئيس رجب طيب أردوغان. وتأسست إبان حقبة كمال أتاتورك في عام 1924 ودافعت عن تفسير معتدل للإسلام وحظيت بتقدير غالبية الشعب التركي. وفي السنوات الماضية غيرت ديانات طريقة عملها المتحفظة، لاسيما تحت حكم رجب طيب اردوغان وحكومته بقيادة حزب العدالة والتنمية. ويعمل اليوم لصالح هذه المؤسسة التي يوجد مقرها في أنقرة حوالي 120.000 موظف مسؤوليتهم ضمن جملة أمور الاشراف على مضمون خطب الجمعة الأسبوعية لنحو 85.000 مسجد في البلاد. وبميزانية سنوية تتجاوز مليار يورو تملك هذه المؤسسة ميزانية أعلى من وزارة الداخلية.
ثقافة الحرب وبنية محافظة
وكذلك بسبب تأثير "ديانات" واجه اتحاد ديتيب في السنوات الماضية موجة انتقادات. وبعد دخول الجيش التركي في شمال سوريا في يناير 2018 دعا رئيس ديانات إلى الدعاء في المساجد من أجل انتصار تركيا. وظهرت على إثرها في مساجد ديتيب في ألمانيا فيديوهات تظهر أطفالا بالزي العسكري.
وفي صيف 2017 رفض اتحاد ديتيب المشاركة في مظاهرة تنظمها اتحادات إسلامية ضد الإرهاب. كما ظهرت خلافات داخلية، إذ استقالت منتصف أيار/ مايو المنصرم أقيلت رئاسة منظمة الشبيبة التابعة لديتيب، والتهمة كانت أعلانها أن التوجهات الليبرالية في الاتحاد تتعرض للقمع.
مؤسسات ناقدة لديتيب
واتضح ارتباط البناء الداخلي لديتيب بالأحداث السياسية الداخلية في تركيا كذلك بسبب المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا في صيف 2016، إذ يبدو أن أئمة ديتيب تجسسوا في ألمانيا على أتباع الداعية فتح الله غولن. وفتح النائب العام تحقيقات ضد 19 إماما. وتتهم الحكومة التركية غولن بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية. ومنذ أيام فقط حصل تطور سلبي إضافي، إذ كشفت وسائل إعلام ألمانية في نهاية سبتمبر 2018 أن جهاز الاستخبارات الألمانية يدرس على ما يبدو وضع ديتيب تحت المراقبة.
الصورة تسير إلى الأسوأ
وطوال سنوات كان اتحاد ديتيب يُعتبر بالنسبة إلى السلطات الألمانية أهم شريك في قضايا الدين والاندماج واستفاد من دعم حكومي. إلا أنه بسبب أحداث السنوات الماضية تدهورت هذه السمعة. وفي عام 2018 تم تقليص أموال الدعم لديتيب بقوة. فإذا حصل الاتحاد في 2017 على نحو 1.5 مليون يورو من الدولة، فإن هذا المبلغ تقلص في 2018 إلى 300.000 يورو فقط.
وحقيقة أن ديتيب لم يعد منذ مدة شريكا نموذجيا في قضايا الاندماج سيتضح أيضا خلال الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى كولونيا: فخلافا لبيان صحفي صادر عن ديتيب لن يشارك رئيس حكومة ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا، أرمين لاشيت في مراسم تدشين المسجد الكبير في كولونيا التي سيرأسها رجب طيب اردوغان. وأكد لاشيت في الماضي عدة مرات أن العلاقات الدولية تحتاج إلى التبادل المفتوح والحوار النقدي. والتدشين المشترك لمسجد ديتيب لا يبدو "المكان المواتي" للقيام بهذا الأمر.
دانييل هاينريش/ م.أ.م
يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... فعاليات للتعريف بالإسلام
في يوم الوحدة الألمانية المصادف الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تفتح المساجد في ألمانيا أبوابها فيما يعرف بـ"يوم المسجد المفتوح"، في خطوة تهدف لتعريف الزوار بالإسلام عن كثب من خلال إقامة العديد من النشاطات.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين