في تصريحات تؤكد تباعد موقف أنقرة عن حلفائها الغربيين، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقاتلين الأكراد المنضوين تحت "وحدات حماية الشعب" بمنظمة إرهابية. وقال أردوغان إن قتال هذه الوحدات ضد "داعش" لا يعطيها شرعية.
إعلان
شن الرئيس التركي رجب طيب أرودغان هجوما لاذعا اليوم الاثنين (الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 2015) على المقاتلين الأكراد السوريين المعروفين بـ "وحدات حماية الشعب". وقال أردوغان في تصريحات في بروكسل إن المقاتلين الأكراد السوريين، الذين تدعمهم الولايات المتحدة في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" ينتمون إلى تنظيم إرهابي ويتعاونون مع حزب العمال الكردستاني التركي المحظور.
وأضاف الرئيس التركي قائلا إن دور وحدات "حماية الشعب" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في دعم المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد "الدولة الإسلامية" (داعش) لا تعطي الجماعة شرعية. وتأتي تصريحات أردوغان قبيل لقائه مع القادة الأوربيين لبحث سبل التعاون في ملف اللاجئين وكذلك مناقشة المقترح التركي حول إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا.
ويشن حزب العمال الكردستاني الذي له صلات وثيقة بوحدات حماية الشعب حربا على تركيا منذ عام 1984 وعادت المواجهة مع القوات التركية هذا الصيف. وأدرجت تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات
المتحدة حزب العمال الكردستاني على قائمة التنظيمات الإرهابية. بيد أن واشنطن وبروكسل لا تعبران الاتحاد الديمقراطي أو وحدات حماية الشعب التابعة له منظمة إرهابية.
أ.ح/ ي.ب (رويترز)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .