أكد الرئيس التركي تصميم بلاده على استخدام حق "الدفاع عن النفس" بعد تفجير سيارة مفخخة استهدف آليات عسكرية وسط أنقرة، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة عشرات آخرين. ونددت المستشارة الألمانية بالانفجار ووصفته بـ "الإرهابي".
إعلان
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء (17 فبراير/ شباط 2016) على أن تركيا مصممة أكثر من أي وقت مضى على استخدام حقها في "الدفاع عن النفس" بعد تفجير سيارة مفخخة استهدف آليات عسكرية في أنقرة وأسفر عن مقتل 28 شخصا على الأقل.
وقال في بيان إن "تصميمنا على الرد بالمثل على الهجمات داخل وخارج حدودنا يزداد قوة مع هذه الأعمال. يجب أن يكون معلوما بأن تركيا لن تتردد في استخدام حقها في الدفاع عن النفس في أي وقت وأي مكان وأي مناسبة".
من جانبها، نددت أنغيلا ميركل مستشارة ألمانيا بالانفجار وقالت ميركل في بيان مساء الأربعاء إن "الحكومة الاتحادية تدين هذا العمل الإرهابي بأشد العبارات" . وقالت ميركل: "أقول للشعب التركي، أننا في ألمانيا نشاطركم الألم، ونقف إلى جانب تركيا في محاربة مرتكبي مثل هذه الأعمال غير الإنسانية. من جانبه، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن "صدمته" إزاء وقوع الانفجار.
وقال مكتب حاكم أنقرة إن 28 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في العاصمة التركية الأربعاء عندما انفجرت سيارة ملغومة لدى مرور حافلات عسكرية قرب البرلمان ومبان حكومية ومقر الجيش التركي. وشجب الجيش التركي ما وصفه بالهجوم الإرهابي على الحافلات العسكرية التي كانت متوقفة عند إشارة مرور.
وقال متحدث باسم الحكومة إن 28 شخصا قتلوا وأصيب 61 آخرون نتيجة الانفجار الذي وقع بالقرب من تقاطع مزدحم على بعد أقل من 500 متر من مبنى البرلمان أثناء الذروة المسائية. ووصف بكير بوزداغ وزير العدل الهجوم بأنه عمل إرهابي. وقال للبرلمان الذي كانت جلسته منعقدة وقت الانفجار إن السيارة انفجرت في جزء من الشارع اصطفت على جانبيه السيارات العسكرية.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إنه ألغى زيارة كانت مقررة في وقت لاحق اليوم إلى بروكسل. كما قام الرئيس رجب طيب إردوغان بتأجيل زيارته المرتقبة إلى أذربيجان. وقال مسؤول أمني تركي رفيع المستوى إن المؤشرات الأولية تؤكد مسؤولية حزب العمال الكردستاني عن الانفجار. لكن مصادر أمنية منفصلة في جنوب شرق تركيا ذو الأغلبية الكردية قالت إنها تعتقد أن متشددي "الدولة الإسلامية" هم المسؤولين عن الانفجار. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث على الفور.
وقال شاهد من رويترز "سمعت صوت انفجار ضخم. كان هناك دخان ورائحة قوية برغم أننا كنا على مسافة عدة مبان سكنية. وعلى الفور سمعنا صوت صافرات سيارات الإسعاف والشرطة التي هرعت للمكان".
وقال مسؤول في وزارة الصحة إن السلطات تحاول تحديد عدد القتلى والمصابين الذين نقلوا إلى مستشفيات عديدة في المنطقة. وأظهرت صور منشورة على مواقع تواصل اجتماعي الحطام المحترق لحافلتين على الأقل وسيارة. وتسبب الانفجار في سحابة كثيفة من الدخان فوق وسط أنقرة.
وتواجه تركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي تهديدات أمنية متعددة. وهي جزء من تحالف تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق المجاورتين. وقصفت مقاتلي الميليشيات الكردية في شمال سوريا على مدار الأيام القليلة الماضية. كما تحارب المقاتلين المنتمين لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر عامين ونصف في يوليو/ تموز 2015، مما أدخل المنطقة في أسوأ موجة عنف تشهدها منذ التسعينيات.
واستهدف حزب العمال الكردستاني- الذي يكافح منذ أكثر من ثلاثة عقود لإقامة حكم ذاتي للأكراد- مرارا أهدافا عسكرية فيما سبق على الرغم من أن عملياته تركز بدرجة كبيرة على جنوب شرق تركيا ذو الأغلبية الكردية.
وجاء التفجير عقب هجوم في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ألقي باللوم فيه على تنظيم "الدولة الإسلامية" عندما هاجم انتحاريان تجمعا لنشطاء مؤيدين للأكراد ونشطاء عماليين خارج محطة القطارات الرئيسية بالعاصمة مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص. كما قتل 10 سائحين ألمان في هجوم انتحاري في القلب التاريخي لاسطنبول في يناير/ كانون الثاني 2016 ألقي بمسؤوليته على "الدولة الإسلامية" أيضا.
الإرهاب يضرب مجددا تركيا و"داعش" في قفص الاتهام
ضرب الإرهاب تركيا مجددا إثر هجوم انتحاري استهدف إسطنبول، واتهمت الحكومة تنظيم "داعش" بالوقوف وراءه، فيما بلغ عدد ضحاياه عشرة قتلى تسعة منهم ألمان، إضافة إلى 15 جريحا. لينضاف هذا الهجوم إلى سلسلة هجمات نسبت إلى "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
12 يناير/ كانون الثاني 2015: اهتزت تركيا مجددا بفعل هجوم إرهابي استهدف مركزا سياحيا باسطنبول، راح ضحيته عشرة قتلى على الأقل و15 جريحا. وغالبية القتلى طلاب مدارس، تسعة منهم ألمان.
صورة من: Reuters/K. Aslan
سارع رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو إلى تحميل تنظيم "داعش" مسؤولية التفجير الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء وسط مدينة إسطنبول، مشيرا إلى أن منفذ الهجوم انتحاري ينتمي للتنظيم. فيما تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن انتحاري يحمل الجنسية السورية.
صورة من: DW/A. Lekas Miller
ميركل من جهتها بلغها الخبر حين كانت في جلسة تشاورية مع عبد المالك سلال رئيس الوزراء الجزائري في برلين. وفي مؤتمر صحفي مشترك، قالت المستشارة الألمانية: الإرهاب "ضرب اليوم اسطنبول، كما ضرب باريس، وتونس وأنقرة". وأضافت أن "الإرهاب الدولي يظهر مرة جديدة بوجهه الدنيء والمزدري للحياة البشرية"، داعية الى التعاون لمواجهته.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: نفذ انتحاري بحزام ناسف هجوما على حافلة للحرس الرئاسي في قلب العاصمة تونس تسبب في مقتل 12 عنصرا من النخبة الأمنية. الهجوم تبناه "داعش" وكان من أسوء الاعتداءات التي تعرضت لها تونس العام الماضي. وتزامن مع تسلم رباعي الحوار جائزة نوبل للسلام بفضل جهوده لدعم الانتقال الديمقراطي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: سلسلة من الاعتداءات غير المسبوقة توقع 129 قتيلاً على الأقل وأكثر من 350 جريحاً في باريس. الإرهابيون استهدفوا ستة مواقع مختلفة، من بينها محيط ملعب "ستاد دو فرانس" الدولي ومطاعم في أحياء راقية وصالة للحفلات الموسيقية. وقد أعلن "داعش" مسؤوليته عن الهجمات.
صورة من: Reuters/Ph. Wojazer
12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: تفجير دراجة نارية مفخخة يتبعها تفجير انتحاري في سوق بمنطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت يوقع 44 قتيلاً. المنطقة تعتبر معقلاً لتنظيم حزب الله اللبناني. تنظيم "داعش" تبنى الهجوم، وكان الأكثر دموية في تاريخ البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS/N.Lebanon
31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015: طائرة ركاب روسية تابعة لخطوط "كوغاليمافيا" تسقط في شبه جزيرة سيناء بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ224، غالبيتهم روس. وتعتبر هذه أسوأ كارثة جوية روسية على الإطلاق. وأعلن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لـ"داعش" مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.
صورة من: imago/ITAR-TASS
10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015: هز هجوما آخر تركيا وهذه المرة في أنقرة إثر هجوم انتحاري أمام محطة القطارات في العاصمة التركية أنقرة أوقع 102 قتيلاً وأكثر من 500 جريح. وأكد المدعي العام أن تنظيم "داعش" يقف وراء الاعتداء.
صورة من: Getty Images/G. Tan
26 يونيو/ حزيران 2015: طالب جامعي مسلح يفتح النار داخل منتجع سياحي بمنطقة سوسة، ويقتل 38 سائحاً أجنبياً، بينهم 30 بريطانياً. وتبنى تنظيم "داعش" هذا الهجوم، الذي سبقه هجوم مماثل على متحف باردو في تونس العاصمة في الثامن عشر من مارس/ آذار أدى إلى مقتل 22 شخصاً.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
7-9 يناير/ كانون الثاني 2015: مسلحان يفتحان النار داخل مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم ثمانية من رسامي الكاريكاتور في المجلة. كما قتلت شرطية على مشارف باريس، فيما احتجز مسلح عدداً من الرهائن في متجر يهودي، قتل منهم أربعة أشخاص. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هذه الهجمات.
صورة من: AFP/Getty Images/K. Tribouillard
كما أضاف داود أوغلو أنه اتصل بالمستشارة الألمانية ميركل لتقديم التعازي للشعب الألماني عن مقتل تسعة من الرعايا الألمان في الهجوم، مؤكدا أنه سيتم إطلاع الجانب الألماني على تطورات التحقيقات الجارية.