صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهجته ضد الغرب، متهما إياه بدعم "الإرهاب" ومدبري الانقلاب الذين حاولوا إزاحته عن السلطة. ومذكرة توقيف جديدة تطال أطباء في المستشفى العسكري بأنقرة.
إعلان
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء (الثاني من أغسطس/ آب 2016)، الغرب بدعم "الإرهاب" ومدبري الانقلاب الذين حاولوا إزاحته عن السلطة، في أعنف هجوم له على حلفاء أنقرة الغربيين منذ الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو.
وقال أردوغان في خطاب متلفز من القصر الرئاسي "للأسف، الغرب يدعم الإرهاب ومدبري الانقلاب"، ليضيف "هؤلاء الذين كنا نظنهم أصدقاء يقفون إلى جانب مدبري الانقلاب والإرهابيين".
وتأتي تصريحات أردوغان تزامنا مع إصدار مذكرات توقيف جديدة طالت مئة موظف في المستشفى العسكري في العاصمة التركية أنقرة بينهم أطباء، وفق ما أفاد اليوم الثلاثاء مسؤول تركي بعد أسبوعين ونصف امن محاولة الانقلاب في تركيا.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن المسؤول الذي طالب عدم كشف هويته، بأن السلطات بـأنقرة تشتبه في أن يكون العاملون في المستشفى سمحوا بدخول مناصرين لغولن في صفوف الجيش وترقيتهم بسرعة في التراتبية العسكرية بتقارير طبية مزيفة.
من جهتها، ذكرت شبكة "ان تي في" الخاصة بأن مداهمات تنفذ ظهر اليوم الثلاثاء في مستشفى غولهان، أكبر مستشفى عسكري في أنقرة، بحثا عن الأشخاص المستهدفين بمذكرات التوقيف.
وتصدر مذكرات التوقيف في إطار حملة "تطهير" واسعة في تركيا منذ الانقلاب الفاشل الذي وقع في 15 تموز/يوليو كان يسعى للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان ونسبته أنقرة إلى مؤيدين للداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة. ونفى غولن أن تكون له أي علاقة بالانقلاب الفاشل.
و.ب/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."