هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده "لن تتراجع قيد أنملة" في إدلب، متوعدا بطرد القوات السورية منها، فيما دعا وزراء خارجية 14 دولة أوروبية أنقرة وموسكو إلى "خفض التصعيد" وتجنب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.
إعلان
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء (26 فبراير/شباط 2020) إن تركيا تخطط لطرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة العسكرية التركية في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا بنهاية فبراير/ شباط. وقال في كلمة ألقاها في أنقرة "لن نتراجع قيد أنملة وسندفع بالتأكيد النظام (السوري) خارج الحدود التي وضعناها".
وأضاف الرئيس التركي، في كلمة أمام أعضاء البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، إنه يأمل في حل مسألة استخدام المجال الجوي في إدلب قريبا. وتتحكم روسيا في المجال الجوي وتقصف بشكل يومي المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا دعما لهجوم القوات الحكومية.
إلى ذلك قال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا لرويترز إن الجيش الوطني السوري وبـ"مساعدة أصدقائنا الأتراك" .. أستعاد السيطرة على بلدة النيرب. وقال مسؤول أمني تركي إن الجيش التركي دعم هجوم المعارضة بالقصف وإن فرق إزالة القنابل ومقاتلين من المعارضة يعملون الآن على تطهير البلدة الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب شرقي مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وأضاف المسؤول التركي أن الهدف التالي هو السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية التي يلتقي عندها طريق إم 5 السريع، وهو الطريق الرئيسي الواصل بين الشمال والجنوب السوري والذي يربط دمشق وحلب، بالطريق الواقع غربي البحر المتوسط. وأرسلت تركيا آلاف الجنود وعتادا إلى المنطقة لمساعدة المعارضة على مقاومة الهجوم.
وفي سياق متصل دعا وزراء خارجية 14 دولة في الاتحاد الأوروبي، في مقال مشترك، روسيا وتركيا إلى "خفض التصعيد" في محافظة إدلب "والمساهمة في إيجاد حل سياسي". وقال الوزراء الـ 14 بينهم الفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس، في المقال الذي نشر في صحيفة "لو موند" الفرنسية، "ندرك تماما وجود جماعات متطرفة في إدلب. لن نستخف بتاتا بمشكلة الإرهاب: نحاربه بعزم". وأضافوا "لكن مكافحة الإرهاب لا يمكن ولا يجب أن تبرر الانتهاكات الهائلة للقانون الدولي الإنساني".
وقال الوزراء "ندعو النظام السوري وداعميه، خاصة الروس، لإنهاء هذا الهجوم والعودة لترتيبات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في خريف 2018". وأضافوا "ندعوهم لوقف العمليات القتالية على الفور واحترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا سيما حماية العاملين في الشؤون الإنسانية والعاملين الطبيين الذين يغامرون بأرواحهم من أجل المدنيين".
ونزح نحو مليون سوري في الأشهر الثلاثة الماضية بسبب القتال بين المعارضين المدعومين من تركيا والقوات السورية المدعومة من روسيا التي تحاول استعادة آخر معقل كبير للمعارضة في سوريا في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.
ع.ج.م/أ.ح (أ فب، د ب أ، رويترز)
مواجهة بين أنقرة ودمشق... ساحتها إدلب
شهدت إدلب خلال الأسابيع الماضية تصعيداً عسكرياً حاداً بين النظام السوري وتركيا، مما يضع المنطقة تحت تساؤلات حول إمكانية تحول هذه المواجهة إلى منحنى أخطر، فما هي آخر التطورات بين الطرفين حتى اللحظة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/M. Said
قتلى بين الطرفين
دق كل من النظام السوري وتركيا ناقوس الخطر بعد أن ثار غضب الأخيرة لمقتل 8 أتراك؛ من بينهم خمسة جنود في قصف طال موقعين لها خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، لترد أنقرة بقصف مواقع سورية موقعة 13 قتيلاً. وأسفرت الغارات السورية عن ارتفاع عدد القتلى الأتراك، ليبلغ حتى هذه اللحظة 14 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Idilbi
نقاط مراقبة تحت المراقبة!
تخضع ثلاث نقاط مراقبة تركية لحصار من النظام السوري، ويشار إلى أن تركيا تملك اثنتي عشر نقطة مراقبة في إدلب، وذلك بموجب اتفاق روسي تركي يعود لعام 2018. وقد أجج الصراع على النقاط التركية المحاصرة الخلاف بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/AA
إسقاط طائرة هليكوبتر تعود للجيش السوري الحكومي
في الحادي عشر من الشهر الحالي سقطت مروحية عسكرية تابعة للنظام السوري أثناء تحليقها في سماء إدلب، مما أدى إلى مقتل عسكريين سوريين. واتهمت وسائل إعلام تركية الفصائل السورية بهذا. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر عسكري إصابة "إحدى طائرات الهليكوبتر العسكرية بصاروخ معاد " فوق منطقة النيرب في ريف إدلب الجنوبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Alsayed
تقدم على الطريق الدولي
تركز تقدم جيش النظام السوري على ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي المجاور، حيث يمر طريق "إم 5" الدولي، فارضاً سيطرته على عدة بلدات وقرى. ويشكل الطريق أهمية استراتيجية إذ يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية في حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Maher
تعزيز تركي
قامت القوات التركية بتعزيز نقاط المراقبة التابعة لها بعناصر من قوات المهام الخاصة "الكوماندوز"، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة. تضمنت التعزيزات عربات عسكرية مختصة بالتشويش الراديوي، وسيارات إسعاف عسكرية مدرعة.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Haj Kadour
النزوح الأكبر
أدى تصاعد العنف بين الطرفين إلى موجة نزوح كبيرة، وصلت إلى 700 ألف سوري حتى اللحظة، وذلك هروباً من 200 ضربة جوية نفذها طيران النظام السوري في منطقة إدلب، كما ذكر المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري. فيما وصفتها الأمم المتحدة بـ"أسوأ موجة نزوح منذ بدء الحرب".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
وضع مأساوي!
يعاني النازحون من الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، دون مكان مبيت يأويهم، مع تعاظم الوضع المأساوي في المحافظة التي تصل نسبة النازحين فيها إلى 40% من السكان، خاصة بعد سيطرة النظام السوري على الممرات الإنسانية التي كانت تزودهم بمساعدات الطوارئ الدولية؛ بما فيها الغذاء.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Al Sayed
"على الناتو التدخل"
طالبت تركيا من خلال وزير دفاعها خلوصي آكار، بتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" بهدف وقف هجمات قوات النظام السوري على إدلب. وكان أردوغان أعلن في وقت سابق عن "مواصلة الرد" على أي هجمات سورية، مهدداً بعملية واسعة في المحافظة إن لم تتوقف القوات السورية عن زحفها.
صورة من: DHA
البيت الأبيض: لا تدخل عسكري في إدلب
جاء الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في إدلب عن طريق مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، والذي أكد عدم وجود نية للتدخل العسكري في المحافظة، بينما ذكرت مصادر أمريكية أخرى أن واشنطن تفكر في دعم العسكريين الأتراك عبر تقديم معلومات استخباراتية ومعدات عسكرية، مؤكدة وقوفها إلى جانب تركيا.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
موسكو في كفة الميزان الأخرى
اعتبر دبلوماسيون روس أنّ الأحداث في إدلب تؤثر سلباً على العلاقات الروسية التركية، فيما ذكر الكرملين في عدة مناسبات سياسية أنه لا يمكن لموسكو الوقوف مكتوفة الأيدي أمام هجمات المسلحين ضد النظام السوري. إعداد مرام سالم
صورة من: picture-alliance/Zuma/Kremin Pool/E. Biyato