عاد الرئيس التركي أردوغان لتوجيه انتقادات لألمانيا مجددا بمساعدة الإرهابيين، وقال إنه سلم المستشارة ميركل "4500 ملف ولم يتلق الإجابة على أي منها". في المقابل وعد أردوغان بتحويل تركيا لدولة أكثر تطورا وحداثة من ألمانيا.
إعلان
اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين (السابع من آب/ أغسطس 2017) ألمانيا مجددا بمساعدة الإرهابيين. وبرر أردوغان اتهاماته هذه بأن الحكومة الألمانية لم ترد على آلاف الملفات التي أرسلت إليها أو تسليم المشتبه بهم المطلوبين لدى السلطات التركية.
وقال أردوغان في خطاب بمؤتمر في إقليم ريزه على البحر الأسود في تعليقات من المرجح أن تصعد التوتر بين البلدين "ألمانيا تساعد الإرهابيين". وأضاف لأعضاء حزبه العدالة والتنمية "أعطينا (المستشارة الألمانية أنغيلا) ميركل 4500 ملف لكن لم نتلق إجابة على أي منها".
وتابع الرئيس التركي، الذي دأب على انتقاد الحكومة الألمانية وتوجيه اتهامات إليها "عندما يكون هناك إرهابي فبوسعهم إبلاغنا أن نعيد ذلك الشخص. لن ترسلوا الإرهابيين الذين لديكم لكن يمكنكم أن تطلبوا منا ذلك. أعندكم نظام قضائي وليس عندنا في تركيا؟".
في المقابل قال أردوغان في هذا الخطاب بأنه سيجعل من تركيا دولة متطورة أكثر من ألمانيا. وأضاف أنه حين يعود الأتراك المقيمون في الخارج إلى بلادهم سيرون أنها تجاوزت ألمانيا. ووعد الرئيس التركي مواطنيه بتحويل تركيا إلى دولة حديثة، مدنية ومستقلة، يعمل الجميع معا من أجلها. وذكر أردوغان في هذا الإطار مجالات: التعليم، والصحة والعدالة والأمن والشفافية.
في غضون ذلك وجهت الخارجية الألمانية انتقادات حادة لخطط الرئيس التركي لتوحيد زي المعتقلين على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب خلال مثولهم للمحاكمة. وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر: "بأية حال من الأحوال فإنه من الغريب أن يتهم شخص هناك دولتنا باتباع أساليب نازية، ثم يفعل هو أشياء تعيد إلى أذهاننا نحن الألمان ذكريات سيئة لأوقات سيئة في ألمانيا".
يذكر أن أردوغان أعلن مطلع هذا الأسبوع مجددا عن إلزام كافة المعتقلين على ذمة قضايا تتعلق بالإرهاب بارتداء زي موحد خلال مثولهم أمام المحاكم. ووفقا لهذه الخطط، فإن المشتبه في مشاركتهم في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تموز/يوليو عام 2016 سيرتدون بدلة بقطعة واحدة "أوفرول" ذات لون بني، بينما سيرتدي كافة المتهمين في قضايا تتعلق بالإرهاب سراويل وسترات بنية.
يذكر أن عددا من الألمان تم القبض عليهم في تركيا خلال الأشهر الماضية في أعقاب محاولة الانقلاب بتهم تتعلق بالإرهاب، من بينهم الصحفي دينيز يوجيل والمترجمة ميسالي تولو كورلو والناشط الحقوقي بيتر شتويتنر.
أ.ح/ي.ب (د ب أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)