عشية توجه الأتراك بالخارج إلى صناديق الاقتراع للتصويت على التعديلات الدستورية المثيرة للجدل، جدد أردوغان اتهامه لألمانيا بـ"الفاشية". وحذر الوزير الألماني شويبله من أن خطاب أردوغان سيدمر اندماج الأتراك في ألمانيا.
إعلان
قالت مصادر بوزارة الخارجية التركية إن الوزارة استدعت السفير السويسري في أنقرة اليوم الأحد (26 آذار/ مارس 2017) بسبب مظاهرة في بيرن قالت إن منظميها أنصار لجماعات إرهابية وأنها استهدفت الرئيس رجب طيب إردوغان. وقالت المصادر إن الوزارة استدعت القائم بالأعمال السويسري يوم السبت عندما كان السفير، فالتر هافنر، خارج أنقرة. وأضافت أن تركيا أبلغت السفير اليوم الأحد بأنها تتوقع أن تحيل السلطات السويسرية المسؤولين عن هذه الاحتجاجات إلى القضاء واتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار ذلك.
واستمراراً لمسلسل التصعيد بين الجانبين، اتهم أردوغان ألمانيا مجدداً بالفاشية، وأكد في الوقت ذاته مجدداً اليوم الأحد باسطنبول أنه يعتزم التمسك بالمقارنات مع النازية. وأشار أردوغان إلى سلسلة جرائم قتل كانت خلية "إن إس يو" النازية قد ارتكبتها في مدينة ميونخ، وقال موجهاً خطابه لألمانيا: "أنتم لم تستجلوا ملابسات ذلك حتى الآن. أنتم فاشيون، فاشيون".
"أردوغان يدمر اندماج الأتراك في ألمانيا"
من جانبه، قال وزير المالية الألماني المخضرم، فولفغانغ شويبله، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي اتهم المستشارة أنغيلا ميركل "بانتهاج أساليب نازية" ضد الأتراك في ألمانيا يعيد اندماج هؤلاء الأتراك في ألمانيا سنوات إلى الوراء. وقال شويبله لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية "الأسلوب الخطابي لإردوغان أذهلني." مشيراً إلى أن ذلك "سيدمر عمداً في فترة وجيزة الاندماج الذي زاد على مدى سنوات في ألمانيا."
وعلى الصعيد نفسه، الاستفتاء على التعديلات الدستورية، طالب رئيس "جمعية الجالية التركية في ألمانيا" (Türkische Gemeinde in Deutschland e.V.)، غوكاي سوفوغلو، الأتراك بالدفاع عن الديمقراطية في وجه أردوغان. وأطلقت الجمعية المذكورة وجمعية أخرى، تدعى "المزيد من الديمقراطية"، نداء للتصويت بـ"لا" على التعديلات. وحسب مطلقي النداء فقد وقع عليه الآلاف، من بينهم، أحد رئيسي حزب الخضر الألماني، المنحدر من أصول تركية، والعديد من السياسيين الآخرين والشخصيات العامة.
ويشار إلى أنه يحق لـ 1.4 مليون تركي، يعيشون في ألمانيا، المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التي ستمنح الرئيس التركي المزيد من الصلاحيات. وسيكون بمقدور الأتراك المقيمين في الخارج المشاركة في الاستفتاء في الفترة بين 27 آذار/ مارس و09 نيسان/ أبريل.
خ.س/ص.ش (د ب أ، رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.