أردوغان يدعو غابرييل إلى "التزام حدوده" بعد انتقاد تصريحاته
١٩ أغسطس ٢٠١٧
هاجم الرئيس التركي أردوغان وزير الخارجية الألماني غابرييل بعد رفض الأخير أي تدخل تركي في الانتخابات التشريعية القادمة في ألمانيا. أردوغان قال أيضاً إنه لن يتم الإفراج عن الألمان المحتجزين لدى تركيا، بمن فيهم صحفي بارز.
إعلان
شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب متلفز هجوما شخصيا على وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل بسبب انتقاد الأخير طلب أردوغان من الأتراك المجنسين في ألمانيا بعدم التصويت لأحزاب ألمانية رئيسية في الانتخابات التشريعية القادمة. وقال أردوغان اليوم السبت (19 أب / أغسطس 2017) مخاطبا غابرييل "إنه لا يلتزم حدوده ! من أنت لتخاطب رئيس تركيا بهذه الطريقة؟ التزم حدودك! إنه يحاول إعطاءنا درسا .... منذ متى تتعاطى السياسة؟ كم تبلغ من العمر؟".
وقال أردوغان إنه لن يتم الإفراج عن الألمان المحتجزين لدى تركيا، بمن فيهم صحفي بارز. وذكر أردوغان: "لقد قدمت ملف 4500 إرهابي إلى السيدة المسؤولة عن ألمانيا (في إشارة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل)، ولم يتم قبول ملفات هؤلاء الإرهابيين للأسف"، مشيرا إلى أتراك في ألمانيا ترغب أنقرة في تسليمهم إليها.
وأضاف أردوغان: "ومع ذلك، فإنها طلبت مني إعادة شخص و شخصين و ثلاثة أشخاص. أنا آسف، إذا كان لديكم سلطة قضائية فلدينا سلطة قضائية أيضا". وهناك ثلاثة مواطنين ألمان في السجون التركية، بينهم دينيز يوسيل، وهو صحفي لدى صحيفة "دي فيلت". وكرر أردوغان دعوته التي أطلقها أمس الجمعة إلى الألمان من أصل تركى بألا يصوتوا لأكبر ثلاثة أحزاب ألمانية في انتخابات الشهر القادم، واصفا إياها بأنها "أعداء تركيا"، وقال إنه يتعين على هؤلاء الأتراك تلقين تلك الأحزاب "أفضل درس".
وكانت المستشارة أنغيلا ميركل قالت أمس الجمعة إنها لن تسمح لأي شخص "بالتدخل" في عملية الانتخابات الألمانية.
ويريد الرئيس التركي أن تسلم ألمانيا عددا من الأشخاص منحتهم ألمانيا اللجوء ومن بينهم أتباع حركة فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
من جانب آخر، طالب جيم أوزديمير رئيس حزب الخضر الألماني بمراجعة التعاون الشرطي مع تركيا، بعد إلقاء السلطات الإسبانية صباح اليوم السبت القبض على الكاتب الألماني من أصل تركي دوغان أخانلي بناء على طلب من تركيا . وقال أوزديمير لصحيفة "تاغيستسايتونغ" الألمانية: "ما يجب الآن هو مراجعة كل إشارة من نظام حكم أردوغان مراجعة تامة، فمن الواضح أن نظام العدالة التركي لا يعمل وفقا لمبادئ دولة القانون".
ويعيش الكاتب الألماني من أصل تركي في مدينة كولونيا غرب ألمانيا وألقت السلطات الإسبانية القبض عليه اليوم السبت بناء على طلب من تركيا خلال قضائه عطلة في غرناطة. وأمضى أخانلي الفترة من 1985 إلى 1987 داخل سجن عسكري في إسطنبول واعترف به لاجئا سياسيا في ألمانيا عام 1991، حيث يعيش منذ ذلك الوقت. ولا يحمل أخانلي حاليا إلا الجنسية الألمانية.
وواصل أوزديمير القول "لا يجب ألقاء القبض على معارضي النظام التركي داخل أوروبا مستقبلا كمجرمين من دون فحص حالاتهم".
ز.أ.ب/ع.خ (أ ف ب، د ب أ)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".