أردوغان يرد بحدة على شتاينماير بشأن حقوق الإنسان في تركيا
٢٩ سبتمبر ٢٠١٨
في خطابه بحفل العشاء تكريما لضيفه الرئيس التركي رجب طيب أدروغان تطرق الرئيس الألماني شتاينماير إلى أوضاع حقوق الإنسان في تركيا منتقدا الاعتقالات التي طالت الصحافيين وسياسيين معارضين ونقابيين، فيما رد الضيف بقوة.
إعلان
رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتهامات الألمانية بخصوص وضع حقوق الإنسان في تركيا بلهجة حادة. وخلال مأدبة عشاء رسمية أقيمت له مساء الجمعة في برلين دعا إليها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أكد أردوغان على أن الخلافات القائمة بين الدولتين في الوقت الراهن يمكن تجاوزها.
إلا أنه في الدقائق الأخيرة من كلمته حاد أردوغان عن مسودة كلمته المكتوبة وصار عاطفيا، وغاضبا إلى حد ما. وتحدث أردوغان عن حالة الصحفي جان دوندار الذي تناولته الصحف قبل الظهر في عناوينها الرئيسية.
وكان الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير قد تطرق في كلمته الترحيبية بالضيف التركي إلى جملة من الخلافات بين برلين وأنقرة، أبرزها ملف حقوق الإنسان، حيث أشار إلى أن تركيا وبعد مرور أكثر من عامين على الانقلاب الفاشل، مازالت تعتقل المئات من الصحافيين والنقابيين وسياسيين معارضين. ودعا شتاينماير إلى ضرورة إجراء المصالحة الوطنية في تركيا وعودة الحياة الديمقراطية إلى مجاريها الطبيعية. الرئيس الألماني اعتبر العلاقة مع تركيا مهمة وضرورية وأشاد بدور المهاجرين الاتراك الذين ساهموا في إعادة بناء المانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
كما طالب أردوغان في كلمته المسائية باحترام العدالة التركية وقدم طلبا بتسليم دوندار، وهنا انقلبت نبرة الحديث، حيث قال: "هناك المئات بل والآلاف" من الإرهابيين يسيرون بحرية عبر ألمانيا، "فهل لا ينبغي أن نتكلم عن هؤلاء؟ هل علينا أن نصمت إزاءهم؟" وعند نهاية كلمته عاد أردوغان نسبيا إلى هدوئه، حيث قال: "في الواقع لم أكن أود أن أتكلم عن هذا الأمر في هذه الأمسية، ولكن السيد الرئيس بدأ بالحديث فيها، ومن ثم كنت مضطرا للتطرق إليها".
تعديل جدول زيارة أردوغان
على صعيد متصل، أجبرت المخاوف الأمنية والخلافات السياسية السلطات الألمانية على إدخال تغييرات قليلة في اللحظة الأخيرة على جدول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت (29 أيلول/سبتمبر 2018)، وهو اليوم الأخير من زيارته الرسمية إلى ألمانيا.
وبعد اجتماع على الإفطار مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، سيتوجه أردوغان إلى كولونيا حيث سيفتتح المسجد المركزي الجديد في المدينة، الذي عانى من سلسلة من الفضائح المتعلقة بالتكلفة والبناء. وكان مقررا أن يلقي أردوغان خطبة تتراوح مدتها بين 15 و20 دقيقة، تركز على الصداقة الألمانية التركية، ولكن أيضا تتناول التهديد المتنامي من التطرف اليميني، حسبما قال البرلماني التركي مصطفى ينر أوغلو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
ودفعت المخاوف الأمنية سلطات مدينة كولونيا إلى اتخاذ قرار في وقت متأخر من يوم أمس الجمعة بإلغاء خطط لإقامة حفل كبير مفتوحا في الهواء الطلق في المسجد. وقالت المدينة إنه يمكن المضي قدما في إقامة حفل الافتتاح ولكن بحضور مدعوين فقط.
وعلى نحو مماثل، تمت إعادة جدولة اجتماع مع رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، آرمين لاشيت، لتتم في مطار كولونيا/ بون بعد أن تم إلغاء اجتماع مخطط له في قلعة "فان" لأن مالك الموقع قال إن أردوغان غير مرحب به لأسباب سياسية. وقال لاشيت إنه يأمل في مناقشة حرية الصحافة في تركيا ووضع بعض الألمان المحتجزين هناك.
ح.ع.ح/ع.ج (د.ب.ا)
محطات مثيرة للجدل في زيارة أردوغان لبرلين
منذ الإعلان عن زيارة أردوغان لبرلين وسيل الانتقادات لا يتوقف. ومع وصوله الفعلي لألمانيا تصاعدت أصوات منتقديه، خاصة بسبب مراسم الاستقبال الضخمة، التي حظي بها الضيف. في ما يلي أهم المحطات المثيرة للجدل في زيارة أردوغان.
صورة من: Reuters/F. Bensch
"اختلافات ومصالح"
خلال مؤتمرها الصحفي المشترك مع الرئيس التركي أردوغان في برلين الجمعة (28 سبتمبر/ أيلول 2018) أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه لا تزال هناك "اختلافات عميقة" مع تركيا فيما يتعلق بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، مشددة على أن هناك مصالح مشتركة مع تركيا كالناتو والهجرة ومكافحة الإرهاب. أما الرئيس التركي فدعا برلين لتسليم ما قال إنهم مئات من مؤيدي رجل الدين فتح الله غولن المقيمين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
مقاطعة المأدبة على شرف الرئيس
وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صباح الجمعة (28 أيلول/ سبتمبر 2018) في قصر "بيلفو" الرئاسي في برلين بالتشريفات العسكرية. وتقام مساء الجمعة مأدبة عشاء على شرفه، الأمر الذي أثار بدوره جدلاً واسعاً في ألمانيا. كما رفض العديد من الساسة الألمان المشاركة في المأدبة المُقامة على شرف الضيف التركي احتجاجاً على سجل حكومته في مجال حقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/R. Krause
المراسم الضخمة "أمر سخيف"
ومنذ الإعلان عن زيارة أردوغان لبرلين وسيل الانتقادات لهذه الزيارة المثيرة للجدل لا يتوقف. وطالت الانتقادات عدة جوانب، أهمها مراسم الاستقبال الضخمة للضيف التركي، وهو ما انتقده عدد من الساسة أبرزهم رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض، زارا فاغنكنشت، التي قالت إن "استقبال شخص يهدم الديمقراطية في بلاده ويؤسس ديكتاتورية إسلامية، بالسجادة الحمراء وبكل مراتب الشرف، هو أمر سخيف".
صورة من: Reuters/Presidential Press Office/K. Ozer
أول زيارة بمراسم عسكرية
رغم أن أردوغان زار ألمانيا من قبل في أكثر من 12 مناسبة عندما كان رئيساً للوزراء أو حتى رئيساً لتركيا إلا أن زيارته هذه هي أول زيارة رسمية له بمراسم تكريم عسكرية كاملة، ولم تتوقف انتقادات زارا فاغنكنشت على تلك المراسم وإنما اتهمت أردوغان بدعم جماعات إرهابية. أما حزب الخضر، فقد طالب المستشارة ميركل باتخاذ موقف واضح ضد الرئيس التركي وسياسته.
صورة من: picture-alliance/dpa
"إشارة رابعة"
لم تتوقف زيارة أردوغان في إثارة الجدل عند مراسم الاستقبال الضخمة، بل طالت أيضاً طريقة إلقائه التحية لمؤيديه. ففي طريقه إلى الفندق في برلين حيَّا أردوغان مؤيديه، الذين تجمعوا على جانب الطريق برفع "أصابعه الأربعة" وهي الإشارة المعروفة لدى جماعة الإخوان المسلمين، بالأخص في مصر. غير أنه يبقى من غير المعروف إن كان أردوغان يعني بذلك في برلين أيضا الإشارة إلى الإخوان وواقعة رابعة في مصر، بحسب مراقبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
شعبيته في ألمانيا أكبر
بالرغم من الانتقادات المتتالية لسياسته ووضع حقوق الإنسان في تركيا، يحظى أردوغان بقاعدة شعبية مهمة بين أفراد الجالية التركية في ألمانيا، ومن بينهم فئة الشباب أيضاً. فقد حصل أردوغان في الانتخابات الرئاسية على نسبة أصوات لدى الجالية التركية في ألمانيا تفوق نسبة ما حصل عليه داخل تركيا نفسها، وفقا للنتائج الأولية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
المعارضون "الأعداء"
قائمة المعارضين "أعداء" أردوغان داخل وخارج تركيا طويلة، وذلك بسبب سياسته القمعية ووضع حقوق المواطنين وحقوق الإنسان في تركيا. وقد رفض العديد من السياسيين المعارضين الألمان لقاء الضيف التركي. كما تقرر تنظيم مظاهرات ضد زيارة أردوغان في عدة مواقع في برلين وكولونيا. وقد أصيب شرطيان في برلين الخميس في مظاهرة عفوية ضد أردوغان، شارك فيها أشخاص ملثمون وألقيت خلالها حجارة على الشرطة. اعداد: إيمان ملوك