أردوغان يرد على منتقديه ويهدد أوروبا بموجة لجوء جديدة
١٠ أكتوبر ٢٠١٩
بعد انطلاق الهجوم التركي على شمال سوريا، انهالت الانتقادات العربية والدولية على قرار أنقرة ما دفع بالرئيس التركي أردوغان لاستنكارها جميعا وخص مصر والسعودية بحيز واضح من انتقاداته، فيما هدد الأوروبيين بموجة لجوء جديدة.
إعلان
استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتقادات الدولية التي تعرضت لها تركيا على خلفية العملية التي أطلقتها أمس في مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا. وانتقد أردوغان كلا من السعودية ومصر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وجدد التأكيد على أن الهجوم هدفه إبعاد خطر الإرهاب عن الحدود التركية.
واتهم أردوغان السعودية في تصريحات أدلى بها اليوم الخميس (10 تشرين أول/أكتوبر 2019)، بقتل المدنيين في اليمن، بينما وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"القاتل". وكانت مصر قد دعت الجامعة العربية إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة التدخل التركي في سوريا ومن المقرر عقد الاجتماع يوم السبت المقبل، وفق إعلان الجامعة العربية.
كما هدد الرئيس التركي بفتح أبواب أوروبا أمام ملايين اللاجئين ردًّا على الانتقادات الأوروبية للهجوم التركي الجاري حاليا في شمال شرق سوريا. وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة "أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3,6 مليون مهاجر". يذكر أن هذا الرقم هو عدد اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا حاليا.
يذكر أن الدول الأوروبية انتقدت بشدة العملية العسكرية التي شنتها تركيا الأربعاء في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية والمدعومة من الغربيين، لأنها كانت القوة الرئيسية التي حاربت جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتابع أردوغان "لم تكونوا يوما صادقين. الآن يقولون إنهم سيجمدون ثلاثة مليارات يورو (وعدوا بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة). هل احترمتم يوما وعدا قطعتموه لنا؟ لا". وأضاف "بعون الله سنواصل طريقنا لكننا سنفتح الأبواب" أمام المهاجرين.
برلين "متحفظة" وفرنسا تستدعي السفير التركي
على صعيد متصل، أعرب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، لنظيره التركي، مولود جاووش أوغلو، هاتفيا، عن "تحفظ" برلين على العملية العسكرية التي بدأتها أنقرة ضد الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا. وغردت الخارجية الألمانية على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، في إشارة للاتصال الهاتفي بين ماس وأوغلو، قائلة إن الوزير الألماني عبر عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" ( داعش)، في سوريا مرة أخرى،" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية". وكان ماس أدان العملية العسكرية أمس الأربعاء "بأشد العبارات"، ودعا تركيا إلى وقف الهجوم.
من جانب آخر، قال مصدر دبلوماسي إن وزارة الخارجية الفرنسية استدعت السفير التركي لاجتماع في وقت لاحق اليوم الخميس.
من جانبها، ناشدت نائبة رئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل غير مباشر جعل عضوية تركيا في الحلف موضع تساؤل. وقالت كلاوديا روت، السياسية بحزب الخضر الألماني، على هامش مؤتمر في مدينة فريدريشسهافن، جنوبي البلاد، اليوم الخميس: "إذا لم يصدر عن حلف الناتو مجددا رد فعل، إذا صمت الناتو مجددا، إذا لم يجعل الناتو عضوية (تركيا) موضع تساؤل، سيتعين عليه حينئذ التوقف عن التحدث عن تحالف القيم".
ح.ع.ح/و.ب (أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
ملامح تأثير أوروبا في اسطنبول.. هل تغيرت في ظل الأزمات؟
رغم الأزمة في العلاقة بينهما، فإن أوروبا وتركيا يجمعهما الكثير. اسطنبول مثلا. فالمدينة التي تأوي 15 مليون نسمة ليست فقط من الناحية الجغرافية جزءا من أوروبا. جولة عبر مدينة التناقضات.
صورة من: Rena Effendi
اسطنبول لا يمكن حصرها في أية خانة
اسطنبول هي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع في قارتين: أوروبا وآسيا. وفي مدينة البوسفور يلتقي التقليد بالحداثة والدين بأسلوب الحياة العلماني. والكثيرون يقولون بأن هذا ما يطبع سحر المدينة.
صورة من: Rena Effendi
مدينة عالمية ضاربة في التاريخ
اسطنبول يعود تاريخها إلى أكثر من 2600 سنة، وهذا يطبع إلى يومنا هذا مظاهر المدينة. حكام متعاقبون تنافسوا من أجل بسط السيطرة: فرس ويونانيون ورومان وعثمانيون. "القسطنطينية" كانت مركز الامبراطورية البيزنطية وبعدها العثمانية. انطلاقا من 1930 فقط غيرت المدينة اسمها إلى اسطنبول.
صورة من: Rena Effendi
بين ضفاف العالم
البوسفور هو الروح الزرقاء لإسطنبول. هذا المضيق في البحر يفصل الشطرين الأوروبي والآسيوي للمدينة. في كل يوم تنقل عبارات عشرات الآلاف من الناس من ضفة إلى أخرى. 20 دقيقة تقريبا تطول الرحلة بين كراكوي في أوروبا وكاديكوي في آسيا.
صورة من: Rena Effendi
جسور تضمن التواصل
ويمكن مشاهدة السفن بشكل جيد من جسر غالاتا. هنا يصطف الصيادون على أمل الحصول على صيد جيد. وفي تلك الرحاب نلتقي بالتجار والسياح وماسحي الأحذية. هذا الجسر الأول نشأ في 1845 حين كانت اسطنبول تحمل اسم القسطنطينية.
صورة من: Rena Effendi
"أوروبا هي إحساس"
اسمي وقفي، يقول أحد الصيادين، ويشير إلينا بيده. "أشعر بأنني أوروبي. نحن نتمنى حرية أكثر، ولذلك وجب على تركيا والاتحاد الأوروبي التقارب فيما بينهما"، يضيف وقفي الذي هو متقاعد، والصيد هوايته ـ لكن يمثل دخلا إضافيا. فمقابل كيلوغرامين من السمك يحصل في السوق على نحو ثمانية يورو.
صورة من: Rena Effendi
صوامع في قلب المدينة
في ساحة تقسيم في قلب المدينة ترتفع أصوات آلات البناء. في سرعة خارقة يتم هنا تشييد مسجد جديد ـ بقبة تعلو 30 مترا وصومعتين. ومن المتوقع الانتهاء من كل شيء حتى موعد الانتخابات في 2019. والمنتقدون يقولون: الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يفرض على الساحة هوية أخرى: إسلامية محافظة وعثمانية حديثة عوض علمانية وأوروبية.
صورة من: Rena Effendi
أوروبية وتقية
الطابع المحافظ يسود بالأحرى في حي الفاتح بإسطنبول ـ وهذا رغم أن الفاتح يقع في الجزء الأوروبي للمدينة. والكثير من الناس الذين يعيشون هنا جاؤوا من الأناضول بحثا عن العمل وحياة أفضل. والبعض يسمي الفاتح أيضا " حي الأتقياء" ـ والكثيرون هنا أنصار أوفياء للرئيس التركي وحزبه العدالة والتنمية.
صورة من: Rena Effendi
التبضع في ظل المسجد
في كل يوم أربعاء يُقام السوق بجنبات مسجد الفاتح. هنا يحصل التزاحم والتفاوض لبيع وشراء أدوات منزلية وألبسة وأغطية وخضر وفواكه. والأسعار منخفضة أكثر من أي مكان آخر. حتى سعر الإيجار. وفي الأثناء تعيش الكثير من العائلات السورية في الفاتح. أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ استقبلتهم تركيا منذ الحرب السورية في 2011 ـ عدد لم يتحمله أي بلد آخر.
صورة من: Rena Effendi
سوريا الصغيرة وسط اسطنبول
الفاتح بات في الأثناء مشهورا بمطاعمه السورية التي تقدم الوجبات السريعة التي بها قسط أوفر من الثوم. "مسافر" هي التسمية التي تُطلق رسميا على اللاجئين في تركيا. وتصنيف اللاجئ على غرار ما هو سائد في الاتحاد الأوروبي ليس موجودا هنا، لكن الحكومة وعدت عشرات الآلاف من السوريين بالحصول على الجنسية التركية. والمنتقدون يرون في ذلك محاولة لكسب مزيد من أصوات الناخبين.
صورة من: Rena Effendi
الحياة الليلية في اسطنبول
من يرغب في التجول والمتعة، يجب عليه التوجه إلى أحياء أخرى في اسطنبول: إلى كاديكوي على الجانب الآسيوي مثلا أو إلى هنا في كاراكوي أحد أقدم الأحياء. في المقاهي والمتاجر وقاعات العروض يلتقي السكان المحليون بالسياح. لا أحد هنا تعجبه السياسة الإسلامية المحافظة للحكومة.
صورة من: Rena Effendi
أمل استقبال مزيد من السياح
اسطنبول تغيرت كثيرا، تقول عائشة غول شراجوغلو التي تعمل في متجر لمنتجات التصميم في حي غالاتا المحبب لدى السياح. "قبل سنوات كان يأتي عدد كبير من الأوروبيين لقضاء العطلة هنا"، والآن يأتي سياح من مناطق أخرى ومعظمهم عرب، لكن غياب الأوروبيين"سيء لتجارتنا، وآمل أن يتغير هذا قريبا".