أردوغان يرفض إجراء مناظرات تلفزيونية مع مرشحي المعارضة
٧ مايو ٢٠١٨
يشكوا مرشحو المعارضة التركية من عدم اهتمام الإعلام التركي بحملاتهم الانتخابية، فيما ينقل كل تحركات الرئيس رجب طيب أردوغان. مرشحو المعارضة طالبوا بإجراء مناظرات تلفزيونية مع أردوغان لكن الأخير رفض ذلك.
إعلان
رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين (السابع من أيار/ مايو 2018) دعوة مرشحي المعارضة التركية إلى إجراء مناظرة متلفزة قبيل الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها الشهر المقبل. وقال أردوغان في أنقرة "بصفة خاصة لا أريد الاشتراك في مناظرات على شاشات التلفزيون، لأننا لا نريد أن يسجل أحد نقاطا على حسابنا".
وكان مرشح حزب المعارضة الرئيسي في تركيا محرم إنجي صرح بأنه يجب إجراء مناظرات تلفزيونية بين المرشحين للرئاسة في الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها الشهر المقبل، فيما أعرب عن أسفه لقلة قيام منافذ الإعلام الرئيسية بإفساح المجال لمنتقدي الحكومة.
وقال إنجي وهو مرشح حزب الشعب الجمهوري: "دعونا نتناظر على التلفزيون ودعونا نتحدث عن أحلامنا بشأن تركيا". وأضاف أن هذا من شأنه أن يجعل تركيا في نفس مستوى الدول المتقدمة بتقاليد مماثلة.
ولم يتم تغطية المؤتمرات الانتخابية الخاصة بإنجي مطلع الأسبوع على الهواء مباشرة من قبل شبكات الأخبار الرئيسية في البلاد، وكذلك هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) الحكومية، في حين تنقل كل خطابات أردوغان بالكامل. وقال إنجي إنه "ليس لديه أمل على الإطلاق" أن وسائل الإعلام ستبث المعلومات بشكل نزيه.
وكان مرشح حزب الشعب الجمهوري قد قال أمس الأول السبت إنه في حال استمر الوضع على هذا النحو فسوف يعقد مؤتمرات انتخابية خارج مكاتب (تي آر تي).
وبالإضافة إلى أردوغان وإنجي، سوف يتنافس ثلاثة مرشحين آخرين يمثلون تحالفا من تيار يمين الوسط وحزب إسلامي وحزب الشعوب الموالي للأكراد. والمرشح الموالي للأكراد صلاح الدين دميرتاش يقبع في السجن على ذمة المحاكمة لاتهامه بالإرهاب.
ح.ع.ح/أ.ح (د ب أ)
تركيا والعالم العربي.. علاقات تتأرجح بين الصداقة والعداوة
تشترك تركيا مع الدول العربية في موضوع الدين الإسلامي، فضلاً عن القرب الجغرافي، وتقارب الرؤى في ملف النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن علاقات تركيا مع العرب ليست وردية تماماً، خاصة في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الإمارات - التوتر الكبير
تمثل الطريقة التي رد بها أردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي.
صورة من: picture alliance/Photoshot
السعودية - تنافس صامت تروّضه المصالح
يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. إلّا أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/K. Ozer
قطر- الحليف الموثوق في الخليج
أظهر وقوف أردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. أردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/Dha
الجزائر- الغاز يذيب الخلافات
تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات ديبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Images/Pool Presidential Press Service/K. Ozer
المغرب - علاقة هادئة دون تشنج
ظن متتبعون أن قرار المغرب برفع رسوم الاستيراد على سلع الملابس التركية سيؤثر سلبا على علاقة الجانبين المرتبطين باتفاقية للتبادل الحر، إلّا أن ذلك لم يحصل، فالاستثمار التركي لا يزال يتدفق على المغرب. حافظ أردوغان على علاقة مثمرة مع الرباط، خاصة مع اتخاذ هذه الأخيرة إجراءات ضد مدارس فتح الله غولن في ترابها، وهو ما تفاعلت معه أنقرة بمنع ندوة كانت مقرّرة للجماعة المغربية المعارضة، العدل والإحسان.
صورة من: picture alliance/AA
مصر - عداء بسبب الإخوان
العداء واضح بين أنقرة والقاهرة منذ عزل مرسي، إذ لا يزال أردوغان يقول إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، بينما ترّد القاهرة أن أردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان". تنطلق أسباب العداء من رفض أردوغان للتدخل العسكري في الشأن السياسي، خاصة مع تاريخ بلاده مع الانقلابات العسكرية، فضلاً عن التقارب الإيديولوجي بين إسلاميي تركيا وإسلاميي مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa
العراق- مد وجزر
توترت علاقتهما عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، ووصل التوتر حدّ استدعاء السفيرين. لكن البلدين يدركان أن ما يجمعهما أكبر، خاصة تخوفهما من تنامي النفوذ الكردي، ورغبتهما تحقيق شراكة فعلية تستفيد من الحدود المشتركة بينهما. لذلك وقع تقارب جديد مؤخرا، من شأنه استمرار وصول السلع التركية إلى العراق، وتقوية التعاون المائي، واستمرار تصدير النفط العراقي إلى تركيا.