استبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل بالإعراب عن أمله في أن تفتح الزيارة صفحة جديدة في علاقات البلدين، دون أن ينسى انتقاد واشنطن لتسليحها وحدات حماية الشعب الكردية.
إعلان
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة (12 مايو/ أيار 2017) إن زيارته إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل ستمثل بداية جديدة للعلاقات بين البلدين. وأضاف أنه يعتقد أنه سيتم حل نقاط الخلاف مع واشنطن إلى حد كبير خلال زيارته المقبلة.
وتوترت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب خلافات تتعلق بالأزمة السورية. وقال الرئيس التركي إن قرار الولايات المتحدة تسليح وحدات حماية الشعب الكردية السورية يتناقض مع علاقتها الاستراتيجية مع أنقرة.
وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي إنه يعتقد أن الولايات المتحدة تمر "بمرحلة انتقالية" وإن قراراً مثل تسليح الوحدات يعود إلى سياسات الإدارة السابقة. وأعلنت الولايات المتحدة خطة لتسليح وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تقاتل تنظيم "داعش"، مما أغضب تركيا التي تعتبر الوحدات امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وذكر أردوغان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في أنقرة أنه سيواصل طرح مسألة تسليم رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن حتى "النهاية".
ويجتمع الرئيس التركي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارة إلى واشنطن الأسبوع المقبل يومي 16 و17 مايو/ أيار الجاري.
ومن المتوقع أن يتصدر جدول المحادثات مسألة تسليح وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية وتسليم غولن الذي تتهمه أنقرة بالضلوع في انقلاب فاشل العام الماضي.
وفي هذا السياق ألقت الشرطة التركية القبض على 57 شخصاً من العاملين فى بورصة اسطنبول، اليوم الجمعة، للاشتباه بصلتهم بجماعة "خدمة" التابعة للداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
يشار إلى أنه تم اعتقال حوالي 49 ألف شخص وفق الأرقام الرسمية، على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة من بين 150 ألف شخص خضعوا للتحقيق، كما تم الإيقاف عن العمل إقالة أو حوالي 145 ألفا من موظفي الخدمة المدنية وموظفي الأمن والأكاديميين في إطار عملية تطهير ذات صلة بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
ع.ج/ ع.غ (رويترز، د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.