أردوغان يسعى للتقارب مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
٢٨ ديسمبر ٢٠١٧
عبر الرئيس التركي أردوغان عن أمله في إقامة علاقات أفضل مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن أنقرة تريد خفض عدد أعدائها وزيادة أصدقائها، فيما استأنفت واشنطن بشكل كامل خدمات التأشيرات في تركيا.
إعلان
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس (28 كانون الأول/ديسمبر 2017)، لصحافيين أتراك على متن طائرته الرئاسية أثناء جولة أفريقية "نريد علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية". وأضاف في تصريحات نشرتها الصحف التركية من بينها "حرييت" الخميس "أقول ذلك دائما. يجب تقليص عدد أعدائنا وزيادة عدد أصدقائنا".
وأكد الرئيس التركي أنه ليس هناك "أي سبب" لعدم الذهاب إلى ألمانيا وهولندا، وهما دولتان أوروبيتان مهمتان توترت علاقات تركيا معهما. وأشاد أردوغان بموقف القادة الألمان "لوقوفهم في الصف نفسه" مع أنقرة عبر إدانة اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال إن "كل ذلك يثير ارتياحا كبيرا".
وألمح أردوغان إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي من القدس قد يساهم في تحسين العلاقات مع تركيا، مشيرا إلى أنه قد يزور فرنسا من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وتابع "لم يتخلوا (الفرنسيون) عنا في مسألة" القدس. وأعلن أنه قد يعقد لقاء مع البابا فرنسيس في الفاتيكان، الذي انتقد أيضا القرار الأميركي.
وتوقفت مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي في 2017 فيما تشهد العلاقات بين ألمانيا وتركيا أزمة منذ الانقلاب الفاشل عام 2016 وموجة القمع التي تلته.
وكانت ألمانيا نددت بتوقيف عدد من رعاياها في اطار حملة التطهير التي أطلقتها أنقرة بعد الانقلاب الفاشل في 2016 لكن حدة التوتر تراجعت بعد اطلاق سراح بعض الموقوفين في الأشهر الأخيرة. وأعلنت برلين الأسبوع الماضي أن السلطات التركية أطلقت سراح ديفيد بريتش وهو مواطن ألماني ذهب في رحلة حج إلى القدس وأوقف في تركيا في نيسان/أبريل، في ما اعتبرته ألمانيا "إشارة إيجابية". وأشارت إلى أن ستة ألمان أفرج عنهم أو سمح لهم بمغادرة تركيا.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الخميس إنها ستستأنف بشكل كامل خدمات التأشيرات الأمريكية في تركيا بعد خلاف دبلوماسي بشأن موظفين محليين ومواطنين أمريكيين اعتقلوا خلال حالة الطوارئ في أنقرة.
وعلقت الولايات المتحدة إصدار التأشيرات في تركيا بعد اعتقال اثنين من موظفي السفارة لكنها استأنفت الخدمات بشكل محدود في نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت الخارجية في بيان "وزارة الخارجية على ثقة من أن الوضع الأمني تحسن بشكل كاف يسمح بالاستئناف الكامل لخدمات التأشيرات في تركيا" مضيفة أنها لا تزال هناك بواعث قلق.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)