أردوغان يشترط استبعاد الأكراد للمشاركة في تحرير الرقة
٢٥ سبتمبر ٢٠١٦
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد تركيا للمشاركة في عملية عسكرية بقيادة واشنطن لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من الرقة في سوريا، شرط استبعاد الميليشيات الكردية من الهجوم.
إعلان
صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الأحد (25 سبتمبر/أيلول 2016) إن تركيا تريد الانضمام إلى الولايات المتحدة في عملية عسكرية لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من معقله في مدينة الرقة بسوريا إذا ما تم استبعاد المقاتلين الأكراد.
وقال أردوغان لصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من نيويورك "إذا شنت الولايات المتحدة هجوما على الرقة مع وحدات حماية الشعب الكردي أو حزب الاتحاد الديموقراطي، فإن تركيا لن تشارك في هذه العملية". ونقلت عنه صحيفة "حرييت" قوله إنه إذا لم يشرك الأميركيون الميلشيات الكردية في هذه المعركة من الواضح "أننا سنتمكن من خوض هذه المعركة مع الولايات المتحدة"
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا منذ العام 1984 مع السلطات التركية التي تصنفه "منظمة إرهابية".
وعلى هامش زيارته للولايات المتحدة بمناسبة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتهم أردوغان الجمعة الاميركيين بتسليم المقاتلين الأكراد في سوريا "طائرتين محملتين أسلحة".
ووفقا للرئيس التركي، فإن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قال له بأنه لا علم له بتسليم أسلحة. وردت واشنطن مؤكدة أنها لم تقدم سلاحا حتى الآن إلا للمكون العربي من قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف عربي كردي استعاد بلدة منبج الاستراتيجية مؤخرا من تنظيم "الدولة الإسلامية". لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يعتزمون تسليم أسلحة إلى المكون الكردي أيضا إذا كان سيشارك في هجوم محتمل ضد الرقة.
يذكر أن تركيا تشن هجوما عسكريا باسم "درع الفرات" منذ 24 آب/أغسطس لطرد الجهاديين والمقاتلين الأكراد من مناطق محاذية لحدودها. وقال أردوغان إنه سيكون من "العار" على تركيا والولايات المتحدة الا تتمكنا من الحاق الهزيمة بحوالى 10 آلاف جهادي منتشرين في سوريا، وفقا للأرقام التي أعلن عنها.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار الأسبوع الماضي إنهم يدرسون تسليح مقاتلين أكراد سوريين وأقروا بصعوبة تحقيق التوازن بين ذلك وبين العلاقات مع أنقرة. وقال أردوغان إنه سأل بايدن عن شحنات الأسلحة للأكراد وإن نائب الرئيس قال إنه ليس على علم بأي شحنات.
ش.ع/أ.ح (أ.ف.ب، رويترز)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)