أردوغان يعبر عن قلقه إزاء الدعم الأمريكي لمسلحين أكراد
٢٣ أغسطس ٢٠١٧
أجرى وزير الدفاع الأميركي محادثات في أنقره تمحورت حول تسليح واشنطن مجموعة كردية مسلحة تعتبرها تركيا إرهابية، في تحرك ألقى بظلاله على العلاقات بين البلدين إلى جانب خطة إقليم كردستان العراق تنظيم استفتاء حول الاستقلال.
إعلان
قالت مصادر رئاسية إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أبلغ وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس اليوم الأربعاء (23 أغسطس/ آب 2017) أن تركيا تشعر بالقلق إزاء الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية. وقالت المصادر في بيان عقب اجتماعات بين ماتيس ومسؤولين أتراك إن الجانبين أكدا على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سوريا والعراق مع استعداد إقليم كردستان بشمال العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال في سبتمبر/ أيلول.
وعبرت تركيا والولايات المتحدة عن قلقهما إزاء الاستفتاء في كردستان العراق وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في وقت سابق اليوم إنه سيطلب من الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني إلغاءه.
ووصل ماتيس انقره آتيا من العراق، التي بحث فيها التقدم في العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وحث شركاء التحالف الذي تقوده واشنطن على عدم السماح للقضايا السياسية بعرقلة زخم العمليات ضد الإرهاب. كنا أجرى ماتيس في انقرة محادثات مع نظيره التركي نور الدين جانيكلي.
وتشعر أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالسخط بسبب تسليح واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية في معركتها ضد تنظيم "داعش" في الرقة، معقل التنظيم المتطرف في شمال سوريا. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، لكن واشنطن عزت قرارها إلى قدرة هذه المجموعة في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" على الأرض.
وفي أيار/مايو الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها بدأت تسليم أسلحة خفيفة وآليات إلى وحدات حماية الشعب الكردية لدعم دورها في اطار عمليات قوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف فصائل كردية وعربية يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتعهد أردوغان مرارا بأن تركيا ستفشل أي محاولة من قبل وحدات حماية الشعب الكردية وجناحها السياسي حزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) لإقامة دولة كردية مستقلة في شمال سوريا، تاركا احتمال القيام بعملية عسكرية عبر الحدود تشمل مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.
ومن بين القضايا الشائكة الحالية بين أمريكا وتركيا تسلم تركيا المحتمل لأنظمة دفاع صاروخي جوي روسية "اس 400".
ي.ب/أ.ح (ا ف ب، رويترز)
كرديات وأزيديات على خط الجبهة الأمامي في مواجهة "داعش"
قبل عامين شكلت مناطق الأزيديين بشمال العراق مسرحا لمأساة إنسانية يكاد لم يشهد لها مثيل منذ عقود، فقد تعرض الأزيديون لهجوم من قبل "داعش" الذي أسر واستعبد الكثيرات من بناتهم. واليوم تقف الأزيديات على الجبهة لمحاربة "داعش"
صورة من: Reuters/A. Jadallah
بالقرب من مدينة الموصل العراقية تقف المقاتلة الكردية حسيبة ناوزاد وبيدها منظار تراقب من خلاله عن كثب الوضع على خطوط الجبهة التي تفصل بين المناطق الكردية وتلك التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). يأتي ذلك فيما يواصل الأكراد والجيش العراقي تقدمهم على حساب الإرهابيين.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
حسيبة ناوزاد ترصد تحركات العدو قبل أن تعطي الإشارة لزميلتها المقاتلة الأزيدية أسيما داهر (الثالثة على اليمنين) ومقاتلات أخريات بإطلاق النار على الإرهابيين. وبما أنه لا يمكن قتال جهاديي "داعش" فقط عبر الغارات الجوية، فإن الأزيديات والكرديات يشكلن رأس الحربة على الأرض.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
وحتى تتمكن المقاتلة الكردية من إصابة هدفها يجب ألا يحجب أي شيء نظرها، لذلك تقوم بلف شعرها وربطه جيدا حتى لا تسقط أي خصلة على وجهها. هذا "المظهر العسكري" الذي أحيانا ما تدرجه بعض دور الأزياء الغربية في تصاميمها، فإنه يعكس واقعا مرا في العراق وكذلك في سوريا.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
أسيما داهر خلال استراحة محارب. على ذراعها تحمل دبا أحمرا. ربما كرمز لزمن السلام الذي انتهى فجأة في صيف عام 2014 عندما هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" المناطق الأزيدية. عندها بدأت معاناة العديد من الأزيديات اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على توديع وترك كل ما هو غال ونفيس.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يرأف حتى بحال الأكثر ضعفا ووهنا. مئات الآلاف وجدوا أنفسهم في صيف عام 2014 مجبرين على الفرار من بطش وهمجية الجهاديين. هذه الصورة، التي تظهر شيخا عجوزا يستند إلى امرأتين، جابت العالم كله كرمز لمعاناة الأزيديين.
صورة من: Reuters
هذه الفتاة الأزيدية، التي لا تريد الكشف عن وجهها، تعرضت في صيف عام 2014 للاختطاف قبل أن تجبر على الزواج قسرا من أحد مقاتلي "داعش". وبعدها بشهرين تمكنت الفتاة الأزيدية، التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عاما، من الفرار من قبضة التنظيم الإرهابي. واليوم ها هي تعيش بين أهلها وذويها وتروي ما تعرضت له من مآس يكاد اللسان يعجز عن وصفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Bennett
ظلت مدينة كوباني الكردية (عين العرب)، الواقعة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، لأشهر عدة وهي تحت حصار مقاتلي "داعش". حينها استبسل الأكراد في الدفاع عن مدينتهم قبل أن يتمكنوا –وبدعم من الطائرات الحربية الأمريكية – من تحريرها من قبضة الإرهابيين الذين تركوا كوباني خرابا ودمارا.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Akgul
تنظيم "داعش" يحارب كل من يخالفه في إيديولوجيته. كما يستخدم التفرقة ويحاول نشر الكراهية وبث البلبلة بين الأطياف والأديان. بيد أن محاولاته لم تكلل دائما بالنجاح. والدليل على ذلك الصداقة التي تربط بين الكرديات والأزيديات اللواتي انتصرن – ولو رمزيا – على التنظيم الإرهابي.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يهزم بعد عسكريا، إذ أنه لا يزال يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق. أما الكرديات والأزيديات فسيواصلن كفاحهن ضده، بعد أن لقنّه درسا بأن النساء لسن جاريات!