أردوغان يعلن إقامة مواقع مراقبة ويهدد دمشق برد عسكري
١٨ أكتوبر ٢٠١٩
غداة التفاهم التركي الأمريكي بشأن شمال سوريا، قال الرئيس أردوغان إن بلاده تعتزم إقامة 12 موقع مراقبة في المنطقة الآمنة المرتقبة، مشيرا إلى أن تركيا سترد على أي تحرك لدمشق في المنطقة التي قد تشمل دير الزور والرقة أيضا.
إعلان
غداة اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي بنس، والذي أسفر عنه الاتفاق على وقف قصير لإطلاق النار لا يتجاوز الأسبوع، قال أردوغان الجمعة (18 تشرين أول/أكتوبر 2019) إن بلاده تعتزم إقامة مواقع مراقبة في الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، مشيرا إلى أن المنطقة الآمنة قد تشمل أيضا محافظة دير الزور والرقة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تهدف إلى إقامة 12 موقع مراقبة في منطقة آمنة مزمعة بشمال سوريا، وإنها سترد إذا ارتكبت الحكومة السورية أي خطأ في المنطقة.
واتفقت أنقرة مع واشنطن أمس الخميس على وقف عمليتها في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية مقابل انسحاب الوحدات من المنطقة الحدودية. وتريد تركيا توطين اللاجئين في المنطقة التي ستخليها الوحدات. وقال أردوغان إن مليوني لاجئي يمكن توطينهم في "المنطقة الآمنة" إذا شملت مدينتي دير الزور والرقة. وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب المستمرة منذ ما يربو على ثماني سنوات في سوريا.
وأضاف أردوغان أن تركيا سترد على الحكومة السورية إذا "ارتكبت أي خطأ". وكانت الحكومة السورية تحركت إلى بعض المناطق التي خرجت منها وحدات حماية الشعب بالفعل.
كما قال الرئيس التركي أردوغان إنه سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع القادم الخطوات التي ستتخذ في "المنطقة الآمنة" المزمعة في شمال شرق سوريا، مضيفا أنه يتعين على موسكو أن تقود الجهود في غرب سوريا لتوطيد السلام. وأضاف أردوغان أن محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستفتح "صفحة جديدة" في العلاقات بعد أن اتفقت الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي على وقف الهجوم التركي في شمال شرق سوريا من أجل السماح للمقاتلين الأكراد بالانسحاب. وأضاف أن جهود أنقرة وواشنطن المشتركة بشأن سوريا ستكون أكثر سهولة إذا أيدت الدائرة المحيطة بترامب نهجه الإيجابي.
سوريا: منظمات إغاثة توقف عملها وتحذر من التداعيات
01:44
في غضون ذلك، توقفت الأعمال العسكرية في مدينة رأس العين في ريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي بشكل كامل بين الجيش التركي والجيش الوطني السوري الموالي له من جهة وقوات سورية الديمقراطية(قسد). وقال قائد عسكري في الجيش الوطني السوري طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الانباء الالمانية (د. ب. أ) "توقفت العمليات العسكرية بشكل كامل عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي بعد ظهر اليوم الجمعة". واضاف القائد العسكري "توقفنا عن العمليات العسكرية بعد التزام قسد بقرار وقف اطلاق النار".
وكشفت مصادر في قسد لـ(د.ب.أ) "أن قافلة من الهلال الأحمر الكردي تتوجه حالياً الى مدينة رأس العين لإجلاء الجرحى والقتلى". وتبادلت قوات سورية الديمقراطية والجيش الوطني الاتهامات بخرق اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه ليل امس بين نائب الرئيس الامريكي بنس والسلطات التركية.
ح.ع.ح/ه.د(د.ب.أ/رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ