أردوغان يعود من جولته ويدعو إلى إنهاء الاحتجاجات فورا
٧ يونيو ٢٠١٣دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إنهاء فوري للاحتجاجات المناهضة لحكومته، التي دخلت يومها الثامن، وذلك عقب عودته من جولة شملت ثلاث دول مغاربية في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة (السابع من حزيران/ يونيو 2013). وندد أردوغان، الذي استقبل استقبال الأبطال في مطار إسطنبول، مجددا بـ "الفوضويين" و"المتطرفين" الذين يتظاهرون في شوارع المدن الرئيسية للبلاد متحدين سلطته، وطالبهم بوقف تحركهم. ودعا أردوغان أنصاره إلى العودة لديارهم بسلام. وهتف أنصار حزبه بشعارات مطالبة باستخدام القوة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة المتمركزين في ساحة تقسيم بإسطنبول.
وقال أردوغان أمام نحو عشرة آلاف شخص من أنصار حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، في مطار أتاتورك بإسطنبول، إن المتظاهرات فقدت مبررها الديمقراطي وتحولت إلى التخريب. وأكد أردوغان، الذي وقف على متن حافلة إلى جانب زوجته وقسم كبير من أعضاء حكومته، أنه "ليس السيد بل الخادم" في تركيا وشكر مؤيديه على ضبط النفس منذ بدء التظاهرات.
ومع أن أنصار أردوغان لم يتظاهروا حتى الآن إلا أنه أكد مرارا أنه يحظى بتأييد قسم كبير من السكان، مذكرا بأن حزبه العدالة والتنمية حصل على 50% من الأصوات في الانتخابات التشريعية في 2011.
ومع هذا التجمع الحاشد الأول لصالح الحكومة، تنتقل الأزمة إلى صراع قوة بين مؤيدي أردوغان ومعارضيه. ولحظة وصوله إلى مطار إسطنبول، كان عشرات آلاف المتظاهرين لا يزالون متجمعين في ساحة تقسيم التي تبعد 20 كلم عن المكان وهم يهتفون "اردوغان، استقل". كما تجمع آلاف الأشخاص في العاصمة أنقرة.
وقبل بضع ساعات على عودته، كرر أردوغان في تونس رفضه الرضوخ لمطالب المتظاهرين واستبعد العودة عن مشروع عقاري في ساحة تقسيم كان شرارة التظاهرات. وأضاف "سننجز هذا المشروع ... ولن نسمح لأقلية بان تفرض شروطها على الأكثرية". وندد أردوغان بوجود "متطرفين" بعضهم "متورط بأعمال إرهابية" بين صفوف المتظاهرين، وذلك في تلميح إلى الجبهة الثورية لتحرير الشعب اليساري المتطرف التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على السفارة الأميركية في أنقرة في شباط/ فبراير.
من جهتها، انتقدت واشنطن "الخطاب غير المفيد" لأردوغان الذي لا "يساهم في تهدئة الوضع"، بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي. كما نددت برلين وباريس مجددا بـ "وحشية القمع" الذي تمارسه الشرطة. واعتبر الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية تييري روبانتان "لا يمكن أن تقوم أي ديمقراطية على القمع"، بينما اعلن ماركوس لونينغ المكلف بحقوق الإنسان في الحكومة الألمانية أن "العدد الكبير من الجرحى والموقوفين يثير الصدمة".
أ.ح/ و.ب (د ب أ، أ ف ب)