بعد يوم واحد من إعلانه أنه لم يعد هناك أي جدوى للحوار مع القيادات الكردية، اقترح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للمرة الأولى الثلاثاء سحب الجنسية التركية من أنصار حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ العام 1984.
إعلان
قال الرئيس التركي طيب أردوغان اليوم الثلاثاء (الخامس من أبريل نيسان 2016) إنه ينبغي لبلاده أن تدرس تجريد داعمي الإرهاب من الجنسية مضيفا أن الحكومة "ليس لديها ما تناقشه مع الإرهابيين". وتأتي تعليقات الرئيس التركي، التي أدلى بها في خطاب أمام مجموعة من المحامين في العاصمة أنقرة بعد أن استبعد أمس الاثنين إحياء مباحثات السلام مع حزب العمال الكردستاني المحظور. وتعهد أردوغان أمس أيضا بإنهاء النزاع تماما في جنوب شرق تركيا الذي يهيمن على سكانه الأكراد والذي يعد الأسوأ منذ عقدين.
وقال أردوغان في خطاب أمام محامين في أنقرة "علينا اتخاذ كل الإجراءات، بما فيها سحب الجنسية من مناصري التنظيم الإرهابي لمنعهم من إلحاق أي ضرر"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. وأضاف "لا يستحق هؤلاء الناس أن يكونوا مواطنينا (...) لسنا مجبرين على أن نحمل وزر أي كان يمارس الخيانة بحق دولته وشعبه".
وأثارت هذه التعليقات قلق النشطاء الحقوقيين الذين يخشون من أن تستخدم قوانين مكافحة الإرهاب، التي استخدمت بالفعل لاحتجاز أكاديميين وصحفيين معارضين، في المحاكم الآن لطمس مناقشة قضايا مثل النزاع الكردي.
وتخلى حزب العمال الكردستاني الذي يسعى لحكم ذاتي للأكراد عن اتفاقية وقف إطلاق النار استمرت أكثر من عامين في يوليو/ تموز الماضي مجددا نزاعا أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص غالبيتهم أكراد منذ عام 1984. وتدرج تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني في قائمة المنظمات الإرهابية.
وعصف العنف بعملية سلام أعدها أردوغان وكان ينظر لها على أنها أفضل فرصة لإنهاء أحد أطول النزاعات المسلحة في أوروبا. وقال أردوغان في الأسبوع الماضي إن 400 تقريبا من الشرطة والجيش وآلاف المقاتلين الأكراد قتلوا منذ يوليو/ تموز.
ويسعى أردوغان لحشد الدعم لرفع الحصانة عن نوابه، متهما حزب الشعوب الديمقراطي الداعم للأكراد وثالث أكبر الأحزاب في البرلمان بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني.
ي.ب/ أ.ح (ا ف ب، رويترز)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .