فيما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي بشأن ملف المهاجرين، أعرب رئيس حكومته داود أوغلو في بروكسل أنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق في هذا الشأن في وقت لاحق اليوم.
إعلان
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الجمعة (18 مارس/آذار 2015) إن أوروبا بحاجة للنظر في سجلها الخاص بالمهاجرين قبل أن تملي على تركيا ما تفعله، مضيفا أن بلاده ستنصت لانتقادات أوروبا في مجال الحقوق عندما تكون الانتقادات في محلها.
وفي خطاب بثه التلفزيون على الهواء مباشرة قال إردوغان إن أوروبا "ترقص في حقل ألغام" بدعم الجماعات الإرهابية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وإنها غير أمينة وغير مخلصة في موقفها من هذه الجماعات.
من جهته، عبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم الجمعة عن أمله في إمكانية إيجاد قواسم مشتركة مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة تعقد في بروكسل تهدف لمساعدة أوروبا في التصدي لأزمة المهاجرين. وقال داود أوغلو للصحفيين في بروكسل "آمل أن يكون من الممكن (عقد) الاجتماع في وجود أرضية مشتركة مع الاتحاد الأوروبي. أنا متفاءل بشأن ذلك."
يأتي ذلك بعدما صرح مسؤول تركي بارز بأن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو سيحث زعماء الاتحاد الاوروبي على الموافقة على فتح مجالات جديدة في المفاوضات التي تجريها أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي عندما يجتمع معهم في وقت لاحق اليوم الجمعة في بروكسل.
ووصل داود أوغلو في وقت متأخر يوم الخميس ولم يطلع حتى الآن على أحدث المقترحات التي اتفقت عليها دول الاتحاد الاوروبي قبل المحادثات التي تهدف للتوصل لاتفاق بين الاتحاد وتركيا لوقف تدفق المهاجرين إلى اليونان. وقال المسؤول في إشارة إلى عملية الانضمام التي تعطلها منذ وقت طويل قبرص العضو بالاتحاد الأوروبي بسبب نزاعها الطويل الامد مع تركيا "يجب على الاتحاد الاوروبي أن ينظر إلى الصورة الأوسع." وأضاف قائلا "توجد بضعة إتفاقات بشأن عملية الانضمام الكامل لتركيا إلى الاتحاد الأوروبي. أوفينا بالفعل بالمعايير الافتتاحية لفصول كثيرة ولهذا نعتقد أنه توجد خطوات كثيرة يجب إتخاذها لفتح تلك الفصول ومازال ذلك هو ما نتوقعه."
ش.ع/ع.ج (رويترز)
الحصاد الرخيص..لاجئون سوريون في المزارع التركية
يضطر آلاف اللاجئين السوريين في تركيا للعمل في الزراعة بأجور زهيدة لتوفير لقمة العيش، وكثير منهم يعيش في ظروف قاسية عند أطراف الحقول وسط انعدام الخدمات الأساسية ناهيك عن استغلال أرباب العمل لهم، كما يوضح ملف الصور التالي.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم ظروف الحياة القاسية استقر الحال بحوالي 2000 من اللاجئين السوريين على حواف الحقول والمزارع في منطقة توربيل بإزمير، شرقي تركيا، حيث يكسبون قوتهم من العمل في الحصاد.
صورة من: DW/D. Cupolo
بعد أن فقد هؤلاء سبل العيش في بلادهم، سيما أولئك الذين أتوا من الأرياف حيث كانوا يعملون بالأجر اليومي، أصبحوا يعملون مقابل نصف الحد الأدنى من معدل الأجر اليومي المتبع في تركيا، كما أنهم عرضة للاستغلال بسبب حاجتهم وظروفهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
الهمّ الأول لهؤلاء اللاجئين هو توفير إيجار مسكن يأوي عائلاتهم، والذي عادة ما يكون خرابة قديمة أو خيمة مهترئة، ويكون ذلك بطبيعة الحال على حساب توفير متطلبات المأكل والمشرب، حيث لا تتوفر للكثير منهم إمكانية الحصول على وجبات منتظمة.
صورة من: DW/D. Cupolo
"في ظل الحرب في بلادنا، ليس لدينا خيار آخر"، يقول ديهال النازح من الحسكة السورية، لذلك هو سيبقى هنا مع عائلته، مع أن إزمير الخيار الأفضل بالنسبة إليه. ورغم أن الأجور في هذا الميناء جيدة إلا أنه لا يعرف المدينة ولا يجد سوى العمل في الزراعة، ومع ذلك يقول "لا بأس".
صورة من: DW/D. Cupolo
يوجد في تركيا أكثر من مليونين ونصف المليون سوري، وفيما يجد البعض منهم موسم الحصاد فرصة للعمل وكسب الرزق، تتجه الغالبية العظمى منهم نحو المدن الكبيرة، على أمل الحصول على فرصة عمل أفضل هناك، أو مواصلة الرحلة نحو غرب أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
الكثير من اللاجئين يتجنبون تسجيل أنفسهم لدى السلطات خوفا من الترحيل، وهو ما يعني عدم حصولهم على الرعاية الصحية، لكن في بعض الأحيان يأتي أطباء من المنظمات الإغاثية إلى حيث يعيش هؤلاء هنا في الحقول لمعالجة المرضى من العمال وأسرهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
لا يبدي الكثير من أصحاب المزارع تحمسا لنصب اللاجئين خياماً على أطراف مزارعهم، لكنهم في الوقت نفسه يوفرون تكاليف نقل العمال من وإلى الحقول، وهذا ربما ما يجعلهم يتغاضون عن ذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
يتواجد اللاجئون الذين يعملون في الحصاد في المزارع ليس فقط في المناطق المحيطة بإزمير، ولكن في كل تركيا تقريبا. وإضافة إلى استغلال أرباب العمل لهم وتشغيلهم بأجور متدنية، يشكو البعض منهم من المماطلة في دفع مستحقاتهم.