انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغرب لعدم إظهار التضامن مع أنقرة بعد محاولة الانقلاب، معلنا سحب كل الدعاوى القضائية المتعلقة بإهانته، فيما دعا صحفي تركي معارض أوروبا لحماية تركيا من الدولة البوليسية.
إعلان
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة (29 تموز/ يوليو 2016) الغرب لعدم إظهار التضامن مع أنقرة بعد محاولة الانقلاب الفاشل. وقال إن الدول التي تخشى على مصير مدبري الانقلاب بدلا من القلق على ديمقراطية تركيا لا يمكن أن تكون صديقة.
وقال أردوغان في قصر الرئاسة بأنقرة أيضا إنه سيسحب كل الدعاوى القضائية المتعلقة بإهانته في بادرة لن تتكرر، وفي خطوة قال إنها جاءت نتيجة مشاعر الوحدة ضد محاولة الانقلاب.
ودعا منتقدي حملة القمع في بلاده عقب محاولة الانقلاب إلى "الاهتمام بشؤونهم الخاصة". وقال في حفل بأنقرة "لم يحضر أي ممثل من الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، لتقديم التعازي" مشيرا إلى أن 237 من المدنيين وأفراد قوات الأمن لقوا حتفهم.
ويتهم أردوغان المنتقدين بالوقوف في صف الانقلابيين. وتعليقا على عمليات التطهير بحق عشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية المتعاطفين مع فتح الله غولن، الذي يلقى باللوم عليه في تنفيذ محاولة الانقلاب، قال إن تركيا ستفصل أكبر عدد من الأشخاص كما لزم الأمر.
وأثناء حديثه في نفس الفعالية التي تخلد ذكرى الأشخاص الذين لقوا حتفهم أثناء محاولة الانقلاب، قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إنه جرى تطهير الجيش من أنصار غولن، حسبما ذكرت وكالة الأناضول التركية.
وشن الصحفي التركي المناهض لحكومة بلاده جان دوندار حملة على الضغوط الحكومية المتزايدة على وسائل الإعلام في تركيا. وقال دوندار، وهو رئيس تحرير صحيفة "جمهوريت" في لقاء له اليوم الجمعة مع قناة (في دي آر) الألمانية خلال برنامج "الساعة الحالية" إن "المرء لا يكاد يستطيع أن يتنفس". وأضاف دوندار قائلا: "ليس هناك حق ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان"، مشيرا إلى أن موجة الاعتقالات الحالية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تشمل وسائل الإعلام والقضاء والقوات المسلحة، وتسببت في "إشاعة جو عام من الصمت والرقابة الذاتية" بين الصحفيين.
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."
صورة من: DW/D. Cupolo
8 صورة1 | 8
وحكم على دوندار في أيار/ مايو الماضي بالسجن خمس سنوات وعشرة أشهر، وأدانته المحكمة بنشر وثائق سرية تثبت توريد أسلحة تركية إلى الإسلاميين في سورية خلال عام .2015 ويعيش دوندار مطلق السراح حتى جلسة الاستئناف المقبلة. وانتقد دوندار مساندة الساسة الأوروبيين عامة والألمان بصفة خاصة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال دوندار: "نحن نعلم أن سبب ذلك هو اتفاقية اللاجئين المبرمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لذلك غضوا الطرف عن انتهاكات أردوغان." ونصح دوندار بدعم القوى الديمقراطية في تركيا، ودعا الأتراك الذين حموا البلاد من الانقلاب أن يحموها الآن أيضا من الدولة البوليسية.