أرمينيا وأذربيجان تتفقان على نشر بعثة أوروبية على حدودهما
٧ أكتوبر ٢٠٢٢
بوساطة أوروبية، اتفقت أرمينيا وأذربيجان على نشر مهمة "مدنية" تابعة للاتحاد الأوروبي على حدودهما المشتركة، بهدف "بناء الثقة والمساهمة في ترسيم الحدود". جاء ذلك بعد أسوأ جولة قتال بين الجارتين منذ عام 2020.
إعلان
سيرسل الاتحاد الأوروبي "مهمة مدنية" إلى أرمينيا على طول الحدود مع أذربيجان "لبناء الثقة" بين البلدين والمساهمة في ترسيم الحدود، حسبما أعلنت الأطراف المعنية الجمعة (السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2022) عقب اجتماع رباعي مع فرنسا في براغ.
وجاء في بيان مشترك نُشر إثر مناقشات بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن "البعثة ستبدأ في تشرين الأول/أكتوبر لمدة شهرين حدًّا أقصى. الهدف من هذه المهمة هو بناء الثقة، والمساهمة، من خلال تقاريرها، في اللجان (المكلفة) بترسيم الحدود".
وأضاف البيان المشترك: "وافقت أرمينيا على تسهيل إنشاء (هذه) البعثة" و"وافقت أذربيجان على التعاون مع هذه البعثة". والتقى القادة الأربعة مدى ساعات عدة في وقت متقدم ليل الخميس الجمعة على هامش القمة الأولى للمجموعة السياسية الأوروبية في براغ.
وشدد الإعلان المشترك على أن "أرمينيا وأذربيجان أكدتا التزامهما ميثاق الأمم المتحدة وإعلان (ألما آتا) لعام 1991 والذي بموجبه تعترفان بشكل متبادل بوحدة أراضيهما وسيادتهما". وأوضح أن الاجتماع المقبل للجان ترسيم الحدود سيعقد في بروكسل بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
جاء الاتفاق بين البلدين على البعثة الأوروبية بعد أن قتل ما لا يقل عن 286 شخصًا جراء اشتباكات بين الجارين، في أيلول/سبتمبر، في أسوأ معارك بينهما منذ حرب 2020.
ويرتبط الصراع بين أرمينيا وأذربيجان بأعمال قتالية مستمرة منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني كاراباخ، المعترف بها دوليًا كجزء من أذربيجان، ولكنها كانت تخضع حتى عام 2020 إلى حد كبير لسيطرة أغلبية من السكان الأرمن.
م.ع.ح/ف.ي (أ ف ب ، رويترز)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري