في خطوة غير مسبوقة، دعا الرئيس التركي المواطنين الأتراك - ألمانيا إلى عدم التصويت لصالح الأحزاب الرئيسية الثلاثة، حزب ميركل والاشتراكيين والخضر، خلال الانتخابات العامة المقررة الشهر المقبل، ووصفها بأنها "عدوة لتركيا".
إعلان
طلب الرئيس التركي، رجب طيب أروغان من الأتراك في ألمانيا أن لا يمنحوا أصواتهم للحزب الديموقراطي المسيحي (حزب المستشارة ميركل) ولا للحزب الاشتراكي الديموقراطي ولا للخضر، في الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر، واصفا هذه الأحزاب بأنها "عدوة لتركيا". وأضاف أروغان في تصريح صحافي اليوم الجمعة (18 آب/ أيلول 2017) على خلفية التوتر بين أنقرة وبرلين، "أقول لجميع مواطني في ألمانيا: (...) لا تدعموا المسيحيين الديموقراطيين ولا الحزب الاشتراكي الديموقراطي ولا الخضر. إنها جميعا عدوة لتركيا".
ويحق لحوالي ثلث المهاجرين الأتراك في ألمانيا، البالغ عددهم الاجمالي ثلاثة ملايين، التصويت في الانتخابات. وقال أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول الرسمية: "إن هذا نضال من أجل الشرف بالنسبة لجميع مواطنيّ المقيمين في ألمانيا".
أن ألمانيا وتركيا على خلاف في منذ أشهر بسبب عدد من الشكاوى. ومن الأسباب الرئيسية للخلاف اعتقال تركيا لصحفيين ألمان وعامل بمجال حقوق الإنسان، بينما تطالب أنقرة ألمانيا بترحل 4500 شخص تتهمهم بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي من بين مزاعم أخرى.
خ.س/ع.خ (أ ف ب، د ب أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)