1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة ارتفاع الأسعار.. كيف انعكست على الطلبة في ألمانيا؟

٢٧ أغسطس ٢٠٢٢

أزمة تلو الأخرى مرت على الطلبة الأجانب في ألمانيا. بدءاً من وباء كورونا، مروراً بالحرب وآخرها أزمة التضخم وارتفاع الأسعار. طلبة فروا من أوكرانيا وآخرون لاجئون تحدثوا عن معاناتهم .

يعاني بعض الطلبة الأجانب في ألمانيا بشكل أكبر من غيرهم!
يعاني بعض الطلبة الأجانب في ألمانيا بشكل أكبر من غيرهم!صورة من: Axel Kirchhof/UKE Universitätsklinikum Hamburg Eppendorf

فواتير الكهرباء والغاز أصبحت أكثر تكلفة، أسعار الإيجارات آخذة في الارتفاع، ومعدلات التضخم في ازدياد. المعيشة في ألمانيا أصبحت تؤرق أصحاب الدخل المنخفض، ومنهم الطلبة على وجه الخصوص والذي يشعر بعضهم بالخذلان من السياسة.

في استطلاع أجراه معهد أبحاث الرأي Civey بطلب من صحيفة "واتسون" السويسرية، ذكر غالبية الطلبة أنهم لم يتلقوا الدعم الكافي من السياسيين فيما يتعلق بارتفاع التكاليف في مجالات مهمة من الحياة. 12 في المائة فقط من الطلبة، ذكروا أنهم يرون أن هناك دعم كافي من السياسة فيما يتعلق بارتفاع الأسعار. فيما أجاب 79 في المائة من الطلبة في ألمانيا بالنفي.

المخاوف المالية يغذيها التضخم وفق تقرير حديث صادر عن دائرة شؤون الطلبة في ألمانيا،  يعاني 30 بالمائة من الطبة في ألمانيا من الفقر، كما أعرب ما يقرب من ثلث الطلبة الذين شملهم الاستطلاع عن قلقهم من عدم القدرة على تمويل دراستهم.

أسعار تفوق المساعدات!

لم يفصله عن تحقيق حلمه سوى عام واحد، فبعد نحو ستة أعوام قضاها الطالب التونسي، علي في دراسة الطب في إحدى الجامعات الأوكرانية، بدأ حلمه يتبدد مع الغزو الروسي. فالحرب التي لم يتوقع حدوثها، أصبح دوي مدافعها يهز نوافد وأبواب غرفته بالسكن الجامعي. لم يتمكن الطالب من تسوية وضعه في ألمانيا بعد بسبب بلده المصنف ضمن "البلدان الآمنة"، لهذا لم يحصل على المساعدات الإجتماعية مثل باقي الطلبة واللاجئين الأوكرانيين.

يدرس علي حاليا اللغة الألمانية، ويدفع ثمن الإيجار بنفسه وعن طريق مساعدات أهله من تونس. وعن وضعه المادي الحالي، قال علي لـ "مهاجر نيوز"، بنبرة صوت تملؤها الحيرة:" بصراحة تكاليف المعيشة جد عالية هنا في ألمانيا. كما أن المساعدات الإجتماعية التي يحصل عليها البعض لا تغني ولا تسمن من جوع".

هذه المشكلة تواجه كذلك فئة الطلبة الذين يستفدون من القرض الطلابي الألماني المعروف بـ"بافوغ". إذ يعاني هؤلاء من ارتفاع تكاليف المعشية في ألمانيا . إذ على الرغم من التعديل الذي طال القرض الطلابي الألماني "بافوغ" مؤخراً، والذي يعد بزيادة في القرض المقدم للطالب في ألمانيا من 427 إلى 449 يورو شهرياً.

قوبل هذا التعديل بالعديد من الإنتقادات من قبل كثير من الطلبة باعتباره "غير كافٍ". وذلك لأن معدل التضخم الحالي في ألمانيا وصل إلى7.6 في المائة شهر يونيو / حزيران 2022، وفق المكتب الفدرالي للإحصاء.  وبهذا يتجاوز الزيادة على القرض الطلابي الألماني "بافوغ" المقدرة بحوالي 5 في المائة ولا يغطي إحتجاجات الطالب.

بالنسبة للاجئين يعتمد الحصول على إذن العمل بوضع الإقامة الذي حصلوا عليهصورة من: Gregor Fischer/dpa/picture alliance

العمل أثناء الدراسة

وصل اللاجىء السوري، عثمان (اسم مستعار) عام2015 إلى ألمانيا. أنهى دراسته في تخصص التربية الإجتماعية بدرجة البكالوريوس من جامعة كولونيا. وبعد ذلك انتقل إلى جامعة هامبورغ من أجل دراسة طب الأسنان. خلال سبع سنوات من دراسته، كان الطالب السوري يمول دراسته من خلال العمل بشكل جزئي. وأوضح في حديثه لـ "مهاجر نيوز"، كيفية تمويل دراسته طوال هذه السنوات:" لأني غير مؤهل للحصول على القرض الطلابي "بافوغ"، ولا على بعض المنحات الدراسية أو حتى المساعدات الإجتماعية. لهذا أعمل حاليا في العمل الإجتماعي". وأشار عثمان إلى أن موضوع التضخم لا يؤثر عليه بشكل كبير، كما لا يشعر أن هناك تأثير كبير لأنه من البداية وهو يعمل من أجل تمويل دراسته والآن لديه راتب ثابت من عمله.

وباء كورونا، الحرب، التضخم، كلها عوامل أثرت على الطلبة و بالأخص الطلبة المهاجرين، كما يرى أيوب محجوبي، من مؤسسة "جيرماروك"، وهي مؤسسة مغربية متخصصة في تعليم اللغة الألمانية  ومكتب للإرشاد والتوجيه الجامعي للدراسة والتكوين في ألمانيا.وتحدث محجوبي لـ "مهاجر نيوز"، عن المستوى المعيشي للطلبة:" الطلبة الأجانب لا يعيشون في نفس المستوى المعيشي الذي يعيشه الطلبة الألمان الذين يحصلون على الدعم من الحكومة أو الآباء. عكس الطالب المغربي الذي عليه الدراسة والعمل في آن واحد". وتابع محجوبي وهو طالب سابق في ألمانيا:" المستوى المعيشي ارتفع بنسبة 30 في المائة. قبل الحرب كان الطالب يعيش مثلا بـ 500 أو 600 يورو في الشهر، لكن الآن عليه أن يعيش بـ 900 يورو حتي يصل للمستوى المعيشي لما قبل كورونا".

دعم للطلبة المتفوقين!

يسترجع أيوب محجوبي مرحلة دراسته الجامعية بين عام 2009 إلى عام2015 وكيف كان الوضع المعيشي مناسباً للطلبة الأجانب من حيث الأسعار والظروف المعيشية. أما اليوم يرى أن الدخل لم يرتفع بشكل كبير، حتى مع زيادة الحد الأدنى للأجور، مما أثر بشكل سلبي على الطالب الأجنبي في ألمانيا وأجبره على التوفير أكثر حتى يتمكن من العيش.

يرى أيوب محجوبي، المقيم في ألمانيا أن الحل يكمن في تقديم الحكومة دعماً مباشراً للطلبة، وبالأخص للطلبة المغاربة، الذين ليس لديهم بعض الإمتيازات، مثل بعض المنح الدراسية المخصصة للاجئين مثلاً. وعن هذا النوع من "الدعم المباشر" أوضح أيوب محجوبي:" خلال فترة كورونا كان هناك دعم للطلبة بصفة عامة وبدون اعتبارات بلغ حوالي 500 أو 600 يورو شهريا، ومن الجيد أن تخصص الحكومة أيضاً دعماً إضافياً للمتفوقين من الطلبة، تشجيعاً لهم وتقديراً للجهود التي يبذلونها".

من خلال تجربته الخاصة مع الدراسة في ألمانيا واحتكاكه مع الطلبة بحكم عمله الحالي ينصح، أيوب محجوبي، الطلبة بالتفوق في دراستهم حتى يتمكنوا من أخذ تمويل عن طريق المنح الدراسة المخصصة للطلبة المتفوقين. والنصيحة الثانية التي يقدمهم للطلبة، هو التوفير وأن يتجنب الطالب صرف أمواله في مسائل غير ضرورية.. بالإضافة إلى ضرورة تنظيم الوقت بين الدراسة والعمل".

مهاجر نيوز 2022

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW