أزمة الحبوب.. هل يمكن لألمانيا سد احتياجات الدول العربية؟
إسماعيل عزام
١١ يوليو ٢٠٢٢
اشترت مصر كميات من القمح الألماني مؤخرا. خطوة قد تفتح المجال أمام دول عربية للتوجه إلى السوق الألمانية. لكن هل يمكن لألمانيا سدّ النقص الحاصل عربيا بسبب الحرب في أوكرانيا؟
إعلان
تبحث الكثير من دول العالم، المستوردة للحبوب، عن مصدر جديد لتعويض النقص الحاصل بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وما خلفته من تراجع كبير في المحاصيل، خصوصا الأوكرانية منها التي كانت تعدّ المصدّر الأول للحبوب في اتجاه بلدان كثيرة، منها بلدان عربية.
صادرات أوكرانيا من الحبوب تراجعت بشكل كبير، فالحكومة الأوكرانية أكدت أن عام 2022 سيشهد حصاد حوالي 50 مليون طن من الحبوب، مقارنة بـ86 مليون طن عام 2021، بسبب فقدان أراضي زراعية كثيرة لصالح روسيا، وهناك توقع بأن تتراجع نسبة تصدير الحبوب بـ38,6 على أساس سنوي.
واستفحل النقص أكثر نظراً لتأثير الحرب على الإنتاج الروسي من القمح خلال الأسابيع الأولى للحرب بسبب العقوبات المفروضة على موسكو. وزاد المشكل بعد قرار الهند، التي عوّلت عليها عدة بلدان لمساعدتها، بحظر تصدير القمح هذا العام للحاجة المحلية لها، خصوصا بعد موسم جفاف أثّر على الإنتاج.
ألمانيا منقذاً محتملاً؟
تظهر ألمانيا، نظرياً، واحدة من الدول التي قد تساعد العالم في تخطي أزمة الحبوب، فهي ثاني منتج للقمح في الاتحاد الأوروبي بعد فرنسا، كما حصدت 42 مليون طن من الحبوب خلال عام 2021، بتراجع 2 بالمئة عن عام 2020.
تركز ألمانيا بشكل كبير على القمح الشتوي الذي يزرع على مساحة 2.9 مليون هكتار بإنتاج بلغ 22 مليون طن. كما تملك ألمانيا سمعة كذلك في إنتاج الشعير بإنتاج يصل إلى 11 مليون طن، وهو الموجه بشكل كبير لتعليف المواشي، فيما تبقى الطاقة الإنتاجية للذرة ضعيفة بـ4 مليون طن، ما يدفع برلين إلى استيرادها من الخارج.
يمكن لألمانيا تحقيق الاكتفاء الذاتي الخاص بالحبوب حسب بيانات رسمية، بل يمكنها حتى التصدير، كما فعلت هذا الأسبوع بتصدير نحو 63 ألف طن من القمح الألماني إلى مصر، في صفقة شراء مباشر.
حسب مقال للخبير الألماني أولاف زينكه، من مجلة "أغرا هويته" الخاصة بالمجال الزراعي، فقط 20 بالمئة من نسبة الحبوب المنتجة في ألمانيا موجهة للاستهلاك البشري المباشر، فيما 58 بالمئة موجهة لتعليف الماشية، وحوالي 9 بالمئة موجهة للإنتاج الطاقي.
تملك ألمانيا، وفق الخبير ذاته، سمعة جيدة في القمح عالي الجودة، وهي تتنافس في هذا الإطار مع دول أخرى منها كندا ودول البلطيق (ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا). حسب بيانات رسمية، صدرت ألمانيا في موسم 2020/2021 حوالي 11,7 مليون طن من الحبوب (القمح، الشعير) نحو الخارج، بانخفاض بنسبة 8.2 في المئة عن الموسم السابق.
صحيح أن ألمانيا استوردت كذلك من دول في الاتحاد الأوروبي، لكن حجم صادراتها من القمح نحو هذه الدول إيجابي (أكثر من الواردات) بما يصل أو يتجاوز خمسة بالمئة.
حجم الإنتاج محدود
لكن هل يمكن لألمانيا تعويض أوكرانيا؟ قامت هذه الأخيرة بتصدير 33.5 مليون طن من الحبوب في موسم 2021/2022 وفق أرقام destatis. الرقم يبقى أكثر من طاقة التصدير الألمانية بحوالي الضعفين، ومع الحاجة المحلية لن تصل الصادرات الألمانية إلى مستوى أوكرانيا، خصوصا أن ألمانيا تعاني في بعض الفترات من الجفاف.
لكن في الجانب الآخر، يمكن لحجم الإنتاج الألماني أن يرتفع ليصل إلى ما كان عليه في سنوات سابقة، ما يتيح لألمانيا تصديرا أكثر لحبوبها، وتحديدا للقمح، الذي سبق لألمانيا أن صدرت 10,9 مليون طن منه عام 2014 حسب بيانات موقع الإحصاء statista.
تتجه صادرات القمح الألماني إلى دول أوروبية في الأساس، في حين تفضل دول أخرى خارج القارة القمح الأوكراني نظرا لسعره المنخفض عن القمح القادم من فرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الصناعية.
غير أن الخطوة المصرية قد تشجع دولا أخرى على طرق أبواب القمح الألماني، علما أنها ليست الأولى هذا العام عربيا، فقد اشترى العراق 100 ألف طن من القمح الألماني. وتمت عملية الصفقة العراقية في مناقصة، ما يجعل شراء القمح الألماني ممكنا بأسعار تفضيلية خلال الأشهر المقبلة، خصوصا مع استمرار تراجع اليورو.
تعد السعودية من أكبر زبائن القمح الألماني، وكانت أكبر سوق لصادرات القمح الألماني خارج أوروبا خلال سنوات خلت، قبل أن تنفتح السعودية على القمح الروسي بعدما خفضت معايير الجودة المطلوبة في القمح المستورد، فهل تعود الرياض للقمح الألماني خصوصاً مع الأزمة الحالية ومع انخفاض أسعار اليورو؟
أغذية عبرت قارات العالم وسكنت مطابخ الشعوب
ساهمت العولمة في غزو بعض السلع والمواد الغذائية الأسواق العالمية بشكل كبير. اخترنا لكم تسعة أغذية تستعمل يومياً في جميع مطابخ العالم. نتعرف عليها في ألبوم صور.
صورة من: picture-alliance/Ch. Mohr
ينحدر الرز في الأصل من الصين ويعتبر اليوم مصدرا رئيسا للغذاء لأكثر من نصف سكان العالم. يحتاج الفلاح بين 3000 و5000 لتر من الماء لإنتاج كيلوغرام واحد من الرز. إلا أن تركز الزرنيخ في المياه الجوفية لمزارع الرز بشكل كبير دفع منظمة التغذية العالمية في عام 2014 إلى التحذير من التبعات الصحية لاستهلاك الرز.
صورة من: Tatyana Nyshko/Fotolia
كان إنتاج القمح قبل 7000 سنة مقتصرا على منطقة البحر المتوسط. ويعتبر القمح أحد أهم مصادر التغذية. إذ يتم تحويله إلى خبز أو عجين أو معكرونة. كما تستخدم حبوب القمح كعلف للماشية. تعد الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا من أكثر البلدان إنتاجا للقمح في العالم. ويتم زراعة القمح في مزارع ضخمة.
صورة من: Fotolia/Ludwig Berchtold
المزارعون المكسيكيون هم أول من زرع الذرة. أما اليوم، فتوسع إنتاجها ليشمل القارات الخمس. ويتم استغلال 15 بالمائة من المحصول للإنتاج الغذائي. أما النسبة المتبقية فتستخدم كعلف للماشية. كما يتم استغلال الذرة لصناعة أغذية أخرى كشراب سكر العنب المعروف بالغلوكوز أو كنبتة منتجة للطاقة. 85 بالمائة من الذرة المنتجة في الولايات المتحدة الأمريكية هي ذرة معدلة جينيا. ما دفع دولا أخرى لتحذو حذوها.
صورة من: Reuters/T. Bravo
أنواع مختلفة من البطاطا كانت منتشرة قديما بشكل بري في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية. لكنها جلبت قبل 300 عام إلى أوروبا حيث زرعت بشكل واسع. تعتبر البطاطا أحد أهم المصادر الغذائية في ألمانيا وإيرلندا. رغم ذلك فإن إنتاج البطاطا في أوروبا شهد تراجعا، لتصبح الصين والهند وروسيا من أكبر المنتجين في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Büttner
يعود إنتاج قصب السكر إلى أكثر من 2500 سنة وبالتحديد في شرق آسيا. أما اليوم فتعتبر البرازيل أكبر منتج لقصب السكر في العالم. يذهب جزء من الإنتاج إلى السوق العالمية فيما يتم استغلال جزء آخر في إنتاج الميثانول الحيوي. يعتبر جني القصب عملا مضنيا. لكن رغم ذلك فإن أسعار سكر القصب لا تزال أرخص من سكر البنجر المنحدر من أوروبا.
صورة من: picture-alliance/RiKa
أثيوبيا هي الموطن الأصلي للقهوة. يعيش حوالي 25 مليون فلاح حول العالم على زراعة القهوة وحوالي 110 مليون شخص، إذا تم احتساب عدد أفراد عائلات الفلاحين. ورغم تذبذب أسعار القهوة في الأسواق العالمية، تعود زراعة القهوة بإيرادات مالية مناسبة على أكثر من 800 ألف من صغار الفلاحين بفضل التعاونيات الزراعية.
صورة من: picture-alliance/dpa/N.Armer
الصينيون هم أول من زرع الشاي. يتم استهلاك حوالي 15 ألف كأس من الشاي كل ثانية. ما يجعل الشاي من أكثر المشروبات شعبية واستهلاكا في العالم. ويعد المشروب الوطني في إنجلترا. وتعتبر المستعمرات الإنجليزية القديمة من أكثر البلدان المنتجة للشاي مثل كينيا والهند وسريلانكا. وغالبا ما وصفت ظروف العمل في مزارع الشاي بالكارثية.
صورة من: DW/Prabhakar
استخدم سكان الآزتيك قديما (المكسيك) حبوب الكاكاو كطريقة للتبادل التجاري وأيضا كقرابين وكمادة لتحضير المشروبات. لكن شعبيتها توسعت لتشمل كافة أنحاء العالم، فهي المصدر الأساسي للشوكولاته ومشروب الكاكاو. تنتشر زراعة الكاكاو بشكل محدود في البلدان الاستوائية لأن المناخ هناك يساعد على نمو الأشجار. تقلبات أسعار الكاكاو في الأسواق العالمية دوما ما تعود بالسلب على صغار الفلاحين.
صورة من: imago/Xinhua
الموز أكثر فاكهة مفضلة في العالم. غرست أشجار الموز قديما في جنوب شرق آسيا. في ألمانيا تعتبر أسعار الموز في المحلات التجارية أرخص من سعر التفاح المحلي. دول أمريكا اللاتينية والكاريبي من أكثر الدول المصدرة للموز. تعد ظروف العمل هناك عسيرة جدا. كما يعود الاستعمال المكثف لمبيدات الآفات بالضرر على صحة الفلاحين.