أزمة الخليج تربك شركة الطيران القطرية
٦ يونيو ٢٠١٧يعادل مطار الدوحة مساحة مطار كولونيا بون (يحتل المرتبة السادسة في ألمانيا) ـ ويمر عبره نحو 10 ملايين مسافر في السنة الواحدة. شركة قطر الجوية تجمع المسافرين في أوروبا ودول الخليج المجاورة وتنقلهم إلى محطات في الشرق الأوسط وآسيا وجزر المحيط الهادئ وإفريقيا. ومقاطعة قطر من جانب بعض الدول المجاورة يمس بوجه خاص المسافرين من هذه الدول.
وكانت العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين قد أعلنت الاثنين تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وعلقت جميع طرق المواصلات مع هذا البلد. فهؤلاء المسافرون لا يمكن لشركة الطيران القطرية أن تسجلهم في نظامها، وحتى الطريق نحو الخارج سيكون متعبا، لأن الشركة مجبرة على تفادي الفضاءات الجوية لدول الجوار، وهذا يتسبب بالطبع في مسافات أطول وبالتالي استهلاك أكبر للوقود وتأخيرات في الوصول. والمسافرون من ألمانيا الذين يسافرون عبر خطوط القطرية من برلين وإليها أو فرانكفورت وميونيخ يجب عليهم بالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة.
مبرمجة على تحقيق النمو
شركة القطرية حاولت في السنوات الأخيرة توسيع شبكتها. فالشركة كانت تملك آنذاك 20.01 في المائة من مجموعة الخطوط الجوية الدولية شركة الطيران البريطانية الإسبانية التي تضم كلا من بريتيش إيرويز وإيبريا. وتشارك شركة القطرية بعشرة في المائة في الخطوط الجوية الجنوب أمريكية، لأن قطر تعتزم كسب زبائن جدد في أمريكا الشمالية والجنوبية. وزبائن شركات الطيران هذه سيتأثرون بعواقب هذه المقاطعة، لأنهم قد لا يلحقوا رحلات الطيران المكملة في الوقت المحدد. والمسافرون المتأثرون من جراء تعليق رحلات الطيران يمكن لهم، حسب شركة الطيران الحصول على قيمة تذكرتهم أو تغيير أوقات الحجوز.
ظرف غير ملائم
هذا التطور يطال شركة القطرية في وقت تواجه فيه الشركة ضغوطا. فشركة الطيران القطرية على غرار منافساتها في الشرق الأدنى وظفت في السنوات الماضية استثمارات كبيرة وتوسعت مثل شركتا الطيران الكبيرتان الإمارات واتحاد. ويقول شتيفان شوبنير، خبير شؤون المواصلات في كوميرتس بنك:"الآن تبين أكثر أن النمو كان بوتيرة سريعة، لقد طلبوا ( اشتروا) كثيراً من الطائرات، والآن تواجه الشركات الثلاث ضغوطا لملئ الطائرات بالمسافرين". وصبر أصحاب الأسهم ـ القطرية تملك فيها العائلة الملكية نحو 50 في المائة ـ ينفد، لأنهم لا يكسبون أموالا كافية، لأنّ عائدات النفط والغاز لا تدر الكثير، فقد تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ.
لوفتهانزا غير متأثرة
وزبائن شركة لوفتهانزا الألمانية لن تمسهم هذه التطورات، كما أكد متحدث باسم الشركة: فالشركة تدير رحلاتها حسب البرنامج يوميا ما عدا الثلاثاء في اتجاه العاصمة القطرية، وابتداء من منتصف يونيو يوميا من جديد. وبخلاف بريتش إيرويز أو إيبريا لا تتحمل لوفتهانزا أية تبعات في الشبكة، فالقطرية منافسة. ولوفتهانزا مستقلة عن أية تأخيرات في مواقيت شركة الطيران القطرية. وقال متحدث إنه من المستبعد أن تلغي لوفتهانزا رحلات إلى الدوحة، فالرحلات تتم حسب المخطط.
والاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" الذي يعقد حاليا أجتماعه العام في كانكون بالمكسيك رفض المقاطعة ضد قطر. وقال رئيس الاتحاد الدولي إن الأولوية تبقى للحدود المفتوحة، معتبرا أن الطيران جزء من الحرية، وهذا رهن بحدود مفتوحة.
بريغيته شولتيس/ م.أ.م