نقص إمدادات الغاز الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية اضطرت ألمانيا إلى العمل على خفض استهلاكها من الغاز الطبيعي بحوالي 15 في المائة وهو ما ينعكس سلبا على القطاع الصناعي الذي سجل تراجعا للشهر الخامس على التوالي.
إعلان
تحتاج ألمانيا إلى خفض استهلاكها من الغاز أكثر من أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق هدف التوفير في الاستخدام المتفق عليه للتكتل البالغ 15%، وفقا لحسابات وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) باستخدام بيانات المفوضية الأوروبية.
ويجب على ألمانيا أن تجد بوسيلة أو بأخرى طريقة لتوفير 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي بين بداية آب/أغسطس وآذار/مارس من العام المقبل من أجل الوصول إلى هدف الاتحاد الأوروبي، أي ما يعادل متوسط الاستهلاك السنوي للغاز لـ 5 ملايين أسرة مكونة من أربعة أشخاص.
ونظرا لارتفاع مستوى استهلاكها للغاز، فإن ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا مطالبة بتحقيق عمليات توفير أكبر من أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، مما يجعلها مسؤولة عما يقرب من ربع عمليات التوفير في الغاز في جميع أنحاء التكتل.
وأشار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إلى أن ألمانيا تسير بالفعل على الطريق الصحيح لتحقيق خفض بنسبة تتراوح بين 14 إلى 15% في الاستهلاك مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك، أكد هابيك الأسبوع الماضي أيضا أن ألمانيا ستحاول خفض استهلاكها بأكثر من الحد الأدنى المتفق عليه البالغ 15%.
ودعا رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، زيجفريد روسورم، الحكومة إلى تسريع إجراءاتها للتوفير في الغاز، وحذر من أن الشركات التي تحاول التحول من الغاز إلى النفط تتباطأ بسبب الروتين.
ودعا روسورم إلى تسريع التدابير مثل استبدال محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز بمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم. وقال روسورم: "هذه ليست السرعة التي تحتاجها ألمانيا في إدارة الأزمات. ألمانيا في خضم أكبر أزمة طاقة منذ تأسيس الجمهورية الاتحادية. يجب على الشركات والمستهلكين من القطاع الخاص القيام بدورهم لتوفير الغاز من أجل منع توقف الإنتاج. إنها الآن مسألة تصميم وسرعة".
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت اليوم الخميس تراجع الطلب على إنتاج المصانع في ألمانيا خلال حزيران/يونيو الماضي للشهر الخامس على التوالي في ظل استمرار تأثيرات ارتفاع معدل التضخم واضطراب سلاسل الإمداد على آفاق أكبر اقتصاد في أوروبا.
وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني في بيان اليوم أنه "في ضوء زيادة حالة عدم اليقين الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا ونقص إمدادات الغاز، مازال نمو الطلب ضعيفا... آفاق النشاط الصناعي مازالت مقيدة في ظل استمرار تدهور مناخ الأعمال".
وتبدو النظرة المستقبلية لألمانيا أسوأ من الكثير من الدول المجاورة. بالإضافة إلى معدل التضخم المرتفع واضطراب سلاسل الإمداد، يعتبر اعتماد ألمانيا الكبير على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي يهدد باحتمال اللجوء إلى تنظيم إمدادات الطاقة واستخدام نظام الحصص للمستهلكين خلال الشتاء المقبل، في ظل استمرار تقليص روسيا لكميات الغاز التي تضخها إلى ألمانيا وأوروبا بشكل عام.
ومن المحتمل أن يتدهور الموقف بصورة أكبر في الأشهر القادمة حتى تضطر الشركات الصناعية في ألمانيا إلى خفض إنتاجها أو وقفه جزئيا.
هـ.د/خ.س (د ب أ)
أهم خطوط الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط
تحفل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بعدد غير قليل من حقول الغاز الطبيعي بعضها يعد الأكبر في العالم من حيث التوقعات بحجم الغاز الذي يمكن استخراجه منها. فما هي أهم خطوط الغاز في هذه المنطقة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/
1- خط الغاز القطري - التركي
تمتلك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم (نحو14 بالمئة من الاحتياطي العالمي) وتعتزم قطر نقل الغاز إلى تركيا عبر خط أنابيب يمر عبر السعودية وسوريا ومنها إلى تركيا التي ستتولى توزيعه إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/Construction Photography/Photoshot
1- خط الغاز القطري - التركي
وترجع أهمية هذا الخط إلى أن روسيا لن تصبح مصدر الغاز الوحيد لأوروبا. ويربط كثير من الخبراء والمحللين الأزمة الخليجية الأخيرة مع قطر بأطماع في ثرواتها الهائلة من الغاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Salemi
2 - خط غاز شرق المتوسط
تم إنشاؤه في البداية لنقل الغاز الطبيعي المصري من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل داخل المياه الإقليمية المصرية ثم الإسرائيلية في البحر المتوسط بطول 100 كم. وكانت إسرائيل تتسلم الغاز المصري بأسعار تفضيلية. تعرض الخط لعشرات العمليات التخريبية ما كلف مصر مبالغ طائلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/STR.
2- خط غاز شركة شرق المتوسط
لكن شركات ديليك دريلينج الإسرائيلية ونوبل إنرجي (مقرها تكساس) وغاز الشرق المصرية اعلنت التوصل لاتفاق لشراء حصة من شركة غاز شرق المتوسط نسبتها 39 بالمئة من الأسهم مقابل 518 مليون دولار، وهي صفقة ستمكن إسرائيل من توريد 64 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصرعلى مدى عشر سنوات من حقلي تمار ولوثيان البحريين الإسرائيليين في إطار اتفاق التصدير الموقع سلفاً بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
3- خط الأنابيب الإسرائيلي - الأوروبي
أعلنت حكومات أوروبية وحكومة إسرائيل دعمها لإنشاء مشروع خط أنابيب بالبحر المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا وحددت موعداً مستهدفا لاستكماله في عام 2025. ويهدف خط الأنابيب الذي يمتد لمسافة 200 كيلومتر إلى ربط حقول الغاز قبالة سواحل إسرائيل وقبرص باليونان وربما إيطاليا بتكلفة تصل إلي ستة مليارات يورو (6.4 مليار دولار).
صورة من: picture-alliance/dpa/
4 - خط الغاز المصري - القبرصي
وقعت قبرص ومصر اتفاقاً يمهد الطريق لإنشاء أول خط أنابيب تحت المياه في البحر الأبيض المتوسط لنقل الغاز الطبيعي من قبرص إلى الأراضي المصرية لاسالته في المحات المصرية تمهيداً لإعادة تصديره الى أوروبا. وفق الاتفاق سيتم نقل الغاز من حقل "أفروديت" القبرصي إلى مصر ما يفتح الباب أمام جذب استثمارات بمليارات الدولارات للبنية التحتية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Saipem
5 - خط الغاز الأردني - الإسرائيلي
وقعت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية ووزارة الطاقة مع إسرائيل وشركة "نوبل إنيريجي" اتفاقا يقضي باستيراد عمان للغاز الإسرائيلي المستخرج من حقل ليفياثان، وهو الاتفاق المعطل حتى اليوم بسبب الرفض الواسع من النقابات والأحزاب والمبادرات الأردنية سواء لأسباب سياسية أو بيئية. من المقرر أن يبلغ طول خط الأنابيب نحو64 كيلومتراً على أن يبدأ استقبال أولى دفعات الغاز الإسرائيلي بنهاية عام 2019 ولمدة 15 عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/STR.
انفوغرافيك لخطوط الغاز الطبيعي في المنطقة
يوضح الانفوغرافيك أهم خطوط الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بعضها يعمل بالفعل والبعض الآخر قيد الإنشاء. ومع تزايد عدد اكتشافات حقول الغاز الطبيعي في المنطقة تعاظمت أهميته وأثره على العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول.