أزمة القمامة في لبنان.. تطبيق على الهاتف لحل المشكلة!
٢٠ أغسطس ٢٠١٩
منذ سنوات، يعاني لبنان من مشكلة في القمامة. مقالب القمامة الكبيرة في البلاد ممتلئة تقريبا ولا توجد محارق قمامة، ولا يستطيع السياسيون الاتفاق على نظام للتخلص منها بشكل مستدام. الناشط البيئي جورج بيطار توصل إلى حل.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
إعلان
لبنان: بلد يغرق في النفايات
02:53
This browser does not support the video element.
في لبنان، غالبًا ما تصل النفايات البلاستيكية إلى أماكن غير مخصصة لها فتتجمع مثلا في البحر، على الشواطئ، في الشارع أو في الغابة وغيرها. ولهذا السبب ابتكر الناشط البيئي والاجتماعي جورج بيطار تطبيقا على الهاتف الجوال، يعتبر طريقا خاصا للتخلص من القمامة. فبضع نقرات تكفي لجعل أحد العمال في جمعيته "Live Love Recycle"يأتي ليأخذ القمامة البلاستيكية ويخلصك منها.
ويقول جورج بيطار: نحن (سكان بيروت) ننتج حوالي 800 طن من النفايات يوميا في بيروت وحدها. ومعظمها ينتهي به المطاف في مقالب نفايات غير قانونية، أو يتم إلقاؤها مباشرة في البحر".
عندما عاد الشاب البالغ من العمر 32 عاما إلى وطنه بعد إقامته الطويلة في الخارج، شاهد كيف أن العاصمة بيروت مهددة بالاختناق بسبب القمامة، ويقول جورج: "قبل خمس سنوات، عدت إلى لبنان، وكانت هناك أزمة نفايات كبيرة. كنت أريد فقط إعادة تدوير القمامة الخاصة بي لتقليل تأثيري على الأزمة، ولكن لم يكن هناك أي إمكانية تقريبا" لتحقيق ذلك.
ويضيف رئيس جمعية Live Love Recycle: "ومن هنا خطرت لي فكرة: لماذا لا نؤسس خدمة مثل "أوبر"، بمعنى خدمة لنقل النفايات القابلة لإعادة التدوير؟ ومن هنا جاءت فكرة التطبيق" على الهاتف الذكي.
وهكذا صمم جورج بيطار التطبيق وأسس جمعيته. ويتلقى دعما ماليا من جهات من بينها ألمانيا، وتحديدا من وزارة التعاون الاقتصادي. وفي نهاية العام الماضي نشر السفير الألماني في بيروت غيورغ بيرغلن، على موقعه بتويتر صورا لأفراد من جمعية جورج بيطار ومعهم "توكتوك" مجهز لجمع النفايات وكتب: "تسلمت Live Love Recycle تكاتك (جمع توكتوك) ودراجات نارية في مستودعها. ألمانيا تدعم مشروع إعادة التدوير المبتكر..."
في الوقت الحالي يبلغ أعضاء فريق العمل لدى جورج بيطار 17 موظفا، ويحصل 4500 مسكن في بيروت على الخدمة التي يقدمها. فيقوم السائق ديفيد بنقل القمامة وإحضارها إلى مصانع إعادة التدوير المحلية.
ويقدم جورج بيطار خدماته بالمجان حتى الآن، لكنه سيطلب هو وموظفوه قريبا المال من أجل التمويل المستدام. وهو أمر لم يمنع كثيرين من مواصلة الاستفادة من الخدمة ومن بينهم ميشيل، الذي يقول: "نحن ندفع ضرائب عالية دون أن نحصل على أي شيء مقابل ذلك، فإذا دفعنا المزيد قليلا لكي يبقى المنزل نظيفا والبلد أيضا، سيكون ذلك مقبولا".
يسكن ميشل في قلب حي الحمراء. وبينما كان يمسك بيده كيسا كبيرا ممتلأ بالقوارير البلاستيكية وأكياس رقائق البطاطس وعلب الكولا، أخبرنا بأنه يطلب خدمة جمع القمامة عن طريق هاتفه الذكي مرتين في الشهر وأضاف: "الدولة لا تهتم، والأولاد (يقصد العمال) هنا يقومون بعمل جيد. إنهم يحلون محل الحكومة، إن جاز التعبير".
أحد هؤلاء العمال هو ديفيد، الذي يقول "علينا أن ننقذ بيئتنا. إن لم يكن لأجلنا نحن فليكن لأجل أطفالنا. ماذا الذي سيحدث إذا واصلنا تلويث بيئتنا؟ وماذا سيحدث لأطفالنا عندما يكبرون؟ أين سيعيشون؟"
سوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يشارك جميع اللبنانيين في إعادة التدوير. لكن جمعية "Live Love Recycle" تعطي زخماً جديداً للنقاش حول جبال القمامة في لبنان. ويريد جورج بيطار توسيع نطاق خدمته على كل حال، ورد فعل الزبائن يشجعه. "منذ أن بدأنا العمل لم يأتنا سوى رد فعل سلبي واحد فقط هو: لماذا لا تعملون خارج بيروت حتى الآن؟"
آنه آلملينغ/ صلاح شرارة
الوجه البشع للتلوث البلاستيكي
تنتشر النفايات البلاستيكية على السواحل الخلابة، متسببة في اختناق الحيوانات البحرية والطيور. شغف الإنسان المعاصر بالبلاستيك يؤدي إلى خسائر بيئية هائلة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعض مخاطر البلاستيك.
صورة من: Daniel Müller/Greenpeace
زمن البلاستيك
يعتبر البلاستيك من المواد الأكثر شعبية، فهي خفيفة ومتينة. أنتجت اليد البشرية حوالي 8.3 بليون طنا منها، منذ أن بدأ إنتاجها سنة 1950. ولأنها مادة لا تتحلل بيولوجيا بسهولة، فإن معظم ما صُنع يوجد الآن في مدافن النفايات؛ كما هو الحال في هذه الصورة بضواحي نيروبي. كثير من جامعي القمامة يبحثون عن البلاستيك القابل لإعادة التدوير من أجل كسب لقمة عيشهم إلا أن الكثير من البلاستيك ينتهي به الأمر في المحيط.
صورة من: Reuters/T. Mukoya
أنهار البلاستيك
أكثر من 90 بالمائة من البلاستيك ينتهي به الأمر في البحرعن طريق 10 أنهار: نهر يانغتسى، نهر السند، النهر الأصفر، نهر هاي، النيل، نهر الغانج، نهر اللؤلؤ، نهر آمور، نهر النيجر ونهر ميكونغ. تتدفق إلى هذه الأنهار كميات كبيرة من النفايات نتيجة غياب البنية التحتية لهذه المناطق وارتفاع عدد السكان فيها. هنا، يقوم صياد في الفلبين بمحاولة تخليص شباكه المليئة بالأسماك وسرطان البحر من المياة المليئة بالبلاستيك.
صورة من: picture-alliance/Pacific Press/G. B. Dantes
بداية الحياة في عالم بلاستيكي
بعض الحيوانات وجدت طرقا لاستخدام بقايا البلاستيك، كهذه البجعة التي بنت عشها فوق بقايا من المادة في بحيرة كوبنهاغن السياحية. وضعت البجعة فراخها وسط النفايات. ليست هذه البداية بالضرورة بداية جيدة للحياة. لكن النتيجة تكون أسوأ لدى حيوانات أخرى.
صورة من: picture-alliance/Ritzau Scanpix
نتائج مميتة
بالرغم من أن البلاستيك مادة تعمر طويلا، ويمكن استخدامها في منتجات تبقى لفترة طويلة أيضا كالأثاث والأنابيب، إلا أن 50 بالمائة من البلاستيك يستخدم في المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل أدوات الأكل. الحيوانات، مثل هذا البطريق، تتعرض لخطر الوقوع في فخ من المواد البلاستيكية والاحتباس بداخله والموت نتيجة ذلك.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Balance
تناول البلاستيك
بعض الحيوانات الأخرى تتغذى على البلاستيك عن طريق الخطأ. هذا الطائر، من نوع القطرس، تم العثور عليه ميتا وفي معدته قطعا من البلاستيك. وفقا لدراسة تناولت 34 نوعا من الطيور البحرية في شمال أوروبا، وروسيا، وأيسلندا، وسفالبارد، وجزر فارو والدول الاسكندنافية وغرينلاند، فإن 74 بالمائة منها تناول البلاستيك. تناول المادة يتسبب في ضرر الأعضاء كما يمكنه أن يؤدي لانسداد في الأمعاء.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos/R. Olenick
قاتل الحوت
حتى الحيوانات ذات الحجم الكبير لا تسلم من عواقب استهلاك البلاستيك الوخيمة. هذا الحوت، وُجد في قناة في تايلاند وهو يختنق، أثناء محاولته السباحة. رجال الإنقاذ حاولوا نجدته، لكنه توفي بعد أن تقيأ خمسة أكياس بلاستيكية. أثناء التشريح، عثر الأطباء البيطريون على 80 كيسا للتسوق في بطن الحوت، كما أدت القمامة البلاستيكية الأخرى إلى انسداد معدته، لذلك عجز هذا الكائن البحري على هضم الأطعمة المغذية الأخرى.
صورة من: Reuters
بلاستيك مرئي وغير مرئي
القطع الكبيرة من البلاستيك التي تتمايل على سطح المحيط، نراها ونعرفها جيدا، كما يتضح هنا قبالة ساحل هاواي. ولكن هل تعلم بوجود تريليونات من جزئيات البلاستيك الدقيقة التي يقل قطرها عن 5 مم، التي تطفو هناك؟ هذه الجسيمات في نهاية المطاف تتحول إلى غذاء للحيوات البحرية والأسماك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/NOAA Pacific Islands Fisheries Science Center
نهاية في الأفق؟
تم اتخاذ تدابير مؤقتة لخفض استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في بعض البلدان الإفريقية مع فرض حظر على الأكياس البلاستيكية بها، كما يبحث الاتحاد الأوروبي عن وسيلة لحظر تلك المنتجات. لكن إذا استمراستهلاك البلاستيك مثلما هو الحال الآن، فسيكون هناك نحو 12 مليار طن متري من البلاستيك على سطح هذا الكوكب بحلول عام 2050، حسب ما يتوقع العلماء. الكاتبة: جنيفر كولنز (م.م)