تفشي الكوليرا في لبنان سيما في مخيمات اللاجئين السوريين
٢١ أكتوبر ٢٠٢٢
أكد وزير الصحة اللبناني أن بلاده في انتظار جرعة أولية من اللقاح المضاد للكوليرا، يأتي ذلك بعد تصاعد أعداد الإصابات بالمرض بين المواطنين وفي مخيمات اللاجئين السوريين، التي تعد "بيئة مثالية معرضة للخطر" حسب منظمة الصحة.
إعلان
أكد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض، اليوم الجمعة (21 اكتوبر/تشرين الأول 2022)، أن الجهود التي تبذلها وزارة الصحة اللبنانية لمواجهة انتشار وباء الكوليرا في البلاد كبيرة جداً، مشيراً إلى تلقي بيروت وعداً بتأمين اللقاح المضاد للكوليرا، خلال فترة أسبوع إلى عشرة أيام. "إضافة إلى أننا نعمل على تأمين كمية كبيرة من خلال منظمة الصحة العالمية، وهي حوالي 600 ألف جرعة على الاقل لاستعمالها إن كان من قبل النازحين او اللبنانيين".
جاء تصريح الأبيض بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث أطلع وزير الصحة اللبناني الرئيس عون "على الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة اللبنانية بالتعاون مع الوزارات الأخرى والمنظمات الدولية لمواجهة وباء الكوليرا"، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية.
وكان لبنان قد رصد أول إصابة بالكوليرا مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، في أول عودة لظهور مرض البكتيري في 30 عاماً. وسجل حتى الآن ما لا يقل عن 220 حالة إصابة وخمس وفيات.
ولفت وزير الصحة اللبناني إلى أن "السبب الرئيسي لانتشار الكوليرا في لبنان هو تلوث بعض مصادر المياه نتيجة توقف محطات الضخ والتكرير عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما اعتماد البعض على ري المزروعات بمياه ملوّثة".
وأشار إلى أن "البعض يستعمل مياه الصرف الصحي لري المزروعات، وفي حال كانت هذه المياه ملوثة، تصبح هذه المزروعات ملوثة، خصوصاً الورقيات منها، مثل الخس والبقدونس والنعنع التي من الصعب تنظيفها وتعقيمها. ونحن نعمل على معالجة هذا الموضوع بالتعاون مع وزارة الزراعة".
ومعاناة اللاجئين تتفاقم
ويعاني اللاجئون السوريون من تفشي المرض في مخيمات النزوح في لبنان، الذي يرزح بالفعل تحت وطأة انهيار اقتصادي يقوض القدرة على الحصول على المياه النظيفة ويثقل كاهل المستشفيات.
وبحسب وزير الصحة فراس الأبيض فإن معظم حالات الكوليرا هي في المخيمات، التي يسكنها نحو مليون سوري لجأوا إلى لبنان على مدار العقد الماضي هرباً من الصراع في وطنهم.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن مخيمات اللاجئين "بيئة مثالية معرضة للخطر"، بالنظر إلى عدم توفر المياه النظيفة ولا الصرف الصحي.
يذكر أن لبنان سجل في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي أول إصابة بالكوليرا في محافظة عكار شمال لبنان، وهي الإصابة الأولى في لبنان منذ 1993، تاريخ آخر تفش للكوليرا.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن لبنان هو الحلقة الأحدث ضمن سلسلة من تفشي المرض بدأت في أفغانستان في يونيو/حزيران، ثم امتدت إلى باكستان وإيران والعراق وسوريا.
وفي سوريا نفسها تم تسجيل أكثر من 13 ألف حالة مشتبه بها، و60 وفاة حسبما ذكر مكتب منظمة أطباء بلا حدود في سوريا.
وينتقل مرض الكوليرا عادة من خلال المياه أو الطعام أو مياه الصرف الصحي الملوثة. ويمكن أن يسبب إسهالاً وجفافاً شديدين، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، د ب ا)
أسلاك شائكة وبعض الأمل - اللاجئون السوريون حول العالم
فيما يناقش قادة العالم خلال قمة تعقدها الأمم المتحدة في نيويورك أخطر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، تبقى مواقف الدول بشأن استقبال اللاجئين متباينة. جولة من الصور حول وضعية اللاجئين السوريين حول العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Gouliamaki
فيما أغلقت الأغلبية العظمى للدول الأوروبية أبوابها أمام اللاجئين، كانت ألمانيا، وبنسبة أقل السويد، من أكثر الدول استقبالاً للاجئين. ففي غضون أشهر فقط استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ، أغلبهم من السوريين. ورغم الترحيب الذي أبداه الكثير من الألمان إزاء اللاجئين، إلا أن قدومهم بأعداد كبيرة لم يرق للعديد أيضاً، إذ تسببت سياسة الأبواب المفتوحة في خسائر انتخابية لحزب المستشارة أنغيلا ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
تركيا، التي تستضيف أكثر من 2,7 مليون نسمة، هي بلا منازع أكبر بلد يستقبل اللاجئين السوريين في العالم. ووسط توافد سيل اللاجئين على أوروبا العام الماضي انطلاقا من تركيا، تعهدت بروكسل بدفع 3 مليارات يورو لدعم اللاجئين السوريين وإحياء محادثات عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي مقابل أن تساعد أنقرة في الحد من عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول لأوروبا من تركيا. إلا أن هذا الاتفاق يبقى هشاً.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
لبنان، هذا البلد الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 5,8 ملايين نسمة، يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري يقيم معظمهم في مخيمات عشوائية وسط ظروف معيشية صعبة. وبالتالي، فإن لبنان، الذي يتسم بالموارد الاقتصادية المحدودة والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، يأوي أكبر نسبة من اللاجئين بالمقارنة بعدد سكانه، إذ أن هناك لاجئاً سورياً مقابل كل خمسة مواطنين لبنانيين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Mohammed Zaatari
الأردن، ورغم صغر مساحته وعدد سكانه، إلا أنه من أهم الدول المستقبلة للاجئين السوريين. فوفقاً للأمم هناك نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجل في المملكة الأردنية، بينما تقول السلطات إن البلاد تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذار/ مارس 2011. ويعيش 80 بالمائة منهم خارج المخيمات، فيما يأوي مخيم الزعتري في المفرق، وهو الأكبر، نحو 80 ألف لاجئ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Adayleh
يبدو أن أغلبية دول الخليج ترفض استقبال الللاجئين السوريين على أراضيها، باستثناء السعودية التي استقبلت نحو 500 ألف لاجئ سوري، دون أن تكون لهم رسمياً وضعية لاجئ، منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. الدول الأخرى فضلت تمويل مخيمات وبرامج مخصصة للاجئين للسوريين في دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
استقبلت السويد نحو 160 ألف طالب لجوء العام الماضي، لكن الأعداد انخفضت إلى نحو ألفين في الشهر بعد تطبيق قيود على الحدود وإجراءات تجعل من الأصعب على اللاجئين دخول الاتحاد الأوروبي. كما تبنى البرلمان السويدي الصيف الماضي قواعد أكثر صرامة حيال طالبي اللجوء، ومن بينها عدم منح تصاريح إقامة دائمة لكل من تم منحهم حق اللجوء في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Nilsson
الدنمارك استقبلت بدورها في 2015 أكثر من 21 الف طلب لجوء، بارتفاع بنسبة 44 بالمائة مقارنة مع 2014، لكن ذلك أقل بكثير من عدد الطلبات في جارتها الشمالية السويد. كما أن الدنمارك كانت من أول الدول التي سارعت بفرض اجراءات التدقيق العشوائي للهويات على طول الحدود الألمانية بهدف منع "أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين" من الدخول إلى البلاد. وقبلها قامت بتخفيض المساعدات المالية المخصصة للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.Sörensen
المجر كانت من أولى الدول الأوروبية التي قامت بمد أسلاك شائكة على طول حدودها مع بدء توافد سيل اللاجئين عبر طريق البلقان لمنعهم من دخول أراضيها. كما أن المجر وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا لا تزال ترفض أي آلية الزامية لتوزيع اللاجئين. كما رفضت دعوات سابقة من ألمانيا وإيطاليا واليونان بالتضامن أوروبياً في معالجة ملف اللجوء والهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Ujvari
سلوفاكيا من الدول الشرق أوروبية التي ترفض استقبال اللاجئين. وفي تصريح لأحد قادتها السياسيين مطلع العام الجاري جاء فيه أن البلاد لاترغب في استقبال اللاجئين المسلمين، معللة أن هؤلاء يختلفون ثقافياً عن سكان البلاد وأنه لا يوجد في سلوفاكيا مساجد ودور عبادة كافية لهؤلاء. كما شهدت البلاد احتجاجات قادها يمينون متطرفون ضد اللاجئين (الصورة).
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Gavlak
الولايات المتحدة ورغم كبر مساحتها وكثافتها السكانية التي تقدر بـ320 مليون نسمة، إلا أنها حددت سقف عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم البلاد العام الجاري بـ10 آلاف شخص. كما يتعين على هؤلاء الخضوع للإجراءات أمنية مكثفة ومشددة. ورغم ذلك هناك سياسيون من الحزب الجمهوري الذين يرفضون استقدام لاجئين من سوريا لأسباب أمنية. على أي حال واشنطن أعلنت أنها سترفع العدد بنسبة 30 بالمائة خلال العام القادم.