أزمة سوريا- فيتو روسي وتدن لمستوى الثقة بين واشنطن وموسكو
١٢ أبريل ٢٠١٧
استخدمت روسيا مجدداً الفيتو ضد مشروع قرار يدعو للتحقيق في استخدام محتمل لأسلحة كيماوية في سوريا. وخلال أول زيارة لوزير خارجية أمريكا الجديد لموسكو أعرب بوتين عن أسفه لتدهور العلاقات مع أمريكا منذ تولي ترامب السلطة.
إعلان
استخدمت روسيا الأربعاء (12 أبريل/ نيسان 2017) حق النقض، الفيتو، ضد مشروع قرار أممي يطالب الحكومة السورية بالتعاون مع التحقيق حول هجوم يعتقد أنه كيميائي في شمال غرب البلاد وتحمل الدول الغربية النظام السوري مسؤولية تنفيذه.
وللمرة الثامنة منذ اندلاع النزاع السوري، تلجأ موسكو إلى الفيتو في مجلس الأمن الدولي لتعطيل أي قرار ضد حليفتها دمشق. وتقدمت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بمشروع القرار إثر الهجوم الكيميائي المفترض على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب في الرابع من أبريل/ نيسان والذي خلف 87 قتيلاً بينهم 31 طفلاً.
وفي المقابل، امتنعت الصين عن التصويت ومثلها كازاخستان وإثيوبيا. وصوتت بوليفيا ضد القرار في حين أيده عشرة أعضاء آخرين في المجلس. وجاء الفيتو الروسي بعدما صرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إثر محادثات في موسكو الأربعاء إن "مستوى الثقة متدن" بين الولايات المتحدة وروسيا.
ويدين مشروع القرار الأممي هجوم خان شيخون ويعبر عن تأييد مجلس الأمن التام لإجراء تحقيق في شأنه من جانب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ويطلب من الحكومة السورية أن تقدم معلومات وافية عن عملياتها الجوية، التي نفذتها يوم الرابع من نيسان/ أبريل مع تسليم أسماء طيارين والسماح للمحققين الأمميين بدخول قواعد جوية تابعة لها.
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "من الممكن" أن تكون روسيا قد علمت بالهجوم الكيميائي على خان شيخون. وخلال مؤتمر صحفي الأربعاء في واشنطن مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قال ترامب إن الوقت حان لإنهاء الحرب الأهلية هناك.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد استقبل الأربعاء في الكرملين وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بعيد إعرابه عن أسفه لتدهور العلاقات الروسية الأميركية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة. وقال بوتين في حديث تلفزيوني أذيع بعد لحظات من لقاء تيلرسون بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل وخصوصاً على المستوى العسكري لم تتحسن بل إنها تدهورت." وأكد بوتين تأييد روسيا لبشار الأسد وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز الأسبوع الماضي مضيفاً تصوراً جديداً لما يمكن أن يكون قد حدث بقوله أن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة لتشويه صورة الحكومة السورية.
استعداد للحوار رغم "مستوى متدن من الثقة"
واجتمع تيلرسون بالرئيس الروسي في الكرملين بعد أن أجرى محادثات مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، استمرت ثلاث ساعات. وكان الكرملين رفض في وقت سابق تأكيد استقبال بوتين للوزير الأمريكي وهو ما يعكس التوتر بين البلدين بشأن الضربة الأميركية في سوريا.
وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي "هناك مستوى متدن من الثقة بين بلدينا. لا يمكن لأكبر قوتين نوويتين أن تقيما هذا النوع من العلاقات". وبخصوص الملف السوري قال تيلرسون: "ليست لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى ضلوع القوات الروسية في هجوم كيماوي في سوريا". غير أنه عاد وأضاف أنه "من المهم أن يتم رحيل الأسد عن السلطة في سوريا بطريقة منظمة". ومن جانبه، صرح لافروف "رغم كل المشاكل الموجودة، هناك احتمالات كبيرة للعمل معا". وعلق لافروف على الموضوع السوري قائلاً: "تحقق بعض التقدم بشأن سوريا. لا نعلق آمالنا على الأسد أو أي شخص آخر في سوريا وروسيا تريد عملية سياسية سلمية".
خ.س/ص. ش (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
في صور- المواقع السورية التي استهدفتها الضربة الأمريكية بالصواريخ
نفذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس ترامب ضربة جوية بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
صورة من: picture-alliance/dpa/ria novosti/M. Voskresenskiy
قال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك أطلقت ليلة اليوم الجمعة (السابع من نيسان/أبريل 2017) واستهدفت مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. المطار"مرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري.
صورة من: Reuters/Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy
أطلقت الصواريخ الموجهة من سفينتي "يو أي أس بورتر" و "يو أس أس روس" المتمركزتان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة قوات النظام السوري منذ اندلاع الحرب في البلد. وكانت الضربات السابقة للولايات المتحدة في سوريا تستهدف فقط تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/US Navy/F. Williams
قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد ولحق دمار "شبه كامل" بقاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا بعد الضربة الأميركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مطار الشعيرات الذي يعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، يضم "طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23"، لافتا إلى ان "المطار أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون".
صورة من: 2017 Google Maps
في خطابه الموجه للأمة قال الرئيس ترامب :" شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء... الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة".
صورة من: Reuters/C. Barria
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".
صورة من: Reuters/S. Stapelton
وكان هجوم يرجح أنه كيماوي قد استهدف يوم الثلاثاء الماضي (الرابع من نيسان/أبريل 2017) مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة. وأودى الهجوم بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. ونفت الحكومة السورية قصفها بمواد "كيميائية". وأكدت دمشق وحليفتها موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة".
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
بقايا طائرة حربية سورية في قاعة الشعيرات بعد أن احترقت جراء الضربة الأمريكية بصاروخ أطلق من البحر المتوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
تحديد الهدف من الجو لمخابئ الطائرات في قاعدة الشعيرات في سوريا
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
اجزاء من طائرة سورية دمرت تماما بعد سقوط الصواريخ الأمريكية على قاعدة الشعيرات الليلة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy