تناول زعماء ألمانيا وروسيا وتركيا في لقاءاتهم الهامشية في قمة العشرين الملف السوري وكان السعي لترسيخ الهدنة في إدلب والبحث عن حل سياسي القاسم المشترك في الاجتماعات الجانبية. أردوغان يرغب في عقد قمة رباعية أخرى حول سوريا.
إعلان
كان ملف الأزمة السورية حاضرا بقوة في أروقة قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وإن على هامش اللقاءات الرسمية. فقد دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت (الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2018) نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى اتخاذ "تدابير أكثر فاعلية" لترسيخ الهدنة في محافظة إدلب في سوريا، بحسب ما أعلن الكرملين.
والتقى بوتين أردوغان اليوم على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس في اجتماع استعاض به سيد الكرملين عن اللقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ألغى الاجتماع احتجاجا على التوتر الأخير بين روسيا وأوكرانيا. ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس الروسي شدد خلال لقائه أردوغان "على ضرورة اتخاذ تدابير أكثر فاعلية لتطبيق الاتفاق الروسي التركي حول إدلب".
وأكد المتحدث أن هذه التدابير ضرورية "لمنع حصول حالات مثل الهجوم الذي تعرّضت له حلب (المجاورة لإدلب) بقذائف صاروخية وسامة". وأعلن الكرملين أن اللقاء مع الرئيس التركي امتد لوقت أطول لأن هناك الكثير من الموضوعات المتعلقة بالأزمة السورية تحتاج إلى بحث.
واقترح أردوغان خلال مباحثاته مع بوتين عقد قمة رباعية جديدة بشأن الوضع في إدلب وهي معقل لقوات المعارضة السورية، حسبما أعلنت ذلك وكالة تاس الروسية للأنباء.
من جانب آخر، قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم السبت إن ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا ستجري جولة جديدة من المحادثات على مستوى المستشارين بشأن الأحداث التي جرت في مضيق كيرتش وحث موسكو على السماح للسفن الأوكرانية بدخول بحر آزوف.
جاء ذلك بعد لقاء جمع المستشارة ميركل مع الرئيس الروسي بوتين في بوينس آيرس على هامش قمة العشرين. وقال المتحدث إن ميركل وبوتين ناقشا أيضا الوضع في سوريا واتفقا على ضرورة بذل مزيد من الجهد من أجل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة عقدت في اسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول بين ألمانيا وفرنسا وتركيا وروسيا.
ح.ع.ح/ع.ج (أ ف ب، د.ب أ، رويترز)
الغائبون الحاضرون في قمة إسطنبول حول سوريا
تتجه الأنظار خلال اليومين المقبلين إلى إسطنبول، حيث تعقد قمة رباعية بشأن سوريا بين كل من تركيا، ألمانيا، فرنسا وروسيا. غير أن اللاعبين الكبار في الملف غائبون. في ما يلي أبرز الغائبين، مواقفهم و مصالحهم في الملف السوري.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Algaloud
الولايات المتحدة الأمريكية
تغيب الولايات المتحدة عن قمة اسطنبول المرتقبة، لكن دورها يبقى أساسياً في العملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ سبع سنوات. وكان ترامب قد أعلن ان تعليق هجوم نظام الأسد على ادلب، تم بفضله، بعد تحذيره الرئيس السوري بشار الأسد. مصلحة أمريكا تكمن بالأساس في انسحاب إيران من سوريا أو على الأقل إضعاف تأثيرها على الأرض هناك.
إيران - القوة غير المرئية
بالرغم من غيابها عن قمة اسطنبول، إلا أن إيران مازالت حاضرة على الأرض في سوريا. ووفقا لتقارير عديدة لعبت إيران دوراً كبيراً في الانتصارات الاستراتيجية العديدة التي حققها الجيش السوري. إيران غائبة و حاضرة في القمة من خلال روسيا، التي عملت إلى حد الآن بالتعاون معها على ضمان بقاء الأسد. تتطلع إيران إلى تقوية حضورها والمشاركة في عملية إعادة البناء في سوريا لكن مستقبل إدلب قد يُضعف تأثيرها في سوريا.
صورة من: picture alliance/AP/dpa/Uncredited/Iranian Presidency Office
نظام الأسد
إلى جانب تناول الوضع في إدلب، يُفترض أن تفضي قمة اسطنبول إلى حل للنزاع الدائر في سوريا منذ عام 2011، وذلك يعني أن القمة ستناقش مصير الرئيس السوري بشار الأسد، المتمسك بالسلطة. وكانت أمريكا قد هددت نظام الأسد بعقوبات مشددة في حالة عرقلته الحل السياسي. فيما تعول ميركل على روسيا "للعمل على تحقيق الاستقرار في سوريا بصفتها حليفة لنظام الأسد وشريكاً لديه مسؤوليات خاصة".
صورة من: Reuters/M. Djurica
المعارضة السورية
تتناول قمة اسطنبول بالأساس الوضع في محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية بعد سبع سنوات من الحرب، كما تتناول أيضاً تطبيق اتفاق سوتشي الروسي التركي بشأن المحافظة. وكان الهدف من هذا الاتفاق هو وقف هجوم الحكومة السورية. لكن فصائل المعارضة تخشى من أن يشكل تنفيذ هذا الاتفاق مقدمة لعودة قوات النظام إلى إدلب.
صورة من: Getty Images/AFP
مصالح الأكراد
بالرغم من تجنب الطرفين الصراع المباشر، إلا أن هناك تضارباً في المصالح بين كل من الحكومة السورية والإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد.وفيما يسعى الأكراد إلى الحصول على حكم ذاتي في دولة لامركزية، ترغب دمشق في استعادة سيطرتها المركزية بالكامل على كل مناطق سوريا.
صورة من: Reuters/R. Said
الدور السعودي
طالما لعبت السعودية دوراً متخبطاً في الملف السوري تماشيا مع مصالحها السياسية. ففي البداية دعمت الثورة السورية، لكن سرعان ما طرأ تحول مفاجئ في موقفها وأقرت بضرورة بقاء الأسد في السلطة. كما سعت للتقارب مع روسيا بهدف منع صعود الحليف الآخر إيران. تركيا كانت تراهن على دور السعودية في إعادة البناء في سوريا، غير أن قضية مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي قد تسلب الرياض هذا الدور. إعداد: إيمان ملوك