تعيد اليونان اللاجئين الذين وصلوا بطريقة غير شرعية إلى تركيا، بينما يستقبل الاتحاد الأوروبي لاجئين سوريين من تركيا بشكل شرعي: هذا هو الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. هنا بعض الحقائق الهامة بخصوص هذا الاتفاق.
إعلان
كيف يتم اختيار اللاجئين الذين يتم استقبالهم؟
تقوم السلطات التركية المتخصصة في شؤون الهجرة بتسجيل اللاجئين المرشحين لعملية إعادة التوطين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتعمل المفوضية على بحث حالات هؤلاء المرشحين وتنشئ ملفات للأشخاص الذين سيتم إعادة توطينهم في دول الاتحاد الأوروبي. كل دولة تقرر بعد ذلك اللاجئين الذين ترغب في استقبالهم. فعلى سبيل المثال تقوم السلطات الألمانية باختيار المرشحين المناسبين وبعد القيام بفحوص أمنية تمنحهم تأشيرة دخول. تقوم ألمانيا بتقييم المرشحين وفقاً لعدة معايير: الأسرة يجب أن يكون بإمكانها البقاء معاً، لذلك فوجود أفراد من الأسرة في ألمانيا يعطي أولوية. ووفقاً لمتحدث باسم وزارة الداخلية، يتم أيضاً تقييم حاجة الشخص للحماية واستعداده للاندماج، وهذه النقطة الأخيرة يتم تقييمها مثلأً وفقاً لمستوى التعليم ومهاراته اللغوية وخبراته المهنية.
كم عدد اللاجئين الذين ستستقبلهم ألمانيا وأوروبا؟
في الأساس، يجب أن يتم استقبال لاجئ سوري في أوروبا مقابل كل شخص تتم إعادته من اليونان إلى تركيا. ويجب أن تتطابق الأعداد على المدى الطويل. قد يعني هذا على المدى القصير أن يكون هناك جانب "متفوقاُ" على الجانب الآخر بشكل مؤقت، كما أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية .
وما هو سقف العدد الذي ستستقبله أوروبا؟
بداية، سيتم استنفاذ الحصص التي وعد الاتحاد الأوروبي تركيا بها منذ فترة. في الأصل كان الحديث عن 22.500 شخص، و18.000 منهم لم تستنفذ بعد. وستسقبل ألمانيا 1600 من هؤلاء. علاوة على ذلك، فهناك حصص لإعادة توزيع اللاجئين داخل دول الاتحاد الأوروبي. ويمكن أن يعاد تخصيص هذه الأعداد لاستيعاب السوريين من تركيا. وهنا يتعلق الأمر بنحو 54 ألف شخص. وقد تعهدت ألمانيا باستقبال 13.500 من بين هؤلاء. أي أن عدد من سيتم استقبالهم في أوروبا من اللاجئين هم 72 ألف شخص. بعد ذلك يجب إعادة التفاوض مجدداً.
هل ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي بدأت في استقبال اللاجئين بموجب الاتفاق؟
منذ يوم الإثنين وحتى الآن، من المعروف أن 32 شخصاً وصلوا من اسطنبول إلى مطار هانوفر في ألمانيا، كما استقبلت فنلندا 11 لاجئا. ومن المتوقع أن تستقبل فنلندا وهولندا لاجئين آخرين مطلع الأسبوع المقبل، وفقاً لمتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية.
هل يتناسب هذا الاتفاق مع القانون الدولي؟
أكدت الحكومة الاتحادية أن إعادة توطين اللاجئين من اليونان تتم في "احترام كامل لأوروبا وكذلك للأحكام القانونية الدولية"، حسبما صرح المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت يوم الاثنين الماضي (الرابع من أبريل/نيسان). ومع ذلك، هناك انتقادات شديدة لهذا الاتفاق. منظمة برو أزيل المهتمة بشؤون اللاجئين تشكك أن توفر تركيا الملاذ الآمن للاجئين، وتتهم السلطات التركية بأنها ستعيد اللاجئين السوريين إلى مناطق الحرب السورية. لذلك يعد ترحيل اللاجئين إلى تركيا وفقا لبرو أزيل انتهاكاً لاتفاقية جنيف. وبالمثل، قال مفوض حقوق الإنسان السابق للحكومة الاتحادية ماركوس لونينغ في مقابلة الاثنين: "أعتقد أن ما يحدث لا يتوافق مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان". كذلك أعرب مفوض الحكومة الحالي لحقوق الإنسان بيربل كوفلر عن شكوكه إزاء هذا الاتفاق.
سوريون يبنون حياة جديدة في تركيا
منظمات إنسانية ومتطوعون من انتماءات مختلفة في إزمير التركية جمعهم هدف مساعدة اللاجئين في المدينة على بناء حياة جديدة. DW كانت في هذه المدينة الساحلية التي صارت موطنا ل 85 ألف سوري من طالبي اللجوء، وجاءت بهذه الصور.
صورة من: DW/D. Cupolo
في حي باسمانه بمدينة إزمير المعروف بعمليات تهريب البشر، انتشرت المحلات والمطاعم المملوكة للاجئين مع تزايد أعدد السوريين الذين يطول مكثهم في المدينة. وبينما نجح عدد من اللاجئين في هذا النوع من المشاريع، مازال معظمهم يسجلون مشاريعهم تحت أسماء أصدقائهم الأتراك. كما يوضح محمد صالح، مدير جمعية إغاثة اللاجئين السوريين في إزمير.
صورة من: DW/D. Cupolo
دفع الفواتير ليس إلا واحدا من التحديات العديدة التي يواجهها اللاجئون الذين غالبا ما يقضون فترات البطالة الطويلة في ارتياد المقاهي. العديد منهم محروم من الخدمات الصحية الأساسية وهو ما دفع بمتطوعين لتنظيم زيارات طبية مجانية لبيوت العائلات التي تعيش أوضاعا صعبة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بمساعدة مترجم، زارت الناشطة ليا فيلمزن منازل لاجئين في باسمانه.وتظهر في الصورة وهي تستمتع لسيدتين تصفان كيف يعاني أطفالهما من أمراض تنفسية مزمنة. وحسب فيلمزن فإن سبب إصابتهم بهذه الأمراض يعود إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في الشقة التي كانوا يقتسمونها مع 14 شخصا آخرين ينامون على الحصير في غرفتين صغيرتين.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال يلعبون إلى جانب سترات نجاة معروضة للبيع على قارعة الطريق. معظم اللاجئين من صغار السن لا يذهبون إلى المدرسة ويضطرون عادة للقيام بمهن بسيطة لمساعدة عائلاتهم على دفع الإيجار. خلال إحدى زياراتها، عاينت فيلمزن طفلا سوريا يبلغ من العمر 6 سنوات تعرض للضرب وسلب ما معه عندما كان يبيع مناديل ورقية في الشارع.
صورة من: DW/D. Cupolo
في محاولة لإنشاء مركز اجتماعي للاجئين يجدد يالسين يانك المبنى المهجور الذي يستعمله لدباغة الجلود. يقول ل DW "أساعد اللاجئين كما كنت أساعد العمال قبل سنوات عديدة، نحن ننشئ فضاء جماعيا لجعل اللاجئين يشعرون أنهم مرحب بهم. نريد رأب الصدوع التي خلفتها حكوماتنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
كريس دولينغ الذي يجوب شوارع حي باسمان، هو متطوع إيطالي إنجليزي يعمل مع يانك. يقول إن من المهم مساعدة اللاجئين ولكن دون مبالغة. "لا نريد أن يصير الناس معتمدين على المساعدة. نريد خلق مجموعات تساعد الناس على فهم واجباتهم وحقوقهم وتساعدهم أيضا على الاندماج في المجتمع، ليجدوا عملا ويبنوا حياتهم الخاصة".
صورة من: DW/D. Cupolo
"Mercy Corps" منظمة للمساعدات الإنسانية يمولها الاتحاد الأوروبي، افتتحت مؤخرا فرعا لها في إزمير حيث تسعى لمساعدة العلائلات اللاجئة التي تعيش أوضاعا صعبة من خلال برامج توزيع القسائم وتقديم المشورة.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم تظافر جهود الناشطين والمنظمات الإنسانية، فإن غالبية اللاجئين الذي يصلون إلى إزمير يأتون للبحث عن مهربين في مناطق مثل ساحة باسمانه التي تظهر في الصورة. "لا نستطيع منع الناس من التعاطي مع المهربين" كما يقول عفيف يلديز الملكف بالمشاريع في فرع منظمة "Mercy Corps" بإزمير. "الحل سياسي. نحن هنا لتقديم المساعدة لمن يعيشون في أوضاع صعبة".
صورة من: DW/D. Cupolo
الجزيرة اليونانية خيوس كما تظهر من مدينة جشمة التركية. نور شاهين أوغلو، متطوعة تعمل مع المنظمة الإنسانية "İmece İnisiyatifi " في جشمة، هي واحدة من السكان المحليين الذين يحاولون منع اللاجئين من ركوب القوارب التي تعبر بحر إيجه. "إذا كنت تريد أن تذهب، إذهب بطريقة آمنة" تقول. "قدم طلب اللجوء من تركيا واذهب في سفينة لائقة" .