أسئلة وأجوبة حول توريد أسلحة ألمانية لأكراد العراق
٣٠ أغسطس ٢٠١٤ لماذا تتدخل الحكومة الألمانية في شمال العراق؟
لأن تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يهدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، فقد سيطر التنظيم على أجزاء كبيرة من سوريا وشمال العراق وأعلنت هناك ما يسمى بـ"دولة الخلافة". وطبقاً للأمم المتحدة، فإن سيطرة "دولة الخلافة" هذه تتسم بالكثير من الترويع والممارسات الإرهابية التي باتت جزءا من الحياة اليومية، إذ مثلا تُجرى عمليات إعدام علنية. كما تتعرض الأقليات الدينية لملاحقة المقاتلين السنة ويُنكل بها بدون رحمة. وهذه الممارسات دفعت بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للحديث عن "إبادة جماعية".
ما هو شكل الدعم الألماني؟
أرسلت ألمانيا أكثر من مائة طن من إمدادات الإغاثة للنازحين في البلاد. بالإضافة إلى هذه المساعدات الإنسانية التي ارسلتها ألمانيا بالفعل، يُخطط لإرسال معدات عسكرية للمقاتلين الأكراد. وقد تم تجهيز الوجبة الأولى، التي لا تحتوي على أي أسلحة، لكنها تتضمن معدات دفاعية كالخوذ والسترات الواقية وأجهزة اللاسلكي. ومن المنتظر أن تتخذ الحكومة الألمانية قراراً بشأن تزويد قوات البيشمركة في شمال العراق بالأسلحة الأحد (31 آب/ أغسطس 2014). ويبدو أن الحكومة تخطط لتجهيز المقاتلين الأكراد بالبنادق الهجومية والصواريخ الخارقة للدروع من نوع ميلان. وتشير المعلومات إلى أن كل وحدة مقاتلة في تنظيم "الدولة الإسلامية" مجهزة بدبابة واحدة على الأقل. أما قوات البيشمركة فتقاتل في الوقت الراهن بأسلحة خفيفة سوفيتية الصنع.
ما هي مهمة الجنود الألمان الستة الموجودين في العراق؟
يتواجد الجنود الستة في القنصلية الألمانية بأربيل، كما كشف موقع الجيش الألماني على الإنترنت، وأضاف أنهم سيعملون على تنسيق "نقل المعدات العسكرية وتقديم الاستشارات الخاصة بالتسليم إذا لزم الأمر". وتعتبر أربيل، عاصمة إقليم كردستان، أكثر أمناً من بقية المدن العراقية الأخرى، إذ لم تتعرض سوى لهجمات قليلة. كما أن منطقة القتال بين البيشمركة ومقاتلي داعش يبعد قرابة 170 كلم عن أربيل.
ما هي ردود فعل الدول الأخرى؟
تدعم الولايات المتحدة قوات البيشمركة والجيش العراقي منذ بداية شهر آب/ أغسطس بتوجيه ضربات جوية لمواقع مقاتلي داعش، كما أنها توفر المعدات العسكرية. من جانب آخر يزداد عدد الدول، التي تعتزم تقديم أسلحة وذخائر مثل ألبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، إضافة إلى كرواتيا. أما الدنمارك فستقدم طائرة نقل. إيران كانت أول دولة بدأت بإرسال شحنات الأسلحة يوم الثلاثاء الماضي (26 آب/ أغسطس 2014).
لماذا يتم دعم القوات الكردية بشكل خاص؟
بينما لم يتمكن جيش الحكومة المركزية العراقية من صد هجمات الإسلاميين، أثبتت البيشمركة أنها قوة فعالة. في هذا الشأن يقول هينر فورتيغ، مدير معهد غيغا لدراسات الشرق الأوسط في هامبورغ: "تمزق التوترات الطائفية قطعات الجيش العراقي النظامي وجعلتها غير قادرة على المقاومة في الفترة الحالية". في المقابل، كانت البيشمركة متحفزة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن معقل الأكراد. ويقدر عدد مقاتلي إقليم كردستان بمائة وثلاثين ألف مقاتل. ولأن قوات البيشمركة لا تمتلك سلاح جو، فإنها تعتمد على الغطاء الجوي، الذي يقدمه الجيش الأمريكي.
هل يمثل دعم الأكراد حلاً ناجحاً لمواجهة تنظيم داعش؟
يرى مراقبون أن القوات الكردية تمتلك القدرة على وقف تقدم مقاتلي داعش، لكن التنظيم يسيطر أرض تمتد من سوريا إلى العراق. وهنا يتساءل رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي: "هل يمكن التغلب على التنظيم دون استهداف مواقعه في سوريا أيضاً؟"، "الجواب هو لا"، فوفقاً لتقارير إعلامية، بدأت الولايات المتحدة بالفعل بطلعات جوية فوق سوريا للاستطلاع. ومع ذلك، فإنه من غير المستبعد أن تبدأ واشنطن في التعاون مع الحكومة السورية في هذا الشأن.
ما هو الجدل حول المشاركة الألمانية؟
توجد هناك انتقادات فردية في الائتلاف الحاكم، المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي المحافظ. حزب اليسار يرفض من جانبه إرسال الأسلحة إلى مناطق الأزمات. أما حزب الخضر فلم يحدد موقفه بعد. ولضمان دعم واسع النطاق، فإن الحكومة ستطلب من البرلمان التصويت على هذه الخطط يوم الاثنين (الأول من أيلول/ سبتمبر 2014)، على الرغم من عدم وجود حاجة قانونية لمثل هذا الأجراء. وتشير المعطيات إلى وجود أغلبية ستمرر القرار. لكن استطلاعات الرأي كشفت أن ثلثي الألمان يعارضون توريد أسلحة لشمال العراق.