ويكيليكس سيزود شركات التكنولوجيا بأسرار القرصنة الأمريكية
١٠ مارس ٢٠١٧
أعلن جوليان أسانج أن موقع ويكيليكس يعتزم تسليم تفاصيل أسرار القرصنة التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، لشركات التكنولوجيا. ووصف أسانج القنصلية الأمريكية بفرانكفورت كـ "قاعدة قراصنة".
إعلان
وعد أسانج بتمكين شركات تصنيع الإلكترونيات بشكل خاص من الاطلاع على تفاصيل الوثائق الجديدة التي تتضمن مزاعم بأن جهاز الاستخبارات الأمريكي يمكن أن يخترق أجهزة الهواتف الذكية والكمبيوتر. وزعم موقع تسريب الوثائق أن "كنز الوثائق" الذي يصل إلى نحو 8 آلاف وثيقة تثبت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني (إم آي 5) قد قاما بتطوير برمجيات خبيثة لاختراق أجهزة التلفاز الذكية لشركة سامسونغ وتحويلها إلى أجهزة تجسس.
وقال أسانج إن أساليب وكالة الاستخبارات المركزية يمكن أن تقود إلى تعويضات بمليارات الدولارات للشركات، فيما وعد بإصدار مزيد من الوثائق التي تسرد تفاصيل مناورات القرصنة بعد أن طالبت شركات التكنولوجيا بمزيد من المعلومات لتحصين نفسها من الهجوم. وقالت شركتا آبل وغوغل إنهما عالجتا بالفعل بعض المخاوف الأمنية في تحديثات أنظمة التشغيل الأخيرة، بينما قالت شركات أخرى بينها سامسونغ ومايكروسوفت إنها ستنظر في الأمر. وقال هيثر أدكينز، مدير أمن المعلومات والخصوصية بشركة غوغل في بيان: "بينما قمنا بمراجعة الوثائق، نحن واثقون من أن التحديثات الأمنية والحماية في كل من كروم وأندرويد تحمي المستخدمين من الكثير من نقاط الخطر المزعومة". وأضاف: "تحليلاتنا مستمرة وسوف نطبق أي إجراءات حماية لازمة. نحن جعلنا بالفعل مسألة الحماية الأمنية أولوية عليا ونواصل الاستثمار في دفاعاتنا".
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
8 صورة1 | 8
وأضاف أسانج في بث عبر الإنترنت، إن وكالة الاستخبارات المركزية تستهدف عملاء من وكالات الاستخبارات الحليفة مثل جهازي المخابرات البريطاني والفرنسي، واصفا القنصلية الأمريكية في فرانكفورت بأنها "قاعدة قراصنة". واستطرد أسانج قائلا، من مقر اختبائه بالسفارة الاكوادورية في لندن حيث يعيش منذ أكثر من أربع سنوات، إن وكالة الاستخبارات الأمريكية ركزت على "الهجمات الجيوسياسية" وأن الوثائق لم تتضمن أي ذكر للإرهاب. ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية تصريحات أسانج، وقالت إن الرأي العام الأمريكي يجب أن ينزعج حيث أن إفشاء هذه المعلومات قد يضر بأمن الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الاستخبارات المركزية، جوناثان ليو، في بيان "جوليان أسانج ليس بالضبط معقلا للحقيقة والنزاهة. وعلى الرغم من جهود أسانج وأمثاله، لا تزال وكالة الاستخبارات المركزية تجمع المعلومات الاستخبارية الأجنبية في الخارج لحماية أمريكا من الإرهابيين، والدول القومية المعادية والخصوم الآخرين".
ولم يعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ما تم الكشف عنه، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن البيت الأبيض لن يعلق على صحة الوثائق كأمر بروتوكولي، إلا أنه قال إن ترامب يعتقد أن أنظمة المعلومات الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية "قديمة للغاية وتحتاج إلى تحديث". وكان من المقرر أن يلتقي ترامب مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو ووزير الأمن الداخلي جون كيلي يوم الخميس. وتردد أن مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الاستخبارات المركزية يحققان في ذلك الخرق ومصدر التسريب. ويتحصن أسانج في السفارة الاكوادورية منذ عام .2012 وفر إلى هناك بعد أن خسر معركة قضائية في بريطانيا ضد تسليمه إلى السويد، حيث هو مطلوب للاستجواب على خلفية حادثة اغتصاب مشتبه بها عام .2010