1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أسباب وتبعات هجوم قلعة الكرك

١٩ ديسمبر ٢٠١٦

توالت الهجمات الإرهابية في الأردن منذ مطلع العام الحالي، وبلغ عددها، مع هجوم الكرك الذي وقع أمس الأحد وأدى لمقتل عشرة أشخاص، أربعاً. فما الأسباب التي تقف وراء تلك الهجمات؟ وهل تواجه أجهزة الأمن صعوبات في التصدي للإرهاب؟

Jordanien Polizisten und kanadische Touristin bei Angriff in Kerak getötet
صورة من: Reuters/M. Hamed

قالت مصادر أمنية أردنية إن "مسلحين" نصبوا كميناً أمس الأحد لدورية أمنية في بلدة تبعد عن مدينة الكرك نحو 30 كيلومتراً، وإنهم بعد ذلك تحصنوا في قلعة الكرك الأثرية، والتي تعتبر مقصداً سياحياً، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن، ما أسفر عن نحو عشرة قتلى، بينهم سائحة كندية، ومقتل جميع المسلحين.

وأفادت الشرطة الأردنية فيما بعد بأنها عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات بحوزة المسلحين، بينها أحزمة ناسفة، ما يشير إلى أن المهاجمين على صلة بتيارات إسلامية متطرفة، لاسيما تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

هذا الهجوم ليس الأول من نوعه في الأردن، وليس الأول هذا العام، إذ سبقته ثلاث هجمات جرت في أماكن مختلفة وتنوعت أهدافها، فالأول في مارس/ آذار أدى إلى مقتل ضابط أردني وسبعة متشددين في مدينة إربد – ثاني أكبر المدن الأردنية بعد العاصمة عمان، فيما وقع الهجومان الثاني والثالث في شهر يونيو/ حزيران واستهدفا مخيم الرقبان للاجئين السوريين (الذي أدى إلى مقتل ستة جنود أردنيين) ومخيم البقعة شمال العاصمة (والذي أوقع خمسة قتلى من عناصر المخابرات الأردنية).

تشن قوات الأمن الأردني بين الفينة والأخرى غارات على معاقل للمتشددين داخل البلاد (أرشيف)صورة من: Getty Images/AFP/K. Mazraawi

المهاجمون معروفون للأمن

وترى الصحفية الأردنية المهتمة بقضايا الإرهاب، ليندا معايعة، في حديث مع DW عربية، أن هذا الهجوم "لا يبدو وكأنه من عمل ما يسمى بالذئاب المنفردة، خاصة وأن منفذيه لم يكونوا فرادى. بحسب معلومات المصادر الأمنية، فإن المهاجمين استدرجوا أفراد الأمن" إلى كمين في بلدة القطرانة.

وتضيف معايعة أن من بين المسلحين الأربعة الذين قتلوا في هذا الهجوم "متهما رئيسيا حوكم من قبل في محكمة أمن الدولة بتهمة الترويج لفكر داعش"، ما يقترب من تأكيد ارتباط المهاجمين بالتنظيم الإرهابي، الذي ينشط وفروعه في عدد من الدول العربية، لاسيما العراق وسوريا.

مما لا شك فيه أن استهداف قلعة الكرك التاريخية، التي تعتبر من بين المزارات السياحية في الأردن، يخدم هدفاً مزدوجاً، إذ أن استهداف عناصر الأجهزة الأمنية قد يدفع بعض "الخلايا النائمة" أو المتأثرين بفكر "داعش" إلى القيام بهجمات مماثلة في الشكل وطريقة التنفيذ، بالإضافة إلى أن استهداف المناطق السياحية يضرب اقتصاد الأردن، الذي تشكل السياحة 5.6 في المائة من إجمالي ناتجه المحلي، وتوفر من خلاله 72 ألف وظيفة.

لكن الأردن – وبالرغم من التاريخ المعاصر للهجمات الإرهابية فيه – ما يزال محافظاً على استقراره الأمني، كما يوضح مؤشر الإرهاب العالمي، الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام، والذي يصنف الأردن في المرتبة الثامنة والخمسين عالمياً، بين البيرو وأستراليا.

الأردن عضو في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" (أرشيف)صورة من: Getty Images/J. Pix

الكرك "معقل" مؤيدي داعش

سبب آخر لاستهداف الكرك هو – بحسب الصحفية الأردنية ليندا المعايعة – قد يكون أن المدينة تعتبر معقلاً للكثير من المؤيدين لتنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن "منطقة الكرك – ومع ظهور تنظيم داعش – ينحدر منها أكثر المروجين لفكر التنظيم أو المنتمين إليه. معظم القيادات التي تتبع التنظيم أو بايعته أو اعتنقت فكره الإرهابي أيضاً منحدرة من الكرك".

من جهة أخرى، يؤكد خبير الجماعات الإسلامية والجهادي السابق نبيل نعيم، في تصريحات لصحيفة "العين" الإماراتية، بأن من بين أسباب وقوع العمليات الإرهابية في الأردن إغلاق الحدود مع سوريا. ويشير نعيم إلى أن الأردن كان يستخدم في السابق كمعبر للراغبين في الانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى التي تقاتل في سوريا، والذي كانوا يأتون من تركيا والعراق وغيرها من الدول. لكن قرار المملكة إغلاق الحدود قطع على تلك التنظيمات خطوط إمدادها بالبشر، حسب رأيه، صاعد من نقمته على الأردن وعزز من استهداف الأردن من قبل تلك الجماعات وعناصرها.

كما أن العثور على كميات كبيرة من المتفجرات والذخائر لا تتناسب ومستوى العملية التي نفذتها الخلية في الكرك، بحسب ما يقول خبراء استراتيجيون، مضيفين أن المهاجمين لم يتمكنوا من استكمال خطتهم بسبب حصارهم في قلعة الكرك وعدم تمكنهم من الفرار ما بين الشرطة وأهالي المدينة، الذين ساندوا قوات الأمن في هجومها.

كيف تعاملت مواقع التواصل الاجتماعي مع هجوم الكرك؟

وبذكر أهالي الكرك، تناقل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هذا الهجوم لحظة بلحظة، موثقاً بالصور ومقاطع الفيديو التي صورها مواطنون. وربما من أكثر مقاطع الفيديو تداولاً في هذا الصدد فيديو لبعض المواطنين الأردنيين – مسلحين ببنادق آلية وحجارة – يشاركون قوات الأمن في اقتحام قلعة الكرك التي تحصن فيها المسلحون، وعندما يطلب منهم عناصر الأمن المغادرة، صاح بعضهم "ما احنا أحسن منكم" (لسنا أفضل منكم)، في دليل على أنهم مستعدون للتضحية بأنفسهم مثل رجال الأمن.

فيما أكد العديد من المغردين تضامنهم مع الأردن في مواجهة الإرهاب:

 

وأخيراً، تنتقد الصحفية الأردنية ليندا معايعة غياب وزير الداخلية الأردني والمسؤولين الأمنيين الأردنيين عن المشهد أثناء وبعيد انتهاء العملية الأمنية في الكرك، بالإضافة إلى التضارب في التصريحات بين المصادر الأمنية وقمة الهرم السياسي في البلاد، بعد أن كان رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي قد أشار إلى مقتل عشرة إرهابيين، بدل أربعة.

 

وتتابع معايعة بالقول: "لم تكن هناك مؤتمرات صحفية. فقط بيانات تصدر عن مديرية الأمن وتصريحات مقتضبة. الأردنيون والعالم بأسره كان يحصل على معلوماته حينها من مواقع التواصل الاجتماعي. كما كان هناك أيضاً مؤيدون لهذا الهجوم، هم المروجون لفكر داعش ومناصروه".

ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW