تمكن العلماء أخيراً من كشف بعض أسرار الإنفجارات الشعاعية الهائلة التي تظهر في الكون والمليئة بالألغاز، حيث عايش علماء الفلك صيحة الميلاد لثقب أسود بتفاصيل لم تكن متاحة من قبل وقدم إجابات عن أسئلة كانت غاضة حتى لآن.
إعلان
تعد انفجارات أشعة غاما من أقوى الانفجارات، وتظهر بقوة في الكون كله تقريبا، وقد تمكن عدد من الباحثين من كشف أسرار هذه الانفجارات المليئة بالألغاز حتى الآن بتفاصيل لا مثيل لها. وقد عايش علماء الفلك صيحة الميلاد لثقب أسود بتفاصيل لم تكن متاحة من قبل. ويقول فريق بحث بقيادة العالمة إليونورا ترويا من جامعة ماريلاند، هذا الفريق الذي أعد دراسة نشرت بمجلة "نيتشر" للعلوم الطبيعية، إن البحث الجديد يتعلق بما يسمى انفجارا شعاعيا كليا، ويجيب عن أسئلة لم تتضح من قبل عن هذه الظاهرة حتى اليوم. وتقول ترويا في بيان لها عبر جامعتها: "أشعة غاما تمثل أحداثا كارثية، لأنها تترافق مع انفجارات لنجوم هائلة تبلغ أحجامها خمسين ضعفا من شمسنا". وتضيف ترويا قائلة: "في ثوان يمكن أن تطلق هذه العملية طاقة تساوي ما يطلقه نجم بحجم شمسنا طوال حياته، ونحن مهتمون بأن نفهم كيف يمكن لهذا أن يحدث".
إن هذه الانفجارات الهائلة ترى في الكون كله تقريبا، إلا أن أشعة غاما يصعب رؤيتها، لأنها لا تستمر إلا ثوان وتتوهج بلا تحذيرات في مكان ما من السماوات. غير أن علماء الفلك كان لهم حظ في ملاحظة تلك الأشعة يوم الخامس والعشرين من حزيران / يونيو 2016 : حيث اكتشف القمر الصناعي لمراقبة أشعة غاما والمسمى "فيرمي" وهو يتبع هيئة الفضاء الأمريكية (ناسا) شعاعا من أشعة غاما وأرسل بيانا أوتوماتيكيا لجميع المراصد في العالم، فتمكن تلسكوب إياك-ماستر، الآلي الروسي أيضا من مراقبة الشعاع وهو ما يزال في مرحلته النشطة. و
يشير تحليل البيانات الناجمة عن ذلك إلى أن الإضاءة الهائلة التي وقعت في بداية الانفجار ظهرت بسبب ما يسمى إشعاعات متزامنة "سينكروترونية"، وهي تنشأ حين تخرج جزيئات سريعة محملة بالكهربية، كالإلكترونات مثلا عن مجالها المغناطيسي. ولم يكن واضحا حتى الآن سر الإضاءة العالية لأشعة غاما، فمن الممكن أن يكون سبب ذلك جزيئات صغيرة وسريعة تصطدم بجزيئات الضوء (الفوتونات)، ومن ثم تنقل الطاقة أو ربما يكون سبب ذلك ببساطة أشعة حرارية ناجمة عن انفجار نجمت عنه حرارة هائلة.
الضوء المستقطب
واكتشف علماء الفلك من خلال قياساتهم أن جزءا كبيرا من الموجات الضوئية يتأرجح في بداية انفجار أشعة غاما في نفس المستوى، وهو ما يسميه الفيزيائيون الضوء المستقطب. وتوضح العالمة ترويا هذا الأمر قائلة: "الإشعاعات المتزامنة هي الآلية الانبعاثية الوحيدة التي تنتج درجة الاستقطاب والطيف الذي نراه في بداية الشعاع"، مشيرة إلى أن العلم بهذا الأمر يعد أمرا هاما، "لأنه برغم البحث على مدار عقود لم يتم تحديد الآليات الفيزيائية التي تحرك أشعة غاما تحديدا واضحا".
كما وفرت الملاحظة أيضا معلومات عما يسمى الأشعة المادية العملاقة (ويطلقون عليها اسم غيتس) والتي تنطلق من أعلى وأسفل السحابة الانفجارية بسرعة تقرب من سرعة الضوء، وقت انهيار النجم المتلاشي ليحل مكانه ثقب أسود. وهناك نموذجان بديلان لهذا التفسير ينطلقان من أن هذه الأشعة العملاقة إما أن يكون المتحكم فيها مجال مغناطيسي قوي أو مادة ما. وتضيف ترويا قائلة: "وجدنا أدلة على إمكانية صحة كل من هذين النموذجين التفسيريين، وهو ما يوضح وجود طبيعة ثنائية هجين لهذه الأشعة العملاقة (غيتس) من أشعة غاما". وتردف ترويا قائلة: "تبدأ هذه الأشعة مغناطيسيا، ولكن حين تكبر يصبح المجال المغناطيسي أضعف ويفقد السيطرة على الأشعة، فتتولى المادة السيطرة في النهاية على تلك الأشعة، في الوقت الذي تظل فيه بقية ضعيفة من المجال المغناطيسي موجودة أحيانا."
ر.ض/ع.ج.م (د ب أ)
أحدث وأجمل صور التلسكوب هابل من الفضاء
منذ ربع قرن يرسل لنا تلسكوب هابل صورا من الفضاء إلى الأرض، صورا فريدة، كل واحدة أروع من الأخرى. في هذه الجولة المصورة نتعرف على بعض من أجمل وأحدث صور هذا التسكوب.
صورة من: NASA/ESA/Hubble
تزامنا مع بدء عرض فيلم حرب النجوم الجديد، أرسل تلسكوب هابل أجمل صورة لـ "سيف شعاعي" من الفضاء على بعد 1300 سنة ضوئية من الأرض. والصورة تبين بدء تكون نظام "نجمي" جديد مع بعض من غبار النجوم، التي لم تؤثر على جمال وروعة الصورة.
صورة من: NASA/ESA/Hubble
منذ عام 1990 يدرو تلسكوب هابل حول الأرض على ارتفاع 600 كيلومتر بسرعة تصل إلى 28 ألف كيلومتر في الساعة، أما طوله فيبلغ 11 مترا ووزنه حوالي 11 طن.
صورة من: NASA/Getty Images
نجم جديد ملتهب أطلق كرة كبيرة من الغاز، ومن خلال ذلك ساعدنا هابل على توضيح وفهم تشكل النجوم والكواكب وتحديد عمر الكون وبحث وفحص المادة المظلمة الغامضة التي سببت تناثر الكون.
صورة من: AP
سديم كارينا هو أهم مناطق تشكل نجوم مجرتنا والألوان التي تظهر في الصورة ليست جميلة فقط، وإنما تكشف لنا الكثير من أسرار التركيب الكيميائي للغازات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Eso/Ho
هذه الألوان الساحرة تشكلت من غازات مختلفة، فاللون الأحمر مثلا يدل على وجود غاز الكبريت والأخضر على الهيدروجين والأزرق على الأوكسجين.
صورة من: picture-alliance/dpa/ Nasa/Esa/Hubble Heritage Team/Ha
الصور الأولى التي أرسلها هابل إلى الأرض كانت سيئة جدا وغير قابلة للاستخدام، لأن المرآة الرئيسية التي يبلغ قطرها 2,4 متر لم تكن مصقولة بشكل صحيح. عام 1993 انطلقت سفينة الفضاء "إنديافور" باتجاه التلسكوب الذي تم تركيب عدسات جديدة تشبه النظارات الطبية وقد احتاج التلسكوب لخمس عمليات صيانة خلال رحلته، ويعتقد أن آخر صيانة كانت في مايو/ أيار 2009.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa
هذه الصورة التقطها هابل عام 2009. النقاط الزرقاء هي لنجوم حديثة نسبيا إذ لا يتجاوز عمرها مليوني عام وهي تقع في سحابة ماجلان الكبرى في مجرة صغيرة جدا مرافقة لمجرة درب التبانة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa
صورة تشبه الفراشة من الفضاء، هي واحدة من 30 ألف صورة التقطها تلسكوب هابل وأرسلها إلى الأرض دون أن نعرف ماذا كان يريد أن يلتقط حينها.
صورة من: NASA/ESA/ Hubble Heritage Team
هذه الصورة الغريبة والرائعة مثل الكثير من صور هابل، هي لمجرة سومبريرو التي تعني بالاسبانية القبعة، وهي مجرة حلزونية تبعد عن كوكب الأرض 28 مليون سنة ضوئية.
صورة من: NASA/ESA/ Hubble Heritage Team
سمي هذا التلسكوب باسم عالم الفلك الأمريكي ادوين بول هابل (1889 – 1953) الذي اكتشف أن أغلب المجرات تبتعد عن درب التبانة، ووضع أسس نظرية الانفجار العظيم في علم الكونيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
هذه الأشكال التي تبدو كأعمدة تبعد حوالي 7 آلاف سنة ضوئية عن الأرض، التقطها تلسكوب هابل وهي معروفة في العالم باسم "أعمدة الخلق".
صورة من: NASA, ESA/Hubble and the Hubble Heritage Team
سيستمر هابل في العمل وإرسال الصور إلى الأرض لبضعة أعوام أخرى، ولكن مساره ينحرف باتجاه الأسفل ومن المتوقع أن يدخل المجال الجوي للأرض ويحترق ويتلاشى عام 2024. لكن يتم تجهيز خليفته تلسكوب "جيسم ويب" منذ الآن ومن المفروض إطلاقه عام 2018 إلى الفضاء وسيدور في مسار يبعد حوالي 1,5 مليون كيلومتر عن الأرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa/Chris Gunn
حتى ينتهي مهمة هابل نأمل أن يرسل لنا المزيد من الصور الرائعة والساحرة مثل هذه التي هي آخر الصور التي التقطها، وهي رمز يشبه الابتسامة تشكلت من أقواس ضوء منتشرة في الفضاء.