أسرة صحفية أمريكية قتلت في حمص تقاضي الحكومة السورية
١٠ يوليو ٢٠١٦
اتهمت دعوى قضائية مرفوعة في الولايات المتحدة القوات السورية باستهداف الصحافية الأميركية ماري كولفن وقتلها عمدا في 2012 لمنعها من تغطية وقائع النزاع في هذا البلد.
إعلان
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس السبت أن أسرة الصحفية الأمريكية ماري كولفين التي قتلت في سوريا عام 2012 أقامت دعوى أمام محكمة أمريكية تتهم فيها الحكومة السورية بتعمد قتلها. وجاء في الدعوى المرفوعة إلى محكمة أمريكية أن القوات السورية اعترضت اتصالات الصحفية الأمريكية ماري كولفن (56 عاما) التي كانت تعمل لحساب أسبوعية "صنداي تايمز" البريطانية، واستهدفت موقعها عمدا في مدينة حمص المحاصرة بوسط سوريا بقصف صاروخي مركز.
وقتلت كولفن في 22 شباط/فبراير 2012 مع المصور الفرنسي ريمي اوشليك في قصف عنيف أدى إلى مقتل المئات في حي بابا عمرو الذي كان في ذلك الحين احد معاقل مقاتلي المعارضة، كما أصيب المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية اديت بوفييه والناشط الإعلامي السوري وائل العمر في القصف نفسه.
وقالت أسرة الصحفية في الدعوى إن الهجوم كان جزءا من خطة وضعت على أعلى المستويات في الحكومة السورية لإسكات الإعلام المحلي والدولي "في إطار مساعيها لسحق المعارضة السياسية" وأن مسؤولين سوريين أطلقوا عن عمد صواريخ على استوديو مؤقت للبث كان مقرا للإقامة والعمل لكولفين ولصحفيين آخرين. وتستند الدعوى إلى معلومات مستمدة من وثائق حكومية تم ضبطها ومن فارين، وهي تشير بالاتهام إلى عدد من المسؤولين السوريين بينهم ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.
وأوضحت الدعوى أنه بعدما أكد أحد المخبرين وجود كولفين في الموقع، قامت وحدات المدفعية السورية "بإطلاق دفعات من الصواريخ وقذائف الهاون مباشرة وبصورة متعمدة على المركز الإعلامي". وتابعت الوثائق أنه "تم إطلاق العديد من القذائف باستخدام وسيلة استهداف تعرف بـ+التطويق+ على جانبي المبنى، مع الاقتراب أكثر عند كل دفعة جديدة".
وجاء في الدعوى أن الهجوم الصاروخي كان نتيجة "مؤامرة" من كبار المسؤولين في نظام الأسد "بهدف مراقبة الصحافيين المدنيين واستهدافهم وقتلهم في نهاية المطاف من أجل كم الإعلام المحلي والدولي في إطار مساعيهم للقضاء على المعارضة السياسية". وكانت اديت بوفييه التي نجت من القصف، والصحافي وليام دانييلز، أفادا في آذار/مارس 2012 بعد فرارهما من بابا عمرو، أن القوات السورية استهدفت "بشكل مباشر" ماري كولفن والصحافيين الآخرين في الحي. ورفع مركز العدالة والمحاسبة، وهو منظمة غير ربحية، الدعوى باسم كاثلين كولفن شقيقة الصحافية وأفراد عائلات ضحايا آخرين.
ط.أ/ ح.ز (أ ف ب، رويترز)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.