1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أسطول الصمود" وسابقيه.. "رسائل مهمة" للفلسطينيين وللعالم

٢ أكتوبر ٢٠٢٥

أعاد اعتراض البحرية الإسرائيلية لـ "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة الحديث عن الأثر الرمزي والسياسي لمثل هذا المبادرات؟ DW تلقي نظرة على محاولات الأساطيل السابقة الوصول للقطاع المحاصر بحرياً وبرياً من قبل الدولة العبرية.

أسطول الصمود الخميس الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2025
جنود البحرية الإسرائيلية على ظهر أحد سفن "أسطول الصمود"صورة من: Global Sumud Flottilla/dpa/picture alliance

اعترضت إسرائيل  ليل الأربعاء على الخميس (الأول على الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2025) عدة سفن ومراكب تابعة لأسطول الصمود العالمي، وهو أكبر وأضخم محاولة بحرية للوصول إلى غزة حتى الآن. أبحر الأسطول، الذي يضم ما يقرب من 50 سفينة ومركب محملة بإمدادات إنسانية، من موانئ مختلفة في نهاية آب/أغسطس.

وشارك أكثر من 1000 إنسان في الأسطول، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، وعمدة برشلونة السابقة آدا كولاو، والممثل الأيرلندي ليام كانينجهام. وكانت الناشطة السويدية على متن واحدة من أكثر من اثنتي عشرة سفينة اعترضتها إسرائيل.

وأكدت السلطات الإسرائيلية إن جميع النشطاء على متن السفن والمراكب التي جرى اعتراضها سالمون ويتم نقلهم إلى إسرائيل. بينما شدد أسطول الصمود العالمي إن العديد من السفن والمراكب الأخرى مستمرة في طريقها إلى غزة.

انتقادات حقوقية لإسرائيل

وأحبطت القوات الإسرائيلية جميع المحاولات السابقة التي قامت بها الأساطيل والسفن للوصول إلى غزة منذ عام 2010. وتقول  إسرائيل إن الحصار البحري، الذي فرضته في عام 2007 بعد أن تولت حماس السلطة في غزة، ضروري لمنع السلاح من الوصول للجماعة الإسلاموية المسلحة، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا والعديد من الدول الأخرى منظمة إرهابية.

ولكن العديد من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية تقول إن الحصار يُشكل عقاباً جماعياً، وهو أمر يتنافى مع القانون الدولي.

وقد تدهور الوضع الإنساني المتردي أصلًا في غزة خلال الحرب الدائرة منذ عامين، والتي اندلعت شرارتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما شنت حماس هجمات إرهابية غير مسبوقة على إسرائيل. وصرح مسؤولون في الأمم المتحدة وآخرون بأن إسرائيل، في إطار حملتها العسكرية المستمرة، ترتكب جرائم حرب، بما في ذلك التطهير العرقي والتجويع المتعمد، وهو ما تنفيه إسرائيل. وحذر البعض من إبادة جماعية ومجاعة. وتشير التقارير التي تنشرها السلطات التابعة لحماس إلى مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، بينهم 20 ألف طفل على الأقل حتى نهاية آب/لأغسطس 2025.

قال أمجد عراقي، الخبير في العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية في "مجموعة الأزمات الدولية" (ICG)، وهي منظمة عالمية غير ربحية، لـ DW: "يحاول النشطاء توجيه رسالة مهمة مفادها أن هناك حالة طوارئ إنسانية عاجلة، وأن الوضع يتطلب معارضة القرار السياسي الإسرائيلي بفرض الحصار وما ينتج عنها  من مجاعة". وأضاف: "هذا الأمر لا علاقة له بنجاح الأسطول في الوصول إلى غزة من عدمه".

ما أهداف الأسطول؟

يُقدَّر أن أسطول "الصمود العالمي" ينقل حوالي 300 طن من الإمدادات الأساسية، كالغذاء ومياه الشرب والأدوية.

ويقول ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، لـ DW: "إن ما تحمله هذه الأساطيل لا تلبي احتياجات الفلسطينيين في غزة، لكنها تلفت الانتباه الدولي لما يحدث هناك". وأضاف: "هناك تأثير آخر، وإن كان أقل أهمية، وهو القول للشعب الفلسطيني بإنه ليس موضع تجاهل". ويردف ناثان براون أن هناك إحباطاً هائلاً بين الفلسطينيين الذين يخشون أن يكون النظام الدولي القائم على القواعد بعد الحرب العالمية الثانية لصالح الآخرين وليس لصالحهم.

في غضون ذلك، تتزايد الانتقادات الأوروبية لحرب إسرائيل المستمرة في غزة. ووصف مسؤولون في إسبانيا وفرنسا وسلوفينيا ودول أخرى الحصار الإنساني الإسرائيلي بأنه "لا يُطاق".

وقال ناثان براون لـ DW: "بعض الدول والجهات المؤثرة لا تنظر إلى ما تفعله إسرائيل على أنه مجرد شن حرب في غزة فحسب، بل أنه تعمد إحداث مجاعة، وهو ما يُعدّ جريمة حرب واضحة". واختتم قائلًا: "إن الفجوة المتزايدة بين المؤيدين والمنتقدين هي أمرٌ يسعى هذا الأسطول الحالي إلى لفت الانتباه إليه بشكل أكبر".

وترفض إسرائيل من جهتها هذه الانتقادات.

ويعلق الخبير في الجامعة الأمريكية بالقول: "تجادل الحكومة الإسرائيلية بأنها تسمح بدخول كميات كافية من الغذاء، وأن ما يصل يُسرق من قِبل حماس، وأن الأساطيل ليست سوى حيلة دعائية من كارهي إسرائيل، وأن هذا هو الصراع الوحيد الذي يُتوقع فيه من أحد الطرفين إطعام الطرف الآخر". وأضاف أن هذا الرأي كرره دبلوماسيون أمريكيون.

ولا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داعماً قوياً لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه غزة.

ما مصير الأساطيل قبل وبعد حصار غزة؟

في عام 2008، بعد عام من سيطرة حماس على حكم قطاع غزة، وصلت عدة أساطيل إلى القطاع، حيث أن إسرائيل لم تكن قد فرضت حصارها البحري بالكامل بعد. ولكن بحلول منتصف عام 2009، بدأت إسرائيل باعتراض جميع السفن والمراكب البحرية المتده إلى القطاع. ومنذ عام 2010، لم يصل أي أسطول إلى غزة.

في 31 أيار/مايو 2010، أوقفت القوات الإسرائيلية ستة قوارب مدنية تابعة لـ"أسطول الحرية"، فيما عُرف باسم غارة مافي مرمرة. فتحت القوات الإسرائيلية النار على سفينة الركاب المملوكة لتركيا، مما أسفر عن مقتل 10 ناشطين أتراك مؤيدين للفلسطينيين. زعمت البحرية الإسرائيلية لاحقاً أنها تصرفت دفاعاً عن النفس، لكن عملها قوبل بانتقادات دولية واسعة النطاق. تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا حتى أصدرت إسرائيل اعتذاراً رسمياً في عام 2013 ووافقت على دفع 20 مليون دولار كتعويضات لعائلات الضحايا في عام 2016.

ومنعت اليونان مبادرة "أسطول الحرية 2" من الإبحار إلى غزة نتيجة مجموعة من الضغوط السياسية والتخريب التقني والعقبات القانونية، وحينها تذرعت أثينا بمخاوف أمنية ودبلوماسية.

في 29 يونيو/حزيران 2015، تم اعتراض "أسطول الحرية 3" الذي كان يحمل العلم السويدي، وعلى متنه نشطاء وبرلمانيين وصحفيين وشخصيات عامة من أكثر من 20 دولة، على بُعد حوالي 100 ميل من غزة. صعدت القوات الإسرائيلية على متن بعض السفن، بينما استدارت سفن أخرى وعادت أدراجها. وأفادت التقارير أن البحرية الإسرائيلية استخدمت أجهزة الصعق الكهربائي خلال العملية.

في أكتوبر/تشرين الأول 2016، تم اعتراض "قارب النساء إلى غزة" قبل وصوله إلى القطاع المحاصر.

وفي عام 2018، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية واستولت على سفينتين تابعتين لأسطول "المستقبل العادل لفلسطين"، الأولى سفينة "العودة" في 29 يوليو/تموز، والثانية سفينة "الحرية" في 3 أغسطس/آب. وحسب بعض من كانوا على متنها، اعتدت القوات الإسرائيلية على بعض الناشطات، اللائي تم ترحيلهن لاحقاً من الدولة العبرية.

الأسطولان اللذان انطلقا في وقت سابق من هذا العام، بالإضافة إلى أسطول "الصمود العالمي" الحالي، تشكل جزءا من أسطول الحرية.

كانت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ من بين المشاركين في  مهمة "مادلين" ، التي أبحرت في يونيو/حزيران. واعتُقلت بعد أن اعترضت القوات الإسرائيلية القارب، ثم رُحِّلت لاحقاً مع آخرين.

في يوليو/تموز، اعتُقل ناشطون في مهمة حنظلة بعد اعتراض سفينتهم ومصادرتها في المياه الدولية قبالة غزة.

أعده للعربية: خالد سلامة (ع.ج.م)

جنيفر هولايس محررة ومحللة تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW