قال وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتريتيس اليوم الخميس (25 سبتمبر/ أيلول 2025) إن بلاده ستضمن الإبحار الآمن للقوارب المتواجدة حالياً في مياهها ضمن أسطول دولي متجه إلى غزة، مضيفاً أن أثينا أبلغت إسرائيل بأن مواطنين يونانيين ضمن الأسطول.

ويضم "أسطول الصمود العالمي" حوالي 50 قارباً مدنياً، ويسعى لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة. ويشارك فيه الكثير من المحامين والناشطين ومنهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ.

وقال جيرابيتريتيس لرويترز في مقابلة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "هناك عدد قليل من القوارب حالياً في مياه جزيرة كريت، وسنضمن الإبحار الآمن". وأضاف: "أبلغنا الحكومة الإسرائيلية بالفعل بمشاركة مواطنين يونانيين في هذا الأمر، وسنتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام".

وانتقدت إسرائيل الأسطول مراراً، واتهمت النشطاء المشاركين فيه بالتواطؤ مع حركة حماس. 

وكانت إيطاليا قد أرسلت سفينة حربية لمساعدة الأسطول بعد تعرض السفن لهجوم من 12 طائرة مسيرة في المياه الدولية على بعد 30 ميلاً بحرياً من جزيرة غافدوس اليونانية.

وكشف جيرابيتريتيس أن أثينا لا تعتزم الانضمام إلى السفن البحرية الإيطالية والإسبانية في هذه المرحلة، وقلل من شأن حادثة الطائرة المسيرة، لكنه قال إنه سيجري تحقيقاً شاملاً لكشف ملابساتها. وقال: "في الوقت الراهن، يبدو أن الوضع آمن، لكننا في حالة تأهب قصوى".

مقترح إنزال المساعدات في قبرص

وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو اليوم الخميس (25 سبتمبر/ أيلول 2025) إن بلاده أرسلت سفينة واحدة وأن أخرى في طريقها لتقديم المساعدة للإيطاليين الموجودين في الأسطول. وقال كروسيتو في كلمة أمام مجلس النواب: "لقد أرسلنا سفينة واحدة وأخرى في طريقها، جاهزة لأي طارئ".

وحثّ كروسيتو النشطاء على التخلي عن خطط كسر الحصار عن القطاع الفلسطيني. وقال أمام مجلس الشيوخ بشأن قرار إرسال السفينتين: "إنه ليس عملاً حربياً، وليس استفزازاً.. إنه عمل إنساني، وهو واجب على الدولة تجاه مواطنيها".

واقترحت إيطاليا تسوية تقضي بإنزال المساعدات في قبرص وتسليمها إلى البطريركية اللاتينية في القدس التابعة للكنيسة الكاثوليكية، والتي ستقوم بدورها بتوزيعها في غزة. وصرحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بأن إسرائيل أيدت الفكرة.

ومع ذلك، رفض الوفد الإيطالي هذا الاقتراح نيابة عن الأسطول اليوم الخميس. وقالت المجموعة الإيطالية في بيان: "مهمتنا لا تزال متمسكة بهدفها الأصلي المتمثل في كسر الحصار الإسرائيلي غير الشرعي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة المحاصرين".

وقالت البطريركية اللاتينية في القدس إنها لن تعلق على التقارير التي تفيد بأنها تُجري مناقشات بشأن الأسطول.

هجوم بطائرات مسيّرة في المياه الدولية

وأرسلت إيطاليا أول فرقاطة أمس الأربعاء، بعد ساعات من إعلان "أسطول الصمود" أنه تعرض لهجوم بطائرات مسيّرة ألقت قنابل صوتية ومسحوقًا مسببًا للحكة على بعد 30 ميلاً بحريًا (56 كيلومترا) من جزيرة غافدوس اليونانية  ورغم عدم وقوع إصابات، لحقت أضرار ببعض السفن.

وذكر "أسطول الصمود" في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس أن سفنه تبحر ببطء في المياه الإقليمية اليونانية، مضيفاً أنها تعرضت "لنشاط متوسط من طائرات مسيرة" خلال الليل، وأنها في طريقها للمياه الدولية "في وقت لاحق من اليوم".

خطوة أوروبية غير مسبوقة

وأرسلت إسبانيا سفينة حربية عسكرية لمساعدة الأسطول، لتنضم بذلك إلى إيطاليا في خطوة غير مسبوقة من حكومات أوروبية.

وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وهي حليفة قديمة لإسرائيل، قد أكدت أمس الأربعاء أنه لا يتوقع من البحرية الإيطالية استخدام القوة العسكرية وانتقدت مبادرة الأسطول ووصفتها بأنها "غير مبررة وخطيرة وغير مسؤولة".

إسرائيل: "مساعدات أم استفزاز؟"

وحمل "أسطول الصمود" إسرائيل مسؤولية الهجوم بطائرات مسيرة. ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية مباشرة على هذا الاتهام، لكنها دعت الأسطول إلى إنزال المساعدات الإنسانية في أي ميناء في دولة قريبة من إسرائيل، تاركة الأمر للسلطات الإسرائيلية لنقلها إلى غزة، وإلا ستواجه عواقب.

وقالت الوزارة على موقع إكس "لن تسمح إسرائيل للسفن بدخول منطقة قتال نشطة، ولن تسمح بخرق حصار بحري قانوني.. هل يتعلق الأمر بالمساعدات أم بالاستفزاز؟".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على إكس إن رفض الأسطول للمقترح الإيطالي بإنزال المساعدات في قبرص يظهر "أن هدفهم الحقيقي هو الاستفزاز وخدمة حماس". وتابع "لن تسمح إسرائيل للسفن بدخول منطقة قتال نشطة، ولن تسمح بخرق حصار بحري قانوني".

يذكر أن الجيش الإسرائيلي أحبط محاولات سابقة لناشطين لكسر الحصار البحري على غزة بالقوة.

تحرير: عماد حسن