أسف أوروبي وتأييد إسرائيلي سعودي لقرار ترامب بشأن نووي إيران
٨ مايو ٢٠١٨
أكد الاتحاد الأوروبي التزامه الكامل بالاتفاق النووي مع إيران عقب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب انسحاب بلاده. وفيما أبدى مسؤولون أوروبيون أسفهم لقرار ترامب، رحبت كل من إسرائيل والسعودية والبحرين بالقرار.
إعلان
لحظة إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني
00:50
في أول رد فعل أوروبي على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني "نحن كأوروبيين سنتصرف وفق مصالحنا الاستراتيجية". وتابعت "نحن عازمون على الحفاظ على مصالحنا الاقتصادية". وأكدت موغيريني أن الاتفاق النووي مع إيران هو أحد الإنجازات الكبيرة للدبلوماسية الدولية"، معربة عن أسفها للانسحاب الأمريكي من الاتفاق. وقالت "إنني قلقة بشكل خاص بشأن إعلان الليلة بفرض عقوبات جديدة".
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع ايران وإعادة العمل بالعقوبات عليها، واصفا إياه بـ"الكارثي" وهدد طهران بـ"مشاكل كبيرة" إذا واصلت أنشطتها النووية، لكنه أبدى استعداده للمفاوضات على اتفاق جديد عندما تكون إيران مستعدة لذلك.
وكتب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على تويتر الثلاثاء ان "فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي" الإيراني. وقال ماكرون "سنعمل في شكل مشترك على اطار أوسع يشمل النشاط النووي ومرحلة ما بعد 2025 والصواريخ البالستية والاستقرار في الشرق الأوسط وخصوصا في سوريا واليمن والعراق"، مضيفا أن "النظام الدولي لمكافحة الانتشار النووي على المحك".
كما أورد بيان مشترك لهذه الدول الثلاث أن "حكوماتنا تبقى ملتزمة ضمان تنفيذ الاتفاق وستعمل مع جميع الاطراف الاخرين المعنيين بحيث يبقى الامر على هذا النحو على ان يشمل ذلك ضمان استمرار الفوائد الاقتصادية المرتبطة بالاتفاق للشعب الايراني".
من جانبه دعا رئيس الوزراء الإيطالي للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أن بلاده ستقف بجانب حلفائها الأوروبيين. وأعربت رئيسة وزراء بريطانيا ماي عن أسفها لقرار ترام. أما رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك فقال إن موقف ترامب بشأن إيران والتجارة يتطلب نهجا أوروبيا موحدا وزعماء الاتحاد الأوروبي سيبحثون ذلك الأسبوع القادم.
فيما قال نائب وزير خارجية ألمانيا على تويتر عن قرار ترامب "هذه أخبار ليست جيدة من واشنطن". موقف روسيا عبر عنه نائب سفيرها بالأمم المتحدة، الذي قال إننا "نشعر بخيبة الأمل إزاء قرار ترامب لكنه لم يكن مفاجئا".
إلى ذلك نددت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية بقرار ترامب، في تغريدة على تويتر أن قرار ترامب "غير مسؤول بشكل كبير"، وإنه "ينسف اتفاقا فعالا ويوجه ضربة قوية لمصداقية الولايات المتحدة كشريك في التعاقد والدبلوماسية". وحذرت الحملة من أن تحرك ترامب قد يؤثر على محاولاته لنزع فتيل الأزمة بشأن برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
ترحيب إسرائيلي سعودي
وعلى الجانب الآخر أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق مع إيران، مؤكدا في تصريح مباشر عبر التلفزيون العام أن "إسرائيل تدعم بالكامل القرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس ترامب اليوم برفض الاتفاق النووي الكارثي" مع إيران. وذكر نتنياهو بانه عارض الاتفاق "منذ البداية" "ليس لأن هذا الاتفاق لا يمنع ايران من السير في اتجاه القنبلة (النووية) فحسب، بل لأنه يفسح لها المجال نحو ترسانة كاملة من القنابل النووية خلال بضعة أعوام". وقال إن "الاتفاق لم يؤد إلى تراجع خطر الحرب بل جعله قريبا، الاتفاق لم يحد من السلوك العدواني لإيران بل زاده في شكل كبير" في المنطقة برمتها.
وفي نفس السياق جاء رد فعل السعودية، فقد ذكر التلفزيون الرسمي أن السعودية تؤيد قرار ترامب إعادة فرض العقوبات على إيران. وقالت جريدة الرياض السعودية على موقعها الإلكتروني إن المملكة أصدرت بيانا قالت فيه إن ايران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة.
ع.ج.م/أ.ح (ا ف ب، رويترز، دب أ)
محطات في تاريخ النووي الإيراني وكيف خرج من يد واشنطن
مدى رفض الغرب لبرنامج إيران النووي معروف للجميع، لكن تاريخ نشوء هذا البرنامج النووي قد يفاجئ الكثيرين، سيما إذا ما عرفنا أنه بدأ غربيا وأمريكيا بالذات. تعرف في هذه الجولة المصورة على أبرز محطات هذا البرنامج المثير للجدل.
صورة من: ISNA
نتانياهو: "إيران خدعت العالم".
قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
صورة من: Reuters/A. Cohen
الاتحاد الأوروبي حريص على الاتفاق
ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Vidal
البداية أمريكية مع آيزنهاور
بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.
صورة من: gemeinfrei
التوقيع على المعاهدة
في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
صورة من: UN Photo/Eric Kanalstein
بداية الطموحات النووية
في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."
صورة من: AP
الدور الألماني في البرنامج الإيراني
في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.
صورة من: dpa
الثورة الإيرانية وتحول سياسة الغرب
1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.
صورة من: bachehayeghalam.ir
دخول روسيا على الخط
بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.
صورة من: AP
مفاعل آراك النووي أثار مخاوف الغرب
بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
بداية سياسة العصا والجزة الغربية
مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".
صورة من: AP
الأخبار السيئة كانت..
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schlager
الإيرانيون لم يستجيبوا للضغوط
لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.
صورة من: AP
بداية العقوبات على إيران
رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.
صورة من: AP
التوصل للاتفاقية بعد سنوات من الأزمة
بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم