أسوأ من الألعاب النارية..رسائل البريد الإلكتروني تهدد المناخ
١ يناير ٢٠٢٣
الجميع يعلم مدى الضرر المادي والبيئي الذي تخلفه الألعاب النارية، لكن رسائل البريد الإلكتروني لا تقل ضرراً عنها. كما أن صندوق البريد الإلكتروني الممتلئ أكثر ضرراً من حقيبة بلاستيكية! فكيف يوضح الخبراء ذلك؟
إعلان
إصابات وأضرار مادية للمركبات والمباني وكميات هائلة من النفايات وفزع الحيوانات الأليفة ومستويات عالية من الغبار الناعم. هذا ما تؤكده أيضاً أرقام من وكالة البيئة الفيدرالية (UBA)عن أضرار الألعاب النارية. إذ يتم إنتاج 800 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا كل عام عن طريق الألعاب النارية وحدها.
ولكن إذا أرسل كثيرون التهاني بالعام الجديد عبر البريد الإلكتروني يشبه عرضاً آخر للألعاب النارية، وفق مجلة بريزانت (BRISANT) الألمانية.
البصمة الكربونية للرسائل الإلكترونية
البريد الإلكتروني يضر بالبيئة مثل حقيبة بلاستيكية - وبريد إلكتروني بدون مرفق، أفضل بكثير من بريد إلكتروني يتضمن مرفق بحجم كبير. فوفق منظمة "مشروع محو أمية الكربون" للتصدي للتغير المناخي، يولد بريد إلكتروني واحد حوالي 10 غرامات من ثاني أكسيد الكربون، وذلك مع مرفق كبير يصل إلى 50 غراماً من ثاني أكسيد الكربون.
إرسال صورة عطلة مع عشرة أصدقاء بحجم1ميغا بايت يعادل القيادة 500 متر في السيارة (بمحرك احتراق). وفق الإحصاءات، في عام 2022 تم إرسال أكثر من 333 مليار بريد إلكتروني في المتوسط يومياً في جميع أنحاء العالم.
لكن كيف تولد رسالة بريد إلكتروني واحدة الكثير من ثاني أكسيد الكربون؟ يتم إرسال البيانات الموجودة في البريد الإلكتروني إلى مراكز البيانات التي غالباً ما تكون على بعد آلاف، إن لم يكن عشرات الآلاف من الكيلومترات. يمر البريد الإلكتروني عبر العشرات من أجهزة التوجيه والخوادم وأجهزة الكمبيوتر الأخرى. كل من هذه الأجهزة التقنية يستهلك الطاقة من أجل العمل.
تصبح أماكن انتظار الخادم ساخنة ويجب تبريدها بشكل مصطنع. كل هذا يستهلك قدراً هائلاً من الموارد. ومن أجل تقريب الصورة: إذا كان الإنترنت دولة، ستحتل المرتبة الثالثة في تصنيف ثاني أكسيد الكربون بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
الصندوق الممتلئ يفاقم الضرر!
وقد تتفاقم المشكلة بسبب امتلاء صندوق البريد الإلكتروني. لأنه حتى لو بقيت رسائل البريد الإلكتروني غير مفتوحة، فإنها تتسبب في 0.3 غرام من ثاني أكسيد الكربون، وفق مجلة "Futura Science" . لا يتم فتح 80 في المائة من رسائل البريد الإلكتروني التي تستمر في استهلاك الطاقة من أجل تخزينها. لأن جميع البيانات مخزنة في مراكز البيانات.
وحسب حجمها، تستهلك كمية هائلة من الكهرباء كل عام وتنتج حوالي 0.3 في المائة من غازات الاحتباس الحراري العالمية.
بعد كل هذه الأرقام الصادمة، الخبر السار هو أنه يمكن للجميع فعل شيء للتقليل من المستوى المرتفع لاستهلاك ثاني أكسيد الكربون بسبب رسائل البريد الإلكتروني.
بداية ينصح بحذف رسائل البريد الإلكتروني بانتظام، كذلك إعداد عامل تصفية البريد العشوائي للتعرف على رسائل البريد الإلكتروني المماثلة بسهولة وحذفها بسرعة في المستقبل.
إضافة إلى ذلك ينصح الخبراء بإرسال الصور فقط في نسخ مضغوطة أي أصغر حجماً. وتجنب إرسال رسائل البريد الإلكتروني مع سجلها. كما أنه من الضروري تحديد المرسل إليه بدقة وتجنب إرسال الرسائل غير الضرورية.
إ.م/ أ.ح
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن