على الرغم من توقعات المستشارة أنجيلا ميركل في أن يكون عام 2009 هو عام "الأنباء السيئة"، وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي التي تؤكد رغبة الألمان في اتباع سياسة شد الحزام والتقليل من إنفاق المال خلال العام المقبل بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن زوار أسواق مستلزمات أعياد الميلاد في المدن الألمانية الكبرى حاليا بدوا وكأنهم لا يفكرون سوى في الاستمتاع بواحدة من أهم مناسباتهم المتمثلة في احتفالات عيد الميلاد المجيد (الكريسماس)، وهو ما يفسر الإقبال الشديد على تلك الأسواق.

وتشير الإحصائيات إلى أن الألمان أنفقوا خلال العام الجاري ما يناهز 5.7 مليار يورو لابتياع هدايا عيد الميلاد التي تميز هذه المناسبة الخاصة. علاوة على بطاقات ورسائل العيد التي تنقلها شركة البريد الألماني خلال هذه المناسبة والبالغ عددها نحو 70 مليون خطابا يومياً.

حمى الشراء رغم الأزمة المالية

وفي هذا السياق ذكر فرانك ألبريشت، رئيس رابطة تجارة التجزئة في ولاية هسن، أن الأسواق التجارية في أرجاء ألمانيا شهدت في أخر أسبوع قبل عيد الميلاد إقبالاً منقطع النظير على الشراء قُدّر بالملايين. وحسبما أورد أصحاب المتاجر، فإن الطلب تركز على آلات التصوير الرقمية وآلات تحضير القهوة والألعاب الإلكترونية، إضافة إلى الملابس والكتب. ولم يخفت بريق المجوهرات وأغراض الزينة. الأمر الذي دفع كثيرين من أصحاب المتاجر إلى إبداء الرضا عن انتعاش السوق في هذه الفترة بالرغم من الأزمة الاقتصادية الراهنة.

لكن فترة عيد الميلاد ليست فرصة لانتعاش الأسواق اقتصاديا فحسب، وإنما فرصة كبيرة أيضا لالتئام شمل أفراد العائلة الذين فرقتهم ظروف الحياة والعمل فابتعدوا عن ذويهم لفترات طويلة. وعادة ما يبدأ الاحتفال التقليدي بحلول "الليلة المقدسة" التي توافق الرابع والعشرين من كانون أول/ديسمبر، إذ تجتمع الأسرة الكبيرة في أجواء شاعرية تلفهم أضواء الشموع وأشجار التنوب المزينة المضيئة ويتناولون أطعمة تقليدية ارتبطت بهذه المناسبة مثل الإوز والديك الرومي.