أسوة بدول كألمانيا.. السعودية تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان
٢٩ يونيو ٢٠٢٤
انضمت السعودية إلى عدة دول -من بينها ألمانيا- وحثت مواطنيها الموجودين في لبنان على مغادرته فورا. القرار السعودي يأتي وسط تصعيد بين إسرائيل وحزب الله ينذر بالتحول إلى حرب شاملة قد تتطور إلى صراع إقليمي.
إعلان
دعت السعودية، اليوم السبت (29 يونيو/ حزيران 2024)، مواطنيها الموجودين في لبنان إلى مغادرته بشكل فوري.
وأعلنت السفارة السعودية لدى لبنان -في بيان لها- اليوم السبت أنها "تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية جنوب لبنان، مؤكدة دعوتها السابقة لكافة المواطنين السعوديين إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان".
وقالت السفارة في بيان نشرته عبر منصة "إكس" اليوم السبت إنها تحث المواطنين الموجودين هناك على مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري، وتنوه السفارة بضرورة تواصل المواطنين معها حال حدوث أي طارئ".
ومنذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان -أبرزها "حزب الله"- مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل بين البلدين، خلّف مئات القتلى والجرحى، غالبيتهم بالجانب اللبناني.
وفي الأسابيع الأخيرة زادت حدة التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لاسيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي مؤخرا المصادقة على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.
ويرهن حزب الله وقف هجماته على إسرائيل بإنهاء الأخيرة حربا تشنها على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023؛ ما أسفر عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، معظمهم أطفال ونساء، بحسب السلطات الصحية التابعة لحماس. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
غلانت: إسرائيل لا ترغب في حرب مع حزب الله
في غضون ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب ضد ميليشيا حزب الله الشيعية المدعومة من إيران في لبنان، إلا أنه أكد أن الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الوزير قوله خلال زيارة للقوات قرب الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان "نحن نعمل على حل سياسي. هذا هو الخيار الأفضل دائما.. نحن لا نبحث عن حرب لكننا مستعدون لها".
وأضاف: "إذا اختار حزب الله الحرب فنحن نعلم ما نفعله... إذا اختاروا السلام، فسنرد الرد المناسب".
ومنذ بداية حرب غزة كان هناك تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان.
وتصاعدت حدة القتال بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ودعت العديد من الدول -ومن بينها ألمانيا- مواطنيها إلى مغادرة لبنان.
وهناك مخاوف من أن تتصاعد حرب مفتوحة محتملة بين إسرائيل ولبنان وتتحول إلى صراع إقليمي قد يشمل أيضا إيران والولايات المتحدة.
وحذرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة صباح اليوم السبت في منشور على موقع "إكس" من أنه إذا شنت إسرائيل "عدوانا عسكريا واسع النطاق، فإن هذا سيؤدي إلى اندلاع حرب مدمرة".
وتعتبر دول عديدة حزب الله -أو جناحه العسكري- منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول عربية أيضا. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
ع.م/ أ.ح/ م.ع.ح (د ب أ)
جنوب لبنان .. نازحون ورافضون للرحيل والأطفال أبرز الضحايا
يوميا يرتفع عدد النازحين من قرى جنوب لبنان إلى مدن وقرى شمال وجنوب نهر الليطاني. جزء من سكان القرى الحدودية رفض الرحيل، فيما نزح آخرون في ظروف صعبة وفي انتظار موعد للعودة إلى الديار.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
فاطمة تتكلم بصمت
أخذت لها زاوية تحت ظل سيارة، في مركز النزوح في صور. وجهها يقول الكثير رغم صمتها. تبتسم وتخفي تفاصيل كثيرة وربما أسئلة تبحث عن أجوبة. الصغار أكثر من يعاني من النزوح والبعد عن المنزل والعيش في ظروف صعبة.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
علي... لاجئ سوري
الصغير علي لاجئ سوري من الحرب في بلاده إلى جنوب لبنان. لم يغادر مع أسرته بلدة بنت جبيل. رحلات لا تتوقف من اللجوء والنزوح . من الحرب إلى مناطق النزاعات. بحسب التقديرات الحكومية، يعيش في البلاد 1.5 مليون لاجئ سوري.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
زينب مع قططها
زينب تعيش مع أسرتها في منزلهم داخل حقل زيتون في بلدة مجدل سلم القريبة من الحدود مع إسرائيل. مازالت تذهب إلى المدرسة. رغم القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية وحزب الله اللبناني، قررت زينب مع أسرتها البقاء وترافقهم قططها الصغيرة في الحقل.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
الخبز و"المنائيش"
كثير من أصحاب المحال والمتاجر أغلقوا متاجرهم في بنت جبيل. البعض قرر عدم الرحيل والبقاء. رغم القصف وأزيز الطائرات الحربية لا يزال البعض يعيش في بلدة لا يفصلها عن الحدود سوى تل قريب.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
الشيشة رغم الظروف
من الذين رفضوا مغادرة بنت جبيل رجل يقع محله في مواجهة التلة التي تشكل هنا الحدود الفاصلة بين لبنان وإسرائيل. ويصر على البقاء في انتظار تطورات الأوضاع في ظل ما تشهده الحدود بين لبنان وإسرائيل من توتر وتبادل متقطع لإطلاق النار والقذائف بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" منذ بدء المواجهة بين "حماس" وإسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
في انتظار التطورات
أخبار غزة وسقوط الصواريخ هنا وهناك يتناقلها الناس. يقول أحدهم: "مادام الصراع محدودا نحن باقون هنا. لن نغادر أرضنا". رغم أن كثيرين منهم لديهم أقارب في صيدا أو بيروت. وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ومعظم الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
بلا تعليم وسط مدرسة
أكثر من 16 ألف نازح من الجنوب وصلوا إلى مدينة صور وحدها. بعضهم لجأ إلى أبنية المدارس في المدينة وجامعاتها. لا مدارس لهؤلاء الصغار في ظل هذه الظروف بعد أن تركوا مع أسرهم منازلهم.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
جامعة تحولت إلى ملجأ
ظروف الحياة صعبة في مبنى جامعة بمدينة صور الذي تحول إلى ملجأ يعيش فيه النازحون منذ أكثر من شهر. وهم بانتظار وصول مساعدات أكثر وتحسين ظروف حياتهم. خُصص عدد من المدارس في مدينة صور الجنوبية وقضائها لاستقبال النازحين، بعد توقفها عن التعليم، ويقدر عدد تلامذتها بأكثر من ألفي تلميذ لبناني وسوري.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
قاعات أضحت ملاجئ
هذا الصغير مع شقيقته وشقيقات أخريات ووالديه يعيشون جميعا في غرفة (صف مدرسي). لا يزال التوتر محصورا في القرى الحدودية والمناطق الواقعة في جنوب نهر الليطاني، ويسود القلق بدءاً من مدينة صور شمالاً، ومدينة النبطية شرقاً.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
في انتظار المساعدات
حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن النزوح في لبنان قد "يربك نظاماً صحياً هشاً بالأساس" وخصوصاً أنه يواجه نقصاً قاسياً في الموارد بينها الأدوية. تزداد حركة النزوح مع ارتفاع التوتر، مسؤول في اتحاد بلديات صور قال لـ DW عربية أن العدد يرتفع يوميا إلى نحو 500 شخص. إعداد: و.ن