Eingemauert. TV-Projekt
٣٠ يونيو ٢٠٠٩يقدم فيلم "أسيرة الجدار" نموذجا ثلاثي الأبعاد لما كان يعرف بشريط الموت بين معابر الحدود في جدار برلين في شارع "برناور شتراسه" ولمعابر الحدود بين الألمانيتين في منطقة (هوتنسليبن في ولاية ساكسونيا أنهالت). الفيلم منتج بالكمبيوتر باستخدام تقنية الصور فائقة الجودة (HDTV) ويظهر واقع معابر الحدود الكئيب محاولا الإجابة عن السؤال: "كيف كان الجدار في الواقع؟"، إذ لم يعد يرى المرء اليوم من معابر الحدود والجدار سوى أطلالها الباقية في أماكن متفرقة، والتي قد لا تعني الكثير للأجيال القادمة وبالكاد تنقل لهم حجم التهديد والرعب الذي كان سائداً حينما كانت الحدود قائمة بين الألمانيتين.
يعرض الفيلم الذي أنتجته دويتشه فيله كل ذلك بشكل يمكن للآخرين فهمه ببساطة، فقد تعاون المؤرخون وصانعو البرامج التلفزيونية أولاً بوضع تصور لـ"دوريات الموت" في مطلع الثمانينات من القرن الماضي؛ وذلك بناءً على الحقائق التاريخية ونقلها بشكل أمين في عرض المعابر الحدودية.
"نحاول أن نقدم لمن يرى هذا العمل ما عانيناه في برلين وبالطبع على طرفي حدود ألمانيا الديمقراطية وألمانيا الاتحادية." حسبما ذكر إيريك بترمان مدير دويتشه فيله. أما كريستوف لانتس، مدير قسم التلفزيون في دويتشه فيله، فقد اعتبر طريقة التحريك في الفيلم طريقةً عالية التقنية تخاطب جيل الشباب خاصةً، الذي يرى أن الانقسام الألماني مجرد تاريخ فقط، ولم يعايشوا ذاك التاريخ.
100 ألف ساعة عمل
توجب على صانعي الفيلم تقديم أكثر من 130 ألف صورة مستندة إلى أساس تاريخي، وذلك لإعادة رسم الحدود بشكل نزيه قريب من الواقع ما أمكن. ولتحقيق هذا الهدف بلغ عدد ساعات عمل الحواسب التي اشتركت في هذا العمل الضخم مائة ألف ساعة؛ إذ كان يجب تحويل كل مجسم في الواقع إلى مضلع، فعلى سبيل المثال بلغ عدد مضلعات كنيسة "الوفاق" في شارع "برناور شتراسه" قرابة 500 ألف مضلع. هذه هي الطريقة التي اتبعها القائمون على هذا العمل تمكّن من معايشة الحدود الألمانية "افترضياً"، حسب رأي مؤسسة "جدار برلين" أكسل كلاوسماير. إن هذا العمل مكسب كبير حتى بالنسبة لزائري نصب ضحايا الجدار في شارع "برناور شتراسه" البالغ عددهم 300 ألف سنوياً.
الفيلم وسيلة للتعرف على التاريخ الألماني
ستبث قناة دويتشه فيله هذا الفيلم عبر محطتها التي تستقبلها كل بلاد العالم وذلك باللغة الألمانية والإنجليزية والعربية والإسبانية. كما سيُعرض الفيلم في نصب ضحايا الجدار التابع لمؤسسة "جدار برلين"، ومن المقرر أن تعرضه وزارة الخارجية الألمانية في مكاتبها في أنحاء العالم، وهو ما ستقوم معاهد غوته بفعله أيضاً. وستقدم دويتشه فيله الفيلم بشكل مجاني لكل المؤسسات التي تُعنى بنشر التاريخ الألماني. بالإضافة لذلك ستقدمه إلى المركز الاتحادي المختص بالتأهيل السياسي وإلى وزارات الولايات للشؤون الثقافية كي يستخدمه هؤلاء في برامجهم التأهيلية.
إن هذا الفيلم جزء من شريط DVD الذي يحمل عنوان "أسيرة الجدار- كيف كانت الحدود الألمانية الداخلية في الواقع". ويمكن الحصول عليه في متاجر دويتشه فيله وفي نصب ضحايا الجدار في "برناور شتراسه".