تمكن قراصنة برمجيات ينتمون إلى مجموعة "غوست سيك" من إحباط هجمات إرهابية على مواقع في جزيرة جربة في الجنوب التونسي ومدينة نيويورك الأمريكية في يوليو/تموز الماضي. وذكرت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار أن القراصنة نجحوا في اختراق حسابات مقاتلي تنظيم داعش على الشبكات الاجتماعية وتمكنوا من التجسس على محادثاتهم. بعد التحريات الكافية قامت مجموعة "غوست سيك" بجمع المعلومات ونقلها إلى السلطات الأمريكية، وسارعت الأخيرة إلى التدخل في الوقت المناسب وتحذير شرطة نيويورك والسلطات في تونس لتفادي وقوع الهجمات المخطط لها.
انبهار الجهات المخابراتية بخدمات قراصنة الإنترنت الأمنية
كما ذكرت صحيفة بيلد أن مجموعة "غوست سيك" تواصلت مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) والشرطة الفيدرالية (إف بي آي) عن طريق الوسيط مايكل سميث، وهو مستشار لدى الكونغرس الأمريكي ومؤسس لشركة كرونوس أدفيسوري الأمريكية المختصة في الشؤون الأمنية.
وهنا تغريدة لمجموعة أنونيموس تعلن فيها إحباط "غوست سيك" لهجمات إرهابية في تونس ونيويورك:
twitter
ويقول سميث في حوار مع مجلة "آي بي تايمز" الأمريكية: "لقد أطلعت المسؤولين في جهاز المخابرات على المعلومات التي وصلتني من القراصنة وقامت المخابرات بدورها في إخطار نظرائها في تونس وتم إحباط مخطط لخلية تابعة لداعش في الرابع من يوليو الماضي". ويضيف سميث: "القراصنة قاموا بالتجسس على حساب أحد مساعدي داعش "لقد كان مخططا أن يقع الهجوم بعد هجمات منتجع سوسة".
وفي مقال متصل نشرته جريدة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، قال سميث إن المخابرات الأمريكية منبهرة بعمل هذه المجموعة. المدير السابق لوكالة الاستخبارية المركزية الأمريكية ديفيد باتريوس أثنى بدوره على العمل المهم لقراصنة الإنترنت، بحسب الجريدة.
أشباح تجسسية "تعيش" في البيئة الافتراضية للخلايا الإرهابية
وقامت صحيفة بيلد بإجراء حوار مع عضو ألماني في مجموعة "غوست سيك" يدعى "إنتل غوست" (اسم مستعار). رفض "إنتل غوست" الإفصاح عن التقنيات التي يستعملها في التجسس على مقاتلي داعش، لكنه ذكر أن المجموعة تقوم بشكل منتظم بمسح الشبكات الاجتماعية بحثا عن قنوات تواصل المتشددين الإسلامويين لاختراقها والتجسس عليها تفاديا لحدوث هجمات إرهابية.
منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر على برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، شهدت أوروبا سلسلة من الهجمات الإرهابية ضربتها بالعمق واستهدفت عدة عواصم ومدن أوروبية باستخدام وسائل هجوم مختلفة.
صورة من: Reuters/K. Coombsقالت خدمة الإسعاف في لندن إن 18 مصاباً نُقلوا إلى مستشفيات بعد إبلاغ شهود عن انفجار في قطار ركاب بمحطة في غرب المدينة، "ولا يُعتقد أن أيا منهم يعاني من إصابة خطيرة أو تشكل خطراً على حياته".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Leal-Olivasوفيما قالت الشرطة البريطانية إن اعتداء لندن نُفذ بواسطة عبوة ناسفة يدوية الصنع، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى عقد اجتماع للجنة الطوارئ الأمنية "كوبرا" لمناقشة "الحادث الإرهابي" في محطة لمترو انفاق.
صورة من: Reuters/Sylvain Pennecقتل 13 شخصا في "هجوم ارهابي" استهدف جادة لا رامبلا التي يقصدها عدد كبير من السياح في برشلونة الخميس (17 أب/أغسطس 2017)، بعد أن صدم سائق شاحنة صغيرة حشدا ما اوقع ايضا عشرات الجرحى، بحسب السلطات الاقليمية.
صورة من: Imago/E-Press Photo.comأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء في برشلونة، فيما صرح رئيس وزراء إقليم كتالونيا الإسباني، كارلس بوتشدمون، أن السلطات الإسبانية ألقت القبض على اثنين من المشتبه في ارتكابهما الهجوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Duranوأثار الاعتداء موجة تنديد دولية وتضامنا كبيرا مع إسبانيا التي لم تتعرض في الاعوام الاخيرة لاعتداءات مماثلة ضربت العديد من العواصم الاوروبية. وندد القصر الملكي الاسباني ورئيس الوزراء ماريانو راخوي بالاعتداء. وأعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول عن مواساته لضحايا حادث الدهس الإرهابي، فيما أكد الأزهر في بيان رفضه "لكل العمليات الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في أي مكان من العالم".
صورة من: Reutersمساء الأحد 4 يونيو/حزيران) قاد مهاجمون يشتبه بأنهم متشددون شاحنة صغيرة بسرعة كبيرة ودهسوا مارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا آخرين في شوارع قريبة مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو 50 آخرين، قبل أن تقتل الشرطة المهاجمين المفترضين الثلاثة.
صورة من: Reuters/H. McKayتعرض حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي مساء يوم الاثنين (22 أيار/ مايو 2017) في مانشستر لهجوم انتحاري صنفته الشرطة حتى الآن على أنها شُنت على "خلفية إرهابية" في بهو بالقاعة عقب انتهاء الحفلة.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/London News Pictures/J. Goodmanأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، حسب إحصاءات أولية، وإلى إصابة نحو 60 شخصاً. وقالت الشرطة إن أطفالاً بين قتلى الهجوم ومن المرجح ارتفاع عدد القتلى بسبب الاصابات الخطيرة بين الجرحى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/London News Pictures/J. Goodmanأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني مسلح بفأس في إحدى قطارات ألمانيا، ليصبح رقما في القائمة الطويلة للأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعات وتنظيمات إسلامية إرهابية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Hildenbrandوقال "داعش" من خلال وكالته "أعماق" إن اللاجئ الأفغاني "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" التي تقاتل "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/Amakوتبنى تنظيم "داعش" المتطرف قبلها بأيام قليلة الهجوم الذي نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعاً كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Goldsmithهزت هجمات إرهابية دامية بروكسل (22 آذار/ مارس 2016)، إذ أودى انفجاران في مطارها الدولي إلى مقتل 13 شخصاً على الأقل، وانفجار آخر في إحدى محطات المترو ما دفع بعدة عواصم أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.
صورة من: picture-alliance/AP/APTNفي شباط/فبراير 2015، فتح شاب من أصول فلسطينية النار على جلسة نقاش حول التيارات الإسلامية و حرية التعبير، تزامنا مع هجوم ثان استهدف كنيسا يهوديا.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Sabroeمجلة "شارلي إبيدو" الفرنسية تعرضت في مقرها بباريس لهجوم في شهر كانون ثان/ يناير 2015 من قبل إسلاميين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، كما قتل منفذا العملية لاحقا.
صورة من: M. Bureau/AFP/Getty Imagesفي شهر أيار/ مايو 2014 قام جهادي فرنسي عائد من سوريا بهجوم مسلح على المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسل، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
صورة من: picture-alliance/dpaفي آذار/مارس 2011 قام الباني بقتل جنديين أمريكيين، وجرح اثنين آخرين عند فتحه النار على حافلة كانت تقل جنودا أمريكيين بمطار فرانكفورت في ألمانيا.
صورة من: APفي كانون الأول /ديسمبر 2010 وقع انفجار في العاصمة السويدية ستوكهولم، أوقع قتيلا وجريحين، حسب مصادر أمنية رجحت بأن القتيل كان منفذ العملية.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Nackstrandأصدرت محكمة دوسلدورف في آذار/ مارس 2010 أحكاما بين خمس سنوات و12 سنة بحق عناصر ما عرف بـ"خلية زاورلاند"، أدينوا بالتخطيط لشن هجمات إرهابية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Uli Deck/Ronald Wittek/Federico Gambariniتعرض الرسام الدنماركي كورت فيسترغارد لمحاولة اغتيال فاشلة عام 2010، وذلك بعد أربع سنوات من نشره رسومات للنبي محمد في صحيفة يولاند بوستن.
صورة من: APفي عام 2006 وضعت حقيبتين مليئتين بالمتفجرات في قطارين، انطلقا من محطة قطارات مدينة كولونيا الألمانية (غرب). لحسن الحظ حال خطأ تقني دون انفجارهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/BKAعام 2005، قام أربعة بريطانيين من أصل باكستاني باستهداف محطات الإنفاق وأحد الباصات في العاصمة لندن، ما أسفر عن مقتل 56 شخصا وجرح ما لا يقل عن 700 شخص.
صورة من: APفي 11 آذار/مارس 2004، قتل 191 شخصا وجرح 1500 آخرين في إنفجارات استهدفت أربعة قطارات في العاصمة الاسبانية مدريد، وتبنى الهجوم تنظيم القاعدة . اعداد: علاء جمعة/ زمن البدري
صورة من: AP
ويقول: "مقاتلو تنظيم داعش لا يعلمون بوجودنا، لكننا نعيش بينهم في العالم الافتراضي. نقوم بتحليل معلوماتهم ونقرع جرس الإنذار كلما دعت الحاجة إلى ذلك". ويضيف في حديثه مع صحيفة بيلد: "نحن في تواصل دائم مع السلطات (الأمريكية) حتى يتسنى لها تحذير نظرائها في المناطق في الوقت المناسب". القرصان الألماني أكد أن للتعاون المعلوماتي ثمرته، فقد أحبط هجمات عديدة وأدى إلى القبض على العديد من المشتبه بهم في العالم. لكن اسم "غوست سيك" لم يُذكر بالرغم من ذلك.
أما في ما يتعلق بالهجوم على تونس، فقال القرصان الألماني: "وقع التفطن لتغريدة أحد مقاتلي داعش على تويتر، وبعد التحري عنه، توصلنا إلى أن الأمر يتعلق بالتخطيط لهجوم انتحاري على سوق سياحي حيوي بالقرب من حي "حومة السوق" وسط جزيرة جربة. قمنا بإحباط هذا الهجوم". وبالفعل قامت وزارة الداخلية التونسية في شهر يوليو/تموز الماضي من القبض على "مجموعة إرهابية خطيرة" في جزيرة جربة في الجنوب التونسي خططت لهجمات مسلحة على مناطق سياحية.
وبعد هجمات باريس الأخيرة أعلنت مجموعة "أنونيموس" المشهورة حربا افتراضية على تنظيم داعش ووعدت "بملاحقة الإرهابيين في الشبكات الاجتماعية وتدمير حساباتهم". كما تعالت أصوات عديدة في أوروبا تطالب بمراقبة أكثر صرامة لنشاط الإرهابيين على شبكات التواصل الاجتماعي وضرورة تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الأوروبية.