روديغر والاتحاد الألماني يقدمان شكوى ضد صحفي بسبب "السبابة"
صلاح شرارة
٢٦ مارس ٢٠٢٤
اتخذ النجم أنطونيو روديغر خطوات قانونية ضد اتهامه بـ"الإسلاموية" من قبل رئيس تحرير سابق لأشهر صحيفة بألمانيا. وكان يوليان رايشلت قد اتخذ من رفع روديغر أصبع السبابة في صورة بمناسبة رمضان إشارة على قربه من الإرهابيين.
إعلان
قام كل من مدافع منتخب ألمانيا أنطونيو روديغر والاتحاد الألماني لكرة القدم باتخاذ إجراءات قانونية ضد أحد الصحفيين، الذي اتهم روديغر بـ"الإسلاموية" (التطرف الإسلامي)، بعدما نشر روديغر صورة له يُحيّ فيها متابعيه على موقع "انستاغرام" بمناسبة دخول شهر رمضان لعام 2024.
وفي الصورة، التي نشرها نجم الريال يوم 11 مارس/ آذار، ظهر روديغر ، وهو مسلم ملتزم، بينما كان جالسا، جلسة الصلاة، على سجادة بيضاء ومرتديا جلبابا أبيض وطاقية بيضاء ويرفع أصبع السبابة الأيمن إلى الأعلى، في حركة معتادة لدى ملايين المسلمين عند النطق بالشهادتين، وعلق عليها: "فليتقبل الله صيامنا وصلواتنا".
وقدم روديغر شكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام في برلين ضد الصحفي يوليان رايشلت، رئيس التحرير السابق لصحيفة "بيلد"، أوسع الصحف الشعبية الألمانية انتشارا، كما أبلغ الاتحاد الألماني لكرة القدم القضية إلى المكتب المركزي لمكافحة جرائم الإنترنت (ZIT)، التابع لمكتب المدعي العام الرئيسي في فرانكفورت، بحسب وكالة الأنباء الرياضية (س ي د).
وكانت صحيفة بيلد، التي أقيل رايشلت من رئاسة تحريرها في خريف 2021، بسبب اتهامات من بينها سوء استغلال النفوذ، أول من تحدث عن هذا الأمر.
وكتبت بيلد على موقعها في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين أن الصحفي يوليان رايشلت (رئيس تحرير بيلد السابق) كتب يوم الأحد (24 مارس/ آذار 2024)، على بوابة إكس (تويتر سابقا) النص التالي: "إلى كل من لا يريد أن يفهم أن التحية الإسلاموية التي قام بها روديغر (يقصد رفع أصبع السبابة) هي تحية إسلاموية، فإن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الألمانية الداخلية) تسمي هذه الحركة "أصبع داعش" وتصنف رفع أصبع السبابة على أنها علامة واضحة على الإسلاموية".
وقالت بيلد إن كلام رايشلت هذا يجعل نجم دفاع ريال مدريد قريبا من الإرهابيين. ولم يرغب روديغر في البداية في التعليق لبيلد على الموضوع.
ويوم أمس الاثنين، كان رد فعل روديغر هو تقديم شكوى جنائية ضد رايشلت إلى مكتب المدعي العام في برلين. "بسبب الإهانة أو بالأحرى القذف والسب التحريضي مع التحريض الجماهيري على الفتنة"، حسبما جاء في الشكوى.
كما قدم الاتحاد الألماني لكرة القدم شكوى أيضا وأبلغ مكتب المدعي العام بتغريدة رايشلت باعتبارها "خطاب كراهية".
وتلقت بيلد رسالة من فريق المحامين لأنطونيو روديغر. وفي رسالة إلى ماريون هورن، رئيسة تحرير صحيفة بيلد، "حذروا" من "التصريحات التحريضية التي تضر بموكلنا"، بحسب ما كتب موقع بيلد.
رايشلت متمسك برأيه
وفي المقابل، تمسك الصحفي بوجهة نظره، بعدما كتب منشورا آخر في إكس في وقت متأخر من مساء أمس، قال فيه: "حتى عندما يتعلق الأمر بلاعب وطني شهير على وجه الخصوص، لا يمكنك السماح لنفسك بالترهيب. ما يستخدمه أنطونيو روديغر والاتحاد الألماني لكرة القدم هنا هو أساليب الترهيب"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
الداخلية الألمانية تدخل على الخط
ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية الألمانية إن لفتة روديغر "يجب أن يتم فهمها على أنها حالة إيمانية، وبالتالي يمكن تصنيفها على أنها لا تمثل مشكلة من حيث السلامة العامة". وأضافت وزارة الداخلية الألمانية بحسب ما نقلت صحيفة بيلد: "الأمر ينطوي على ذلك بغض النظر عن قيام الجماعات الإسلامية بإساءة استخدام هذا الرمز لأغراضها الخاصة".
وتابعت "رفع الأصبع يمكن أن يُنظر إليه على أنه علامة على التطرف السلفي أو الإسلاموي في سياقات معينة، إذا تعمدت الجهات الفاعلة استغلال هذا الالتباس". واختتمت الوزارة بيانها على أن "الأمر يعتمد على الحالة الفردية".
يذكر أن روديغر سيكون ضمن تشكيلة منتخب ألمانيا الأساسية بقيادة المدرب يوليان ناغلسمان، التي تخوض في فرانكفورت مساء اليوم الثلاثاء (26 مارس/ آذار 2024) ثاني تجاربها الودية أمام منتخب هولندا استعدادا لكأس الأمم الأوروبية الصيف المقبل بألمانيا، بعدما فازت في تجربتها الأولى على منتخب فرنسا في ليون مساء السبت الماضي بهدفين دون رد.
نسر على الصدر.. كيف تغيّر قميص المنتخب الألماني عبر التاريخ؟
أعلن المنتخب الألماني عن قمصان "المانشافت" خلال نهائيات كأس أوروبا التي ستنظم في ألمانيا الصيف القادم. DW تأخذكم في رحلة عبر التاريخ، تتعلق بالقمصان التي ارتداها اللاعبون الألمان في تاريخ المونديال وكأس أوروبا.
صورة من: picture alliance / dpa
تغيير كبير في الزي البديل
يظهر القميص الأساسي لألمانيا في يورو 2024 تقليديًا جدًا باللون الأبيض بشكل رئيسي مع لمسة من الأسود والذهبي والأحمر على الأكمام. أما الزي البديل باللونين الوردي والأرجواني فيشكل تغييرا كاملًا عن الأخضر الداكن الذي كانت تستخدمه ألمانيا عادة. وقال الاتحاد الألماني لكرة القدم في بيان إن الألوان الجديدة "تهدف إلى تمثيل جيل جديد من مشجعي كرة القدم الألمان وإظهار تنوع البلاد".
صورة من: Daniel Karmann/dpa/picture alliance
قميص بذكريات سيئة
شكّل كأس العالم 2022 في قطر كارثة كروية للمنتخب كما حدث قبل أربع سنوات في روسيا. تصميم القميص، بشريطه الأسود العريض في الوسط، استوحي من القميص الألماني الأصلي من عام 1908. كما كانت هذه هي المرة الأولى التي يرتدي فيها الرجال والنساء القميص ذاته. ارتدت نساء ألمانيا هذه القمصان في كأس العالم غير في أستراليا/نيوزلندا عام 2023، وهي المشاركة التي كانت كارثية بدورها.
صورة من: Marcio Machado/MIS/IMAGO
ذكرى أخرى كارثية: مونديال روسيا
يفضل الكثير من الألمان نسيان هذا القميص، فقد كان هو الذي ارتداه اللاعبون خلال محاولتهم الفاشلة للدفاع عن لقبهم في كأس العالم في روسيا في عام 2018. كان توني كروس ومسعود أوزيل وماتس هوملز ولاعبون آخرون كتوماس مولر ومانويل نوير، جزءًا من فريق خيب آمال الأمة بأكملها. كما أنها كانت ستكون آخر بطولة لأوزيل قبل أن ينهي مسيرته مع الفريق الوطني، في قصة أثارت الكثير من الجدل.
صورة من: picture-alliance/dpa/adidas
قميص فائز بلقب المونديال
كان قميص عام 2014 مستوحى من القميص الذي ارتدته ألمانيا عام 1990 في إيطاليا، وكلا القميصين كانا فأل خير على المانشافت الذي توج باللقبين. يبدو أن الدرجات الثلاث من اللون الأحمر كانت تعني تمثيل الألوان الأسود والأحمر والذهبي لعلم ألمانيا. ولكن بدلا من السراويل السوداء، اختارت ألمانيا اللون الأبيض. سيظل ماريو غوتسه حاضرا في قلوب مشجعي ألمانيا، لهدفه في الوقت الإضافي من المباراة النهائية ضد الأرجنتين.
صورة من: Reuters
قميص يذكر بكرة قدم جميلة
يُذكر كأس العالم 2006 في ألمانيا في البلد المضيف باسم "الحكاية الخرافية للصيف". بوجود مايكل بالاك في وسط الميدان، لعبت ألمانيا كرة قدم أكثر جاذبية مما كانت عليه في السنوات السابقة. لكن إيطاليا كانت نقمة ألمانيا، حيث أطاحت بهم بتسجيل هدفين متأخرين في الوقت الإضافي من نصف النهائي. أما بالنسبة للقميص، فقد كان بالأبيض، باستثناء خطوط صغيرة من الذهبي والأحمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Egerton
الحكاية تنتهي مبكرا عام 1998
بينما احتفظ بالقميص الأساسي، أي الأبيض التقليدي، كان للقميص الذي ارتداه يورغن كلينسمان ورفاقه في فرنسا في عام 1998، إضافات جديدة، وهي خطوط أفقية بالأسود والأحمر والذهبي، ورمز علم ألمانيا عبر الصدر. وعنصر جديد آخر كان هو النجوم الثلاثة، فوق النسر، تيمنًا بألقاب كأس العالم الثلاثة لألمانيا. لكن لم تنته الأمور جيدًا لألمانيا في تلك النسخة، حيث خسروا أمام كرواتيا في الدور ربع النهائي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O.Berg
قميص آخر بطولة لليورو
هدف أوليفر بيرهوف الذهبي ضد جمهورية التشيك ختم لقب اليورو 96 لألمانيا في ويمبلي. القميص الذي ارتدته ألمانيا عندما "عادت كرة القدم إلى الوطن" إلى إنجلترا اختلف عن السابقين لأنه تميز بوجود نسر أبيض على شعار أسود. كان آخر لقب تحققه ألمانيا في كأس أوروبا للأمم، وهو لقبها الثالث.
صورة من: picture-alliance/dpa/AFP
قميص إعادة التوحيد
بدأت ألمانيا الغربية ارتداء هذا القميص في بطولة أوروبا عام 1988، والتي استضافتها البلاد المقسمة آنذاك. وبعد عامين، كانت ألمانيا الغربية والشرقية على بعد أشهر من أن تعودا إلى بلد واحد إثر إعادة التوحيد. شارك لاعبون من الجانبين في الفريق الوطني الذي فاز بكأس العالم 1990 في إيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
الأخضر في نهائي 1986
عادةً ما كان منتخب ألمانيا الغربية وبعدها ألمانيا الموحدة يرتدي اللون الأخضر كزي بديل. وصل القائد كارل-هاينتس رومينيغه وزملاؤه إلى النهائي ضد الأرجنتين في استاد أزتيكا في مدينة مكسيكو عام 1986. سجل رومينيغه هدفًا، لكن الفريق الأرجنتيني الذي قاده دييغو مارادونا كان في أوج قوته. فازت الأرجنتين 3-2 لترفع كأس العالم للمرة الثانية.
صورة من: Getty Images/Bongarts
قميص بطولة 1974
في السبعينات، كانت قمصان ألمانيا الغربية تقريبا بالكامل بيضاء. إحدى السمات المميزة للقميص الذي ارتداه غيرد مولر وفولفغانغ أوفيراث كان وجود نسر أكبر بعض الشيء من ذلك على الأطقم الأحدث. يُذكر هذا القميص الكلاسيكي بشكل لطيف بحقيقة أن مولر وباقي اللاعبين حققوا اللقب في عام 1974 في ميونيخ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Baumann
أول تتويج ألماني بالمونديال
كانت القمصان التي ارتداها القائد فريتس فالتر وهورست إيكيل وباقي فريق ألمانيا الغربية في عام 1954 مشابهة جدًا لتلك التي ارتدوها في الفوز الثاني بكأس العالم بعد 20 عامًا. قلبت ألمانيا الغربية توقعات المجر الساحرة بقيادة الأسطوري فيرينتس بوشكاش في نهائي كأس العالم بنتيجة 3-2. لُعبت المباراة على أرضية مبللة بالمياه في العاصمة السويسرية. أصبحت هذه المباراة تُعرف في ألمانيا بـ"معجزة برن".