1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أصداء الانسحاب الإسرائيلي من غزة

الحكومة الإسرائيلية دشنت اليوم المرحلة الأولى من خطة الانسحاب من غزة. مقاومة المستوطنين والمتطرفين للانسحاب شديدة. الفلسطينيون رحبوا به ولكنهم يعتبرونه التفافا على الاتفاقات. موقعنا رصد ردود الفعل على هذا الحدث.

الانسحاب ينعش آمال الصيادين في قطاع غزةصورة من: dpa

دشنت في الساعات الأولى من صباح اليوم المرحلة الأولى من خطة الانسحاب الإسرائيلي. حيث قام الجيش والشرطة الاسرائيلين بعد إغلاق قطاع غزة الليلة الماضية بتوزيع إخطارات إخلاء خطية على المستوطنين وأعطيت لهم مهلة حتى يوم الأربعاء القادم ساعة لإخلاء المستوطنات طواعية وألا فانه سيتم إخلائهم قسرا. ودخل الجيش الإسرائيلي نفية دقاليم اكبر مستوطنات غزة اليوم الاثنين لتسليم لمستوطنين إخطارات بالمغادرة وذلك على شكل مجموعات غير مسلحة من الجنود من بوابة جانبية لتفادي المتاريس التي أقامها المستوطنون عند البوابة الرئيسية رافضين الإذعان لخطة الانسحاب.

رد فعل المستوطنين

مستوطنون يتظاهرون ضد الانسحاب من غزةصورة من: dpa

في الوقت الذي أخذ فيه بعض المستوطين بالانسحاب وتدمير كل شيء يتركونه خلفهم، يقاوم البعض الأخر منهم بشدة عملية الإخلاء متخذين إشكال عده للمقاومة السلمية منها أداء الصلوات على الطريق الرئيسية وأمام بوابات المستوطنات، أو المقاومة العنيفة مثل إقامة حواجز في الطرق الرئيسية. وكان قد لجأ مئات الشبان الإسرائيليين إلى أعمال عنف عندما رأوا السيارات العسكرية تقترب من مستوطنة نيفيه ديكاليم غير آبهين بالدعوات التي أطلقها قادة المستوطنات المعارضون لكل عمل عنف خلال الانسحاب من القطاع. وقد اندلعت اضطرابات منتصف ليلة الأحد الماضي حيث هاجم فتيان جاؤوا من إسرائيل أو من مستوطنات أخرى في الضفة الغربية السيارات العسكرية ومزقوا إطاراتها وحطموا زجاج نوافذها وذلك قبل البدء الفعلي لعملية الإخلاء. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أوقفت تسليم أوامر الإخلاء بسبب تجمع مئات المستوطنين وإغلاقهم لمدخل نيفيه ديكاليم.

على الصعيد الإسرائيلي العام يدور جدل واسع حول خطة شارون الانسحاب من مستوطنات غزة ويلاقي شارون معارضة شديدة من المتطرفين الاسرائيلين ومن داخل حزبه، وكان وزير المالية الإسرائيلي نبنيامين نتنياهو قد استقال من منصبه في وقت سابق هذا الشهر احتجاجا على خطة الانسحاب.

استعداد امني فلسطيني...

قوات امن فلسطينية تتدرب لتولي مسؤلية الامن في غزةصورة من: AP

من جانبه يستعد الجانب الفلسطيني لتسلم المهام الأمنية بعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة حيث تنتشر قوات امن فلسطينية يصل قوامها الى 7500 بالقرب من المواقع التي سيتم إخلائها. وهي تستعد هناك لتسلم مهام الأمن فور إتمام عملية الإجلاء. وقد وضعت قوات الأمن الفلسطينية في حالة تأهب تحسبا لأي هجمات للمقاومة خلال الانسحاب الإسرائيلي. وفي مقابلة مع موقعنا ذكر المحلل السياسي طلال عوكل إلى ان السلطة الفلسطينية منعت الفلسطينيين من الدخول إلى القطاع وبان قوات الشرطة الفلسطينية تنتشر قرب المواقع التي سيتم إخلاءها وذلك بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتسلم المهام الأمنية فور الانتهاء من الإخلاء. وأضاف بان هناك لجان فنية أمنية ومدنية مشتركة إسرائيلية وفلسطينية لتنظيم عملية تسليم المنشات. أما المتحدث الرسمي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، سامي أبو زهري، فقد قال في مقابلة مع موقعتنا بأنه من الجانب الفلسطيني "نحن معنيون بان تجري الأمور بشكل هادئ" لكن لن تترك الأمور لمسالة المفاجآت، حسب تعبيره، بل يجب ان يكون هناك استعداد فلسطيني لمواجهة أي طوارئ أو احتمالات لكن "بالتأكيد النوايا الفلسطينية مجتمعة معنية بان تجري الأمور بشكل هادئ". وأضاف بأنه "لا احد في شعبنا معني بعرقلة هذا الانسحاب".

...وتنسيق بين الفصائل

اجتماع للحكومة الفلسطينيةصورة من: AP

مما لاشك فيه ان السلطة الفلسطينية تدرك تماما إنها إذا لم تشرك القوى الفلسطينية الأخرى في ترتيبات ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من غرة فإنها ستصطدم بعقبات كثيرة وربما لن تتمكن من السيطرة على الوضع. لذلك وبعد ان كانت تفكر بشكل منفرد في التعامل مع الموقف فقد سعت لإشراك الفصائل الفلسطينية المختلفة في العملية حيث اتفقت القوى الفلسطينية ليلة أمس على تشكيل لجنة وطنية تشارك فيها القوى الفلسطينية الرئيسية تكون مهمتها متابعة ملف الانسحاب من غزة والقيام بالتشاور والتنسيق فيما بينها ومع السلطة الفلسطينية. ويعتبر المتحدث الرسمي لحماس أبو زهري هذه الصيغة بأنها سوف تضفي جو من الطمأنينة والراحة على الساحة الفلسطينية وتساعد على ان تجري الأمور بشكل هادئ، حسب رايه. ويشير عوكل في هذا الصدد إلى ان الفصائل الفلسطينية شكلت يوم أمس لجنة متابعة عليا من القوى الوطنية والإسلامية المختلفة وبان هناك هيئة متابعة عليا للتنسيق فيما بين هذه القوى للأشراف على عملية الانسحاب وتسلم المهام الأمنية في القطاع مؤكدا ان"هناك توافق فلسطيني/فلسطيني عام في هذا الموضوع، والكل حريص على ان يتم الانسحاب وعلى دم إعطاء أي فرصة لإسرائيل للتحجج وما إلى ذلك.

خطوة منقوصة

لقاء بين شارون وعباس في وقت سابق من هذا العامصورة من: AP

على الصعيد السياسي الفلسطيني فانه في الوقت الذي تكاد تجمع فيه جميع القوى السياسية في الساحة الفلسطينية بان الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة مكسب فلسطيني إلا أنه في رأي هذه القوى جميعها تقريبا ليس ملبيا للطموحات الفلسطينية بشكل عام. فهو من ناحية انسحاب غير كامل ولا يعطي السيادة الكاملة للفلسطينيين على القطاع ومن ناحية أخرى ينظر إلى هذا الانسحاب فلسطينيا على انه التفاف على الاتفاقات الدولية حول التسوية الشاملة للوضع بما في ذلك خارطة الطريق، كما انه خطوة من طرف واحد. ويشيرعوكل بان الاحتلال عمليا لن ينتهي من قطاع غزة بمجرد إخلاء المستوطنات، فإسرائيل تريد ان تخرج من داخل القطاع ولكنها ستحكم من قبضتها عليه من الخارج، "أي أنها ستحول القطاع إلى سجن كبير من خلال السيطرة على جميع المداخل" وهي لذلك تطلق على هذا الوضع "إعادة انتشار وليس انسحابا" مما يعني ان الوجود الإسرائيلي داخل القطاع سوف ينتهي ولكنه سيبقى حول القطاع. كما انه مثلا في بعض المستوطنات في شمال القطاع سيتم إخلاء هذه المستوطنات من المستوطنين ولكن الجيش الإسرائيلي سيبقى فيها. ويشير عوكل إلى ان الفلسطينيين يرون في الانسحاب من غزة خطوة أولى لمعالجة الوضع عموما ولكن هناك لشعور بعدم الاطمئنان من الجانب الفلسطيني، إذ يعتقد على نطاق واسع ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اريل شارون ليس لديه شيئا أخر سيقدمه على طريق السلام غير هذا الانسحاب وهو قريبا سوف يحاول ان يربط بين هذه الخطوة وخارطة الطريق

د. عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW